تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

تنظيف الدولة الإسلامية إستراتيجية لابد منها..!

لا احد يستطيع تفسير ما حصل للشعوب الإسلامية، من مآسي وحروب وويلات، قضت على الملايين من المسلمين، "ذبحا وقتلا وتفجيرا وتهجيرا"، دون أن يعرج على الفكر الإسلامي أو الايديولجيا التي أُريد لها أن تكون "إسلامية"، لتنتج "ماركة" الإرهاب الأعنف، وفوبيا عالمية اقتحمت بقوة، القرن الواحد والعشرين لِتُنسَب إلى الإسلام والمسلمين بسبب؛ قد يكون وجيهاً...!

لذلك كان لزاماً علينا كمسلمين أن نرى واقعنا، ليس بعين المظلوم ولا بعين الظالم، إنما بعين الحقيقة التي طمسها التاريخ المشوه، حتى نتمكن من تحديد المشكلة، وإيجاد الحلول الناجعة، بدلا من رمي التهم على المؤامرات الخارجية.

جميع الدول الإسلامية تقريباً، لديها علاقات مع الولايات المتحدة توصف بأنها متميزة، ولديها علاقات مع إسرائيل أيضا، "وخاصة العربية منها" على المستوى الاقتصادي، ومؤخرا على المستوى العسكري والتعاون الأمني، بين السعودية والموساد الإسرائيلي، كما يذكر ذلك المفكر الغربي "كريستوفر ديفيدسون" في كتابه الأخير (ما بعد الشيوخ)، الذي تنبأ فيه بسقوط الممالك الخليجية خلال السنوات الخمس القادمة.

الإرهاب الذي أرعب العالم والمعروف بـ (تنظيم الدولة الإسلامية)، كما يروج له الإعلام الخليجي وجميع قنوات الإعلام الغربي، واتعب ألسِنَة الغرب وأمريكا، وأنهك استراتيجياتهم التي تريد "احتواء" هذا الإرهاب من "دون" القضاء عليه ضمن نظام الفوضى الخلاقة، وطريقة تقسم المقسم في الشرق الأوسط الجديد.

إرهاب داعش الحالي ينطلق من فكر القاعدة، الذي أنتجته المخابرات الأمريكية، بالتعاون مع الفكر الوهابي في السعودية، ويمول مادياً بنفط الخليج الذي بدأ "ينضب"، ويمول بشرياً بأكثر من مئة جنسية على مستوى جميع قارات العالم، وهو يضرب كل من يخالفه في جميع الدول الإسلامية والعربية، بيد أنه لم يتجرأ لحد الآن حتى على الكلام بالضد من إسرائيل، بل يعتبرها صديقا حميما، مقابل عدو تاريخي، كما يحصل في سوريا حاليا..!

إذن لماذا كل هذا الصرف بالأموال والأنفس؟ أذا كانت هذه التنظيمات "الإسلامية" الإرهابية، هدفها البطش بالمسلمين من دون غيرهم، والجواب يأتينا من التاريخ، الذي يخبرنا بقسوة الدولة العباسية والأموية ضد أبناءها المخالفين لنهجها الفاسد، والذي استمر ليكون مذاهب الحقد والكراهية وسفك دماء المسلمين، في حقبة تاريخية مكررة لعهد الأسلاف الجائر.

لذلك بدلا من لوم الغرب بتفخيم مصطلح الإسلام فوبيا، علينا تنظيف مذاهب الدولة الإسلامية من أدران التاريخ الإسلامي الموضوع، وعدم الركون للمهادنة ومغادرة المداهنة السياسية، بالاعتماد على قادة معتدلين، لهم القدرة على وضع أصابعهم في عين منبع الأفكار الدموية، وتمزيق الجيوب التي تمولها.

 

باقر العراقي

 

في المثقف اليوم