أقلام حرة

صُورَةٌ صَدَّام!

yousif abolfawzفي زيارتي الى بيت صديقي الصدوق أَبُو سُكينة، تساءل جَلِيل عن تطورات ماجرى بيني وبين احد الاصدقاء، الذي زعل مني بسبب مزحة. كنت رويت لجَلِيل عن صديق عزيز عمل سنوات طويلة بأخلاص في موقع مهم في مؤسسات الدولة العراقية، ونجح في البقاء بعيدا عن محاولات شراء ذمته، وبذل جهدا مضاعفا للحفاظ على تأريخه الوطني النزيه. واذ ان صديقنا لا يحب ان يعرض نفسه كبطل، ويحاول دائما تجنب الاضواء، ومن باب الفضول كنت واخرين نحاول وبطرق شتى دفعه للكلام عن ذكرياته في فترة عمله، خصوصا ان له ذاكرة جيدة وأسلوب ممتع في رواية الاحداث.

مؤخرا، وفي لقاء ضم بعض الاصدقاء المقربين، وفي اجواء صداقية خطر لي ان امازحه واسأله ان كان التقط صورة مع صدام حسين حين زار مؤسستهم؟ لم انجح في دفعه للكلام، لكنه كما يبدو أخذ المزحة على محمل الجد، وابلغني من كان معنا ان صديقنا زعل من المزحة وحملها اكثر من حجمها، فلجأت للاعتذار منه وتبيان دوافع المزحة، التي كما يبدو لم تأت في محلها وتم اساءة فهمها. واثار الامر أنزعاجي كثيرا هو امكانية ان يفكر صديق مثله بأني احاول الاساءة له بطريقة مثل هذه.

أَبُو جَلِيل وهو يستمع لنا بأهتمام، قال لي: فعلت حسنا بالاعتذار، فليس سهلا خسارة صديق بسبب مزحة، لكن وانت العاقل، الذي نمتدحه دائما، كيف يفوتك ان بعض الناس، الحريصين على تأريخهم، لا يقبلون المس به حتى لو بمزحة من صديق؟

سعل أَبُو سُكينة وقال: على بختك، شلون تزعل صديقك، وتترك السياسيين من حولك والذين يقودودنا الى الخراب كل يوم، والذين لا يحتاجون لصورة لهم مع المجرم صدام، لان كل واحد منهم صاير نسخة منه. هل نسيت حديثك عن امكانية عودة صورة صدام بشكل اخر؟

أَبُو سُكينة هنا يذكرني بيوم، قبل عدة سنوات، تمت فيه استضافتي في برنامج حواري تلفزيوني مباشر، ودار الحديث عن حرية التعبير، وضمن ما ذكرت هو ان سياسة الحزب الواحد تسعى بطرق مختلفة لالغاء الرأي الاخر، وهذا كان جوهر سياسة البعث الصدامي، وان هذه النهج، وفي ظل غياب مؤسسات ديمقراطية حقيقية، يمكن ان يعود مرتديا بيرية أو ربطة عنق او عمامة او شروال ! بل ان صورة الديكتاتور صدام حسين يمكن ان تعود على ذات الشاكلة !

 

يوسف أَبُو الفوز

 

في المثقف اليوم