أقلام حرة

دعوة للمرجعية لإنقاذ الوطن

nabil ahmadalamirسألني أحد الأصدقاء عن ماهية الحل للوضع في العراق .. وعن سبيل للخروج من هذا النفق المظلم الذي لايلوح فيه بصيص أمل نور !!!

فأحبته إجابة مختصرة .. رأيت بعدها أن المسؤولية الشرعية والوطنية تستوجب عليّ نشر هذه الإجابة، عسى أن يقرأها أحد من يهمهم أمر الوطن، ويوصلها لمقام المرجع الأعلى أو مكتبه ويستفيد منها او من بعضها من يستفيد، حتى لو تم التعديل على بعض فقراتها .. والله المستعان .

بسبب ما نعيشه اليوم من حالٍ مزري، بل يصفه البعض بالحال الميؤس منه، وفي كل جوانب الحياة، نعتقد أن الوضع بالعراق لا ولن يستقيم، لأن السرطان (حفظكم الله)، قد نخر جميع أجزاء جسم الوطن، وأصبح الموت هو الحقيقة الوحيدة الواضحة فيه . . ونرى ان التقسيم قادم لا محالة . . ونرى بالأفق القريب إن هناك كانتونات أو دويلات جديدة صغيرة، ومضطربة تعيش وتتقاتل وتتعايش فيما بينها، تُبنى بأفكار ومفاهيم جديدة وإسلوب أمراء المال والدين والسياسة (الجدد) . . والله أعلم .

وبوجود هذالتكالب المحلي والطائفي والإقليمي والدولي المحموم على الوضع بالعراق .. ونحن نرى أن المجتمع العراقي يتقسّم مناطقياً وطائفياً وقومياً ... وكلٍ من أمراء السلطة والحرب يجر البلد لهذا المنزلق أو ذاك ...

ورغم أن هذه النظرة قد تكون متشائمة عند البعض، والتي بلا شك بنيتها على حقائق واقعية نعيشها نحن المواطنين في يومياتنا . . .

ورغم أن الكثير منكم سوف يخالفني الرأي بها .. بل قد يتهمني البعض أنني اُشارك في إحباط الجمهور العام، الذي هو بلا شك بحاجة لبصيص أمل، وشمعة قد تُنبر طريقه المظلم . .

لكني أرى أيضاً أننا يمكن أن نحاول محاولة أخيرة (قد لا تنجح)، لكن لايمنعنا هذا من المحاولة مع مريض يحتضر، موته مؤكد بسبب نتائج فحوصاته وتحاليله .. والله أعلم .

نرى رغم أن المرجعية كانت منقذة للعراق وللمقدسات من السقوط ببراثن داعش الإرهابية بفتوى الجهاد الكفائي . . والحشد الشعبي العظيم . .. نراها أيضاً كانت ولا زالت شريكة كاملة بما حدث للعراق لأنها هي من دعمت (علناً وسراً) هذه العملية السياسية وكياناتها وشخوصها . . إنتصاراً للمظلومية التاريخية التي تعرّض لها العراقيون عموما.، وأبناء المذهب الشيعي خصوصاً . . .

ونرى متواضعين أمام مقامها الكريم، أن عليها اليوم علناً (وأكرر علناً) التبرئ من كل الموجودين وبالأسماء الواضحة والصريحة وبدون أي تلميحات .. وأن تتبنى وتتسلّم قيادة البلد وزمام أمره، وتكون على رأسه، كما هو معمول به في إيران (رغم تحفظي على التجربة الإيرانية)،

وتقوم بعزل وسجن وإعدام كل من يثبت وقوعه في مستنقع الفساد والخيانة (من خلال القنوات القضائية والشرعية العامة)، كما فعل الإمام الخميني أول شهور الثورة الإيرانية . . ليستقيم الوضع شيئاً فشيئاً بعد أن يدخل الخوف قلوب الحاكمين الجدد والذين تختارهم المرجعية بالأسماء وتكون مسؤولة عن محاسبتهم ومعاقبتهم، ولا تكتفي بالإشارة والتلميح كما هي الآن .

وماهي إلاّ محاولة لمريض ميت سريرياً وبإنتظار أن يحمله أبنائه ليُدفن في مقابر التاريخ، ويُسدل الستار عن وطن كان يُسمى العراق .. والله المستعان .

والله من وراء القصد .

 

د. نبيل أحمد الأمير

 

في المثقف اليوم