أقلام حرة

المنافسة ثقافة

emad aliيصادف اي منا في معارك الحياة في اكثر الاحيان، دخول في حلبة التنافس سواء عن قصد او صدفة او في خضم عمله الطبيعي او ما يُجبرعليه في الدخول الى العملية التنافسية وليس صراع مباشر حزبي كان او سياسي او مهني بشكل عام او ثقافي او ما يحصل في دوائر العمل الرسمية او في الحياة بشكل عام .

اننا نسمع كثيرا عن ما يحدث جراء الاحتكاكات الصادرة عن عملية التنافس الطبيعية بين الناس من اجل الحصول على نتاج ما، سواء كانت ماديا او معنويا . وكل من ينظر الى الموضوع بما يقدم عليه وفق خلفيته الثقافية العامة وعقائده او قيمه وثوابته بشكل عام . وما ينكشف من خلال التفاعل الذي يحصل من ما هو المخفي اثناء التعامل الطبيعي مع البعض، وهو ما يكتشفه كل من المنافسين من الاخر غير الذي يحصل في مسار حياة الانسان اليومي . فتظهر صفات المتنافس وثقافته واسلوبه ونظرته الى العملية التي يخوضها وايمانه بها، والاهم وهو ما يمكن ان يبرز الى السطح هو مدى صحة تعامله مع الاخر وفق ما يؤمن به سواء بطرق صحيحة عادلة او ملتوية وفق ايمان المتنافس بما يحمل من الافكار والثقافات او كيفية اتباع سلوكه لما يسير عليه منذ بداية دخوله في المنافسة وحسب ما لاقاه في حياته العامة من السدود والموانع وما تبنيه المصالح الخاصة وما ينتمي اليه وما تفرضه عليه اهدافه الخاصة في الحياة .

صادف هذه الايام ودخلت في عمل عام ولقيت الكثيرين الذين لم التقهم من قبل، فكشفت مكامنهم خلال التعامل اليومي لمدة ليست بطويلة وتمعنت كثيرا في الاختلاف الذي احسسته من الاخرين من خلال مجموعة صغيرة، فمنهم من عرض عضلاته والاخر لم يكتف في وصف ومدح نفسه والاخر مدمن في الاصرار على كشف مميزاته ومغامراته والهدف هو حصول الموافقة على تحقيق الهدف الذي جاء من اجله، والاخر لم يتكلم ولم ينبس ببنت شفة ومتزن ويريد ان يعرفه الاخرون من خلال عمله وامكانياته دون ان يصف نفسه او ما يقدر عليه . فاصبحت الساحة او الميدان متعددة الاساليب وطرق التعريف بالذات، ولكن في النهاية الهدف هو الوصول الى نقطة معينة حددها الاخر صاحب المصلحة وفرض التنافس للوصول اليه وله اهميته في حياة اي من المتنافسين ومهم لمصلحتهم الحياتية وخصوصا ان العملية بعيدة عن المحاباة والوساطة .

ومن خلال تلك العملية الصغيرة التي لم تستغرق الا اياما، بين الكثير من خفايا الحاضرين والفروقات الفردية وما يحملون وكيف ينظرون الى الحياة بما يحملونمن الصفات والمميزات والفروق افردية التي تميزهم عن الاخر، وما نظرتهم الى الاخر الانسان وحقه في التنافس كما يحق له هو ايضا . غير اهم ما يمكن ان اقوله هنا انني كشفت ان الذين التزموا الطرق الملتوية لم يكونوا اصحاب امكانيات ولو بنسبة معينة وكان فقر معلوماتهم وامكانياتهم وخبراتهم هو الدافع الاكبر لسلوكهم غير الصحيح في سبيل الحصول على المراد دون استحقاق.

ومن هنا يمكن ان نقول ان المنافسة ثقافة وعلم يعتمد على المعرفة ونظرة الانسان الى الحياة والامكانية في سبيل عدم تحول التنافس الى صراع والوقوق ضد الاخر ومنع سيره باي شكل كان في سبيل نجاح الذات. والحياة بشكل عام تحوي في طياتها ما يكشف صلب الانسان وتاريخه في عملية بسيطة جد، ومررت بها خلال هذه الايام وهي تجربة عملية ايضا ويعلم الانسان منها مهما كان كبيرا في العمر ومر بالكثير منها خلال حياته وتزداد خبرته طالما لم يكتف بما مر به واستمر في التعامل مع الحياة بما يجب، اي الحياة لا يمكن ان توقف ويجب ان يستمر الانسان في التعامل معها بما يملك ويحمل من الخلفية التي تتغير بتراكم الخرات وا لمعرفة.

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم