أقلام حرة

المرجعية الدينية خيمة تضم كل العراقيين

نعم المرجعية الدينية الرشيدة بزعامة الامام السيستاني خيمة تضم كل العراقيين بكل طوائفهم واديانهم واعراقهم ومناطقهم ومنطلقها دائما من مصلحة ومنفعة كل العراقيين وكل العراق

حاول حيدر الملا احد عناصر مخابرات صدام ومجموعة صدام الطائفية العنصرية ان يسئ للمرجعية الدينية الرشيدة ويشوه صورتها ويصورها بصورة اخرى غير صورتها الا انه عجز تماما عن ذلك وبعبارات غامضة غير مفهومة حتى الاستاذ مقدم البرنامج قال له لا افهمك لانك تظهر غير ما تبطنه فانك تصور دور المرجعية دور ولاية الفقيه في العراق

طبعا هذا غير صحيح فالمرجعية الدينية مرجعية الامام السيستاني لا تنهج هذا النهج اي ولاية الفقيه فولاية الفقيه في ايران مؤسسة دستورية كغيرها من المؤسسات الدستورية لها قوانينها الخاصة في اختيارها وانشائها ومهماتها واختصاصها وصلاحياتها

فالمرجعية الدينية العليا في العراق لا علاقة لها بالامور الدستورية والقانونية فهناك دستور وهناك مؤسسات دستورية ووفق ذلك تحل المشاكل

لكن المرجعية الدينية حثت العراقيين على كتابة الدستور لكنها لم تتدخل في كتابة الدستور ونوعيته

انها دعت العراقيين جميعا الى التصويت على الدستور لكنها لم تطلب منهم التصويت بنعم اولا فهذا يتوقف على قناعة المواطن

انها دعت وحرضت كل العراقيين على الذهاب الى مراكز الانتخابات وانتخاب ما يرونه صالح وحسب قناعتهم لم تطلب منهم انتخاب شخص مجموعة تيار معين ابدا

وكانت المرجعية تحث المسئولين على الاصلاح والابتعاد عن الفساد وخدمة المواطنين وتقديم مصلحة الشعب على مصالحهم الخاصة ومنفعة الشعب على منافعهم الذاتية وتطلب منهم الاخلاص في العمل والصدق والالتزام بالقيم الانسانية والتمسك بالدستور وتطبيق القانون

وعندما هجمت الكلاب الوهابية بمساعدة اللصوص الصدامية بدعم وتمويل من قبل ال سعود على العراق واحتلت الموصل وكركوك وتكريت والانبار وقسم من ديالى وهددت بغداد ومحافظات الوسط والجنوب فتدخلت المرجعية الدينية العليا اصدرت الفتوى الربانية هكذا وصفها مرشد الثورة الاسلامية الايرانية التي دعت فيها العراقيين جميعا بكل اديانهم واعراقهم ومناطقهم للدفاع عن ارضهم وعرضهم ومقدساتهم ولبى العراقيون هذه الفتوى من السنة والشيعة والمسيحين والايزيدين والشبك والصابئة عربا كردا تركمان وشكلوا الحشد الشعبي المقدس فتصدى للوحوش الوهابية والكلاب الصدامية وردهم ومنع سقوط بغداد ومدن الجنوب والوسط وبدأ بمطاردتهم وتطهير المناطق التي دنسها هؤلاء الاقذار الارجاس

المرجعية لم تتدخل مثلا بتخلي المالكي عن منصب كرسي رئاسة الحكومة وتعيين العبادي محله كما يحاول بعض المتصدين بالماء العكر والذين هدفهم الاساءة للمرجعية الدينية العليا اولا وللعملية الساسية ثانيا فهناك دستور وهناك برلمان يمثل ارادة الشعب والذي يعين ويقيل هو الدستور والبرلمان

نعم المرجعية غير راضية عن اداء الحكومة عن اداء المسئولين جميعا وبدون استثناء لانهم جميعا غير مخلصين وغير صادقين انشغلوا بمصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية وتخلوا عن مصالح الشعب ومنافعه وهذا موقف الشعب ورأيه بالمسئولين والحكومة وكانت اي المرجعية الدينية كانت دائما تطلب من المسئولين ودعوهم الى الاصلاح الى احترام الدستور والقانون والتمسك بهما الى الاخلاص في العمل الى نكران الذات حتى بح صوتها

وعندما خرج الشعب يصرخ من نيران الفساد والارهاب في المظاهرات نرى المرجعية الدينية ايدته ودعت الحكومة وكل المسئولين الى انقاذه والقيام بالاصلاحات التي تخمد نيران الفساد التي تحرق جسده

نعم انها لم تطلب منه الاطاحة بالحكومة والمسئولين بالقوة كما يريدها اعداء العراق والعراقيين لانها تعلم زيادة في نيران الفساد والعنف ولكنها دعته الى التخلي عن الفاسد واختيار الاصلح الاكثر امانة واخلاص وتضحية اي دعته الألتزام والتمسك بالدستور والمؤسسات الدستورية

لا شك ان العراق يواجه هجمة ارهابية وهابية ظلامية لم يواجهها في تاريخه الطويل المملوء بالهجمات الظلامية هجمة لا تريد شي الا بازالة العراق وابادة العراقيين لان العراقيين لاول مرة في تاريخهم اختاروا الطريق الصحيح طريق القيم الانسانية طريق الحضارة والنور وهذا يشكل خطرا على وجود الذين اختاروا طريق الشر والظلام والوحشية وخاصة ال سعود وكلاب دينهم الوهابي

فكانت المرجعية الدينية الرشيدة بقيادة وزعامة الامام السيستاني التي امتازت بحكمة وشجاعة فاقت التصور وبهذه الحكمة والشجاعة انقذت العراق والعراقيين ولو كنا نملك مرجعية دينية بهذه الشجاعة والحكمة منذ ايام تحرير العراق من ظلام ووحشية ال عثمان في بداية القرن العشرين لما حدث للعراق والعراقيين من مصائب ونكبات وويلات وجنبت العراق والعراقيين كل ما واجه من محن وويلات والتي لا تزال مستمرة

 

مهدي المولى

في المثقف اليوم