أقلام حرة

أين اليسار العراقي؟

هل يوجد يسار عراقي؟

نعم يوجد يسار في العراق لكنه ممزق ومنقسم الى مجموعات الى اقسام الى افراد هدفها المصالح الشخصية الآنية كل قسم كل مجموعة ترى في نفسها كل شي ولها القدرة على تغيير كل شي وانها الشعب والشعب هي وهي وحدها النقية الزكية التي لا تشوبها شائبة رغم ان الكثير من ابناء الشعب وخاصة من الجيل الجديد لم يسمع بها ولم يعرف عنها اي شي منها او من قادتها واذا هناك من يعرف عنها شي فانه يسمع بها ولم يشاهدها رغم ان الظروف الحالية ملائمة جدا لحركة وظهور ونمو يسار عراقي واضح من الممكن ان يكون له موقف رائد ومساهمة فعالة في مسيرة العراق الجديدة وانقاذه من نيران التطرف والانحراف اذا تنازل عن عليائه وفهم واقع ومستوى الشعب وانطلق منه للأسف لا يزال الكثير من هذه الجهات التي تحسب نفسها على اليسار على نفس المغالات والغرور التي كان تعيشها منذ عدة عقود   فهاهو عندما يفشل في الحصول على تأييد شعبي في الانتخابات يتهم الشعب بالجهل والتخلف وعدم الوعي بانه باع صوته ببطانية او كارت موبايل او وعود بالتعيين او غير ذلك

فعندما تسمع بيانات هذه المجموعات المتنافرة المتضادة وتصريح قادتها الهوائية بعضها تكفر بعض وبعضها تلغي بعض وبعضها يتهم بعض بالخيانة بالعمالة بالخروج على الشريعة اكثر تطرفا وتعصبا من الاطراف الدينية المتخلفة      

فكل مجموعة تصور نفسها القوة الوحيدة في الارض كلها وليس في العراق لهذا فانها لا تعترف باي رأي او فكر او تيار او دين في العراق بل في العالم فانها وحدها لا شريكة لها فانها تصور نفسها قوة قادرة على تغيير العالم وانها تمثل الشعب كل الشعب وكل ما هو موجود خطا وغلط ويجب القضاء عليه

لا شك ان التغيير الذي حدث في العراق في8-4- 2003 فرصة مناسبة ملائمة بل فرصة ذهبية لقوى اليسار في العراق للتحرك والعمل لم تحدث في كل مراحل تاريخها الا ان الكثير منها لم يستغل هذه الفرصة التي لوذهبت لم تعوض ابدا ويومها لم تقم لليسار اي قائمة

ومع ذلك يمكن لليسار للقوى العلمانية لدعاة الحكومة المدنية وانصاردولة المؤسسات والقانون ان يكون لهم تأثير ودور فاعل في تحقيق ذلك اذا اتخذ الخطوات التالية

اولا وحدة القوى الديمقراطية والعلمانية واليسارية في تيار والحكومة المدنية وبناء عراق ديمقراطي حر تعددي في تيار واحد جبهة واحدة

ثانيا يجب ان يضم هذا التيار هذه الجبهة كل من يدعوا الى الديمقراطية الى الحكومة المدنية من كل الاطياف والاعراق والالوان ومن كل المحافظات العراقية يعني تأسيس تيار مدني ديمقراطي مدني انساني عراقي يضم كل العراقيين لا تيار للكرد وتيار للسنة وتيار للشيعة

ثالثا وضع خطة واحدة وبرنامج واحد والتحرك جميعا بصدق   واخلاص لتطبيق وتنفيذ تلك الخطة وذلك البرنامج

رابعا ان يكون هدفه الاول والاهم هو دعم وترسيخ الديمقراطية وخلق شعب متخلق بالقيم والاخلاق الديمقراطية ولا يفكرون بغير ذلك بل عليهم ان يقروا ان وجودهم بوجود الديمقراطية وترسيخهم بترسيخها ولا يهمهم نتائجها في هذه المرحلة على الاقل

خامسا النزول الى الجماهير وفق خطة واضحة واحدة منطلقة من مستواها اي مستوى الجماهير ورفعها تدريجيا والحذر كل الحذر من الاصطدام مع ثوابتها حتى مع مستواها العقلي والفكري

سادسا دراسة الحركات والتيارات السياسية العراقية كافة من اي نوع ومعرفة توجهات هذه الحركات ومدى التزامها وتمسكها بالديمقراطية والتعددية ويجب ان يكون حكمكم على اي تيار اي حزب وقربكم منه وحكمكم عليه من خلال قربه او بعده من الديمقراطية واحترام ارادة الشعب

سابعا عدم الترويج والتحريض على أقامة للأقاليم و لتقرير حق المصير في هذه المرحلة فأقامة الأقليم وحق تقرير المصير هي الثمرة الناتجة من نضوج وتطور وتقدم الديمقراطية في البلاد   فالدعوة في هذه الحالة الى اقامة الاقليم وحق تقرير المصير في صالح الجميع وتعزيز للانسان وكرامته وسببا مهما في تطور البلد وسعادة الشعب على خلاف اقامة الاقاليم او حق تقرير المصير في مثل ظروفنا الحالية التي تسودها النزعات القبلية والطائفية والعرقية وحتى المناطقية فالدعوة لمثل هذه الحالات او غيرها فانها ضد مصلحة كل ابناء الشعب والوطن لانها تؤدي الى اثارة الحروب الطائفية والعنصرية وغلبة الفاسدين والانتهازين وبالتالي ادخال الوطن والشعب في نار جهنم

فالعراق في حالة مضطربة غير مستقرة يحتاج الى حكمة اولا وشجاعة ثانيا لانقاذه والوصول به الى بر الامان لا الى مغامرة وانفعال طفولي

 

مهدي المولى

في المثقف اليوم