أقلام حرة

لماذا ينعكف نوشيروان مصطفى؟

emad aliمنذ اشهر ولم يسمع احد ما يفكر بنوشيروان مصطفى منظم حركة التغيير في اقليم كوردستان، وهو يتابع من بعيد ما يجري دون ان يحرك ساكنا، على الرغم من انه سافر من اجل العلاج الا انه لم يعد نتيجة تازم ظروف الداخل المنهارة، وما يفكر به هو من انه ربما يمكن ان يعرض نفسه لضغوطات من اجل بيان راي او موقف ما حول ما يسير عليه الاقليم من وضعه الشاذ وما يدور فيه من بداية الفوضى ان عاد الى كوردستان، ولا ينتظره الاحسن حسب كل لتوقعات والتحليلات العلمية لما هو فيه .

السؤال الرئيسي هن، لماذا لم يدل نوشيروان باي تصريح منذ بداية الوضع الماساوي الذي وصل اليه الاقليم وانغمس في وحل ومستنقع من الازمات وهو في اصعب مرحلة من الناحية السياسية الاقتصادية . يبرزهنا ما يمكن ان يسال اي متابع ما هدف نوشيروان من اعتكافه في لندن واصراره على السكوت اما كموقف او الابتعاد عن الموقف بذاته . والاثنان لا يناسبان اي قائد له تاريخ مشرق وناضل ضمن الحركة التحررية .

فيمكن ان نوجز ما يقوم به السيد نوشيروان الى مجموعة من الاسباب التي فرضت نفسها عليه كي يبقى صامتا لم ينبس ببنت شفة .

اولا: لا يجد في نهاية النفقط افاقا واضحا ولم ير ما يمكن ان يُخرج به الاقليم من مآسيه ولا يريد تحمل مسؤولية ما يجري وما حصل بعد الاخطاء المتكررة من قبل السلطة الكوردستانية وعدم تحملها المسؤلية بنجاح .

ثانيا: ينتظر نضوج الحال الى درجة يمكن ان تكون بداية لمرحلة جديدة ونقلة نوعية ليتمكن من فرض امور على الواقع الموجود بسهولة رغما على السلطة الموجودة .

ثاثا: اما لا يريد ان يتحمل مسؤلية كبرى نتيجة عدم معرفته بنتائج ما يمكن ان يؤدي اي تصريح منه الى عواقب وخيمة بعد تفاعل الجماهير معه في هذا الوقت التي تعيش في اوضاع ساخنة ويمكن ان يحركه اي كلمة، او لديه التوقعات وما يمكن ان تصل اليه الحال وهومقتنع انه من الافضل له الابتعاد عنه .

رابعا: بقائه هناك دون العودة لتمكنه من عدم التدخل وان لا تكون الضغوطات عليه كبيرة من اجل اية خطوة غير محسوبة او محسوبة النهاية دون التاكد منها .

خامسا: ينتظر الاسوا من كافة النواحي، ويتحين الوقت المناسب كي يسحب البساط من تحت ارجل السلطة التي اثبتت فسادها للقاصي والداني .

سادسا: لا يريد ان يكون سببا لخطا ما بخطوة يمكن ان تُفرض عليه، ويحذر من ما هو الاسواء في حال تفاعل الجميع مع مواقفه، وربما تكون هناك انتفاضة عارمة غير مامونة النهاية .

هذا والوضع يتازم اكثر فاكثر يوميا دون ان يكون هناك امل في نهاية النفق المظلم الذي نعيشه، والسيد نوشيروان لم يتحمل مسؤليته التاريخية كي يحل المعادلة الشائكة المعقدة وما ينتظره هو الاسوا مهما كانت النتيجة و هو يدع الحال الى ما تسير وهذا اكثر خطرا من الواقع الحال، فلننتظر ما يجري ويحصل وما يفعل لانني اعتقد بان الامر يطول ولا يمكن لاي قائد ان ينعكف لمدة طويلة دون اي راي او موقف مهما كانت نتائجه .

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم