أقلام حرة

الإرهاب والكلاب

fatimaalzahraa bolaarasمن منا لايذكر ذلك الفيلم المصري الجميل الذي كتب قصته الكاتب المصري القدير نجيب محفوظ بعنوان اللص والكلاب .. حضرني هذا الفيلم وأنا أشاهد ما تناقلته الفضائيات الفرنسية وغير الفرنسيين من أخبار الكلب الذي سقط شهيدا؟؟ في سان دوني بباريس في ذلك اليوم المشئوم الذي تعرضت قيه باريس لتلك العملية الإرهابية المروعة

إن الفرنسيين لا ينسون إنسانيتهم (حسبهم) حتى وهم في أسوا حالاتهم وهل هناك أسوا مما حدث مساء الجمعة 13 في باريس؟

بلغ من تعاطف الفرنسيين مع الكلب أن بعضهم وهم عدد كبير كتب على صفحته شعار أنا كلب .. وهو شعار استلهموه من أحدات شارل إيبدو الماضية

نتفهم جيدا ما تشعر به فرنسا من قلق .. ونتفهم كل الإجراءات التي تقوم بها بما في ذلك تلك الإجراءات التي نعتبر إهانة في حقنا كبشر .. خاصة إذا طبقت بعدل لأنه وكما يقال العدل في الظلم عدل .. لكننا لا نفهم أبدا كيف تحرص الشرطة الفرنسية على إعلان مصرع الكلب والأدهى والأمر كيف تتلقف وسائل الإعلام الخبر وتجعله في مقدمة أخبارها .. حتى لأكاد اقول أن الخبر ليس بريئا

إن للموت حرمة ورهبة حتى لو كان الميت عدوا...وقد كان بعض القادة الأشراف من الفرنسيين أثناء الثورة يأمرون جنودهم بأن يؤدوا تحية عسكرية لبعض من ينفذوا فيهم حكم الإعدام تقديرا لشجاعتهم   كما حدث مع الشهيد البطل العربي بن مهيدي وذلك كي يتعلم بقية الجنود كيف يكونون شجعانا ومخلصين لأوطانهم يفدونها بالمهج والأرواح

إن الضحايا يسقطون يوميا في العراق وسوريا وفي إفريقيا وفي كل أنحاء العالم نتيجة ما اقترفه الغرب في حقهم من مناكر .. وهو لا يكتفي بذلك بل يواصل احتقاره لجنس معين من البشر ويبرز له بأن موته لا يساوي شيئا أمام موت أحد الكلاب على أرضه .. وهو بهذا (الغرب) يفتح الباب على مصراعيه لكل التأويلات .. ولا أحد يقنعني بأن الفعل كان بريئا .. وإن كان كذلك فلا أحد يقنعني أن الغربيين لا يعرفون موقف المسلمين من الكلاب..كما نعرف نحن حب الغربيين لهم .. وأذكر أن أول ما لفت نظري أثناء إقامتي بفرنسا في الثمانينات وفي باريس خاصة أن شوارعها وأرصفتها تمتلئ بفضلات الكلاب أكرمكم الله .. وعرفت فيما بعد أن الواحد منهم يخرج كلبه كل مساء وينتظره حتى يقضي حاجته ويعود به إلى البيت .. لا أدري قد تكون الأمور قد تطورت عندهم الآن وأنشأوا مراحض للكلاب .. وأني أستسمحكم أيها الأعزاء فما كنت لأخدش وقاركم بهذا الكلام القبيح لولا أنني شعرت بالحنق مما أسمع وارى من استهتار بالأرواح البشرية في مختلف أنحاء العالم مقابل التكريم الذي تلاقيه الحيوانات وخاصة الكلاب ..

مهما كان للغرب من إنسانية..أو حتى حيوانية...فإننا كشرق لم نلمس منها سوى القهر والظلم والعذاب.....وحتى ونحن في ضعفنا المزري وحاجتنا إلى الغرب لا يمكن أن نغفر لهم أنهم ينظرون إلينا نظرة دونية لا ينظرون بها إلى كلابهم...فقط نسالهم.....

من خلق هذا الذي تسمونه الإرهاب. أنحن من خلقه..ونحن أول ضحاياه ؟ أليست سياستكم واستعماركم وحقرتكم وعنجهيتكم.؟؟....

نحن نعرف أنكم واثقون من كل هذا ولكنكم تمضون في غيكم مستفيدين من ضعفنا وخنوعنا...لكن الايام دول وتاريخنا وتاريخكم أكبر شاهد

أما الكلاب فسنظل على موقفنا منها والذي حدده ديننا مع أنها في الحقيقة أوفى من الإنسان نفسه ؟؟؟

 

فاطمة الزهراء بولعراس

 

في المثقف اليوم