أقلام حرة

اكذوبة تشكيل حكومة تكنوقراط

goma abdulahانكشف مرامي اللعبة السياسية المنافقة، التي راهنت عليها كثيراً، احزاب المحاصصة الفرهودية، بالدعوة المخادعة بالاحتيال، بالمطالبة بتشكيل حكومة تكنوقراط، من اجل كسب الوقت بخداع الشعب، وتحسين وتجميل صورتها السوداء المغشوشة بالرياء والمخادعة والمتاجرة والكذب، بانها فجأة وبعد اكثر من 12 عاماً، وبعصا سحرية اصبحوا عشاق الاصلاح والتغيير، وجنود بواسل في مكافحة الفساد والفاسدين، وهم سدنة الفساد والفاسدين بامتياز، بأن خلقوا ودجنوا عتاوي شرسة من القطط السمان، والجراد الوحشي الذي يلهم الحجر والشجر والمال. ان مرامي هذا العشق الرومانسي المفاجئ . حتى يتخلصوا من المسؤولية، التي وصل اليها العراق بالخراب الشامل. السياسي والاجتماعي والمالي، وهم يدركون بان انفجار الازمة المالية في الشهرين المقبلين آتٍ لا محالة، بالعجز في توزيع الرواتب الى الموظفين والمتقاعدين، واعلان شبح الافلاس، التي بدأت تظهر بوادرها، في اضافة ضرائب جديدة ترهق حياة ومعيشة المواطن . ان الازمة المالية الخانقة في بيان تصاعدي، بسبب استمرار انخفاض اسعار النفط عالمياً، والعراق يبيع اقل من الاسعار المحددة بكثير، كما صرح رئيس الوزراء لتفادي شبح ازمة الافلاس. والطامة الكبرى ان عمليات الفرهدة لم تتوقف رغم الاوضاع المالية الصعبة والحرجة، ان استمرار وحشية الفساد المالي، بسبب ان الحكومة معطلة، بل هي من تقوم بعمليات النهب والاحتيال، ورئيس الوزراء يعاني مرض الشلل والعجز والصمم وبكم، واصبح دمية شطرنج، تحركه ايدي احزاب المحاصصة الفرهودية . لذلك من اجل الخروج من هذا المأزق الصعب، وخروج احزاب المحاصصة الفرهودية من المسؤولية، كالشعرة من العجين، وجدوا ضالتهم المنشودة، بالعزف على انشودة معزوفة المطالبة بتشكيل حكومة تكنوقراط، اصبحت اغنيتهم وتراتيلهم وصلاتهم المفضلة، واصبحوا بدور (روميو) وحكومة تكنوقراط (جوليت). هذا الهيام والغرام الذي اطل عليهم فجأة، وراح يحتل مساحات واسعة من زعيق اعلامهم صباحاً ومساءاً. حكومة تكنو قراط، او سحب الثقة، او التهديد بابعاد العبادي، او الانسحاب من العملية السياسية الكسيحة والمشلولة، او النزول الى الشارع . هذا الزعيق المنافق قتلوا ونحروا حكومة تكنوقراط من كثرة العشق والغرام والمضاجعة، وما علينا إلا ان نطلب من الخالق ان يمنحنا الصبر والسلون على مصلح تكنوقراط، كأنه مصلح جديد مبتكر من القاموس السياسي لاحزاب المحاصصة الفرهودية، وليس اصل المصلح من اللغة الاغريقية القديمة، ومكون من كلمتين . تكنو وتعني مهني اوفني. وقراط يعني حكومة او دولة، وجمعهما، يعني حكومة مهنية او فنية، يعني حكومة تديرها كفاءات اختصاصية بالخبرة والكفاءة والاختصاص، وتحمل القدرة على ادارة المسؤولية بشرف ونزاهة، حكومة مستقلة غير حزبية . وهذا ماحوج اليه العراق. ولكن احزاب المحاصصة الفرهودية، تحاول لغمطة المصلح، كما لخمطت واهدرت وسرقت مئات المليارات الدولارية من اموال وخيرات العراق، منذ اكثر من 12 عاماً، ان مايقصدونه بتشكيل حكومة تكنوقراط، هو نفاق سياسي، وهم سادة العهر السياسي والنفاق بأمتياز قدير، بأن يضغطون على العبادي الضعيف والمشلول، ان تكون حكومة تكنوا قراط من بيوتهم الموبؤة بالعتاوي المتوحشة للمال الحرام، يريدونها تحت وصاياتهم وعباءتهم الحزبية تابعة لهم ، وليس من طرف اخر، بحجة الحفاظ على التوازن والاستحقاق الانتخابي، وليس لضرورات مصلحة الوطن . انهم بالقلم العريض لم يتنازلوا قيد انملة عن حصصهم الفرهودية، وما التهريج في السيرك السياسي الكوميدي بالمسخرة المساخر، إلا تغطية على فشلهم وعجزهم وسقوط عهرهم السياسي، وبانت عوراتهم . واذا كما يدعون عشاق الاصلاح والتغيير، ومجابهة الفساد والفاسدين، عليهم قبل عشقهم المفاجئ، ان يطهروا وينظفوا بيوتهم الحزبية، الغارقة في الفساد واللصوصية الى قمة رؤوسهم، عليهم طرد وتقديم عتاويهم المتوحشة في السرقة واللصوصية، الذين انشأوا من خفي حنين من الفقر المدقع الى بناء عمارات شاهقة مملوءة بالمال الحرام. حتى يكون عشقهم وغرامهم مقبول، عليهم تفعيل مبدأ قانون (من اين لك ذلك؟) حتى يحملون صفة المصداقية. اما البحث عن خرق متهللة ومتمزقة لستر عوراتهم. فأن الشعب مدرك وواعي، وليس كما يعتقدون . غبي وساذج ومعتوه وعبيط وابله، ان الازمة المالية على وشك الانفجار، عندما تسد البنوك ابوابها بوجه الموظفين والمتقاعدين، عندها ستعلن ساعة الصفر، وستجد احزاب المحاصصة الفرهودية نفسها، متخلفين ومتأخرين جداً، عندها لا تفيدهم ساعة الندم، ستقع الفأس على رؤوسهم، وستكون اولى المطالبات الشعبية. عودة مئات المليارات الدولارية المسروقة، وتقديم الفاسدين الى المحاكم العراقية

 

جمعة عبدالله

في المثقف اليوم