أقلام حرة

كيف يمكننا القضاء على الفساد والفاسدين؟

لا يمكن القضاء على الفساد والفاسدين  بالشعارات ولا بالدعوة والمطالبة ولا بالوعظ والارشاد ولا بالتخويف والترغيب انما بالوسائل العملية الصادقة والمخلصة واعتقد ان الامام علي قبل 1400 عام حدد وبين لنا الوسائل التي بواسطتها نعرف مصدر الفساد وكيف نعرف الفاسد وكيفية القضاء على الفاسد وعلى فساده اعتقد لو طبقت تلك الوسائل لتمكنا من القضاء الكامل من وباء من اخطر الاوبئة التي تهدد وجودنا الذي اسمه الفساد

من الوسائل التي وضعها الامام على في القضاء على الفساد وكشف الفاسد هي

اولا بين ووضح الامام علي مصدر الفساد في اي بلد هو المسئول الحاكم فاذا رأيت فساد في اي دائرة اعلم ان مسئول الدائرة المدير العام الوزير رئيس الوزراء هو الفاسد الاول والمسئول الفاسد لا يقتصر فساده على نفسه فانه يفسد الاخرين يفسد حتى الصالحين في وزارته في دائرته في قسمه

واذا رأيت اصلاح في دائرة اعلم ان مسئول الدائرة المدير العام الوزير رئيس الوزراء صالح ومصلح والمسئول المصلح لا يقتصر اصلاحه على نفسه بل انه يصلح الاخرين يعني يصلح الفاسدين في دائرته في وزارته في قسمه

قال الامام علي

الحاكم الفاسد يفسد المجتمع حتى لو كان افراده صالحون

والحاكم الصالح يصلح المجتمع حتى لو كان افراده فاسدون

لهذا عندما نجد موظفا عسكريا فاسدا يتعاطى الرشوة علينا ان نعلم ان مسئوله فاسدا يتعاطى الرشوة وعلى الدولة ان تعاقب المسئول اولا ثم الموظف بعد ذلك

ثانيا كما ان الامام حدد صفة المسئول اي الذي يرشح نفسه لخدمة عامة مثل مجلس بلدي مجلس محافظة برلمان يجب ان يكون

 هدفه خدمة الشعب اولا واخيرا لا خدمة نفسه وان يفكر بمصلحة الشعب ومنفعة الشعب لا بمصلحته الخاصة ومنفعته الذاتية

ان يكون له برنامج وخطة مسبقة تخدم طموحات وتطلعات الشعب ورشح نفسه لتنفيذها وتطبيقها واذا شعر انه عاجز فعليه ان يعتذر للشعب اولا ثم يقدم استقالته فورا ثانيا

يقول الامام علي

على الحاكم المسئول ان يأكل يلبس يسكن ابسط ما يأكله يسكنه يلبسه ابسط الناس

 

ثالثا كما بين وحدد الامام علي الطريقة الصحيحة والبسيطة لمعرفة المسئول الفاسد السارق اي المسئول الذي رشح نفسه لمهمة عامة واختير من قبل الشعب  في مجلس بلدي في مجلس محافظة في البرلمان ومن حولهم اذا زادت ثرواتهم قصورهم تبذيرهم عما كانت عليه قبل تحملهم المسئولية فهم فاسدون ولصوص ويجب معاقبتهم كالصوص

قال الامام علي اذا زادت ثروة المسئول عما كانت عليه قبل تحمله المسئولية فهو لص

 ليت السيد رئيس الحكومة حيدر العبادي الذي يريد ان يقضي على الفساد والفاسدين ان يعود الى نهج الامام علي الى الاسس التي وضعها الامام في مصدر الفساد وكيف نعرف الفاسد وما هي صفات المسئول الشريف الامين الصادق وما هي عقوبة الفاسد اعتقد لو سار ونفذ ذلك النهج وتلك التعاليم التي  أتى بها الامام علي وطبقها يمكنه بسهولة ان يصلح البلاد والعباد ويطهر العراق والعراقيين من الفاسدين والفساد

المفروض بالسيد العبادي لا يطلب من الاخرين اي لا يستجدي منهم الاصلاح والقضاء على الفساد بل عليه

اولا ان يضع خطة واضحة لمواجهة الفساد والفاسدين ويكون اول المنفذين والمطبقين لها

ثانيا وضع عقوبات رادعة اخفها الاعدام ومصادرة امواله المنقولة لكل من يتعاطى الرشوة في اي دائرة في اي حقل واعتبار مسئول الدائرة مسئول عن كل سلبية مفسدة في دائرته

تخفيض رواتب المسئولين رئيس الجمهورية رئيس الوزراء اعضاء البرلمان الوزراء قادة الاجهزة الامنية ومن حولهم الى درجة منخفضة جدا بحيث لا تزيد عن ابسط راتب كما يجب ان تلغى امتيازاتهم ومكاسبهم تماما وعدم منحهم التقاعد ويجب ان تكون راقبة صارمة على اموال الشعب ومحاسبة كل من بيده اموال الشعب عن ربع الدينار

رابعا يمنع اي مسئول من القيام باي عمل تجاري اوصناعي خاص به ومنع اي مسئول في الدولة رئيس جمهورية رئيس وزراء وزير مدير عام ان يعين ابنه شقيقه عمه نسيبه ابن عمه ابن شقيقه زوجته في دائرته

خامسا على اي مرشح لوظيفة عامة ان يشعر انه رشح نفسه لخدمة شعبه ووطنه ليحقق طموحات واحلام ابناء شعبه ويجعل كل وقته في خدمة الشعب ومن اجل الشعب ويتجاهل تماما الرغبات والاحلام الشخصية وينشغل في تحقيق احلام ورغبات الشعب كل الشعب ويجب ان يقدم تعهد بذلك مسبقا

نريد مسئول مثل الزعيم عبد الكريم قاسم كان هدفه بناء العراق وسعادة العراقيين شيد البيوت  والمدن والاحياء وبنى المدارس والمعامل في كل انحاء العراق ووزع البيوت والاراضي على كل العراقيين ولم يمنح نفسه او احد افراد عائلته اي من ذلك رغم حاجتهم اليها

فعاش للعراق والعراقيين واستشهد من اجل العراق والعراقيين لم يبني بيتا له ولم يجمع مالا حتى لم يفكر في انشاء عائلة لانها تشغله عن خدمة الشعب والوطن كان يقول اذا نمت اكثر من ثلاث ساعات اشعر اني مقصر بحق الشعب والوطن لأنه امين وصالح فسادت الامانة والنزاهة والاصلاح وتلاشى الفساد والفاسدون

 

مهدي المولى

 

في المثقف اليوم