أقلام حرة

هدفنا ثورة الوعي لا ثورة الجياع وقد فعلها طلاب المثنى

يقول مارتن لوثر كينج "لا يستطيع أحد ركوب ظهرك إلا إذا إنحنيت" وكينج هو ناشط سياسي وزعيم أميركي من أصول أفريقية وكان من المطالبين بإنهاء التمييز العنصري ضد السود وهو أصغر من حصل على جائزة نوبل، وهذا الشاب فهم المعادلة بصورة صحيحة، فإذا كنت واقفاً فلن يستطيع أحداً أن يركب ظهرك، نعم قد يحاصرك ويجعلك غريباً ويجعل الناس تبغضك وقد يسجنك ويعذبك ومن الممكن أن يقتلك كما أغتيل كينج في شبابه لكنه لن يستطيع أن يركب ظهرك، لن تنفعه في ذلك كل أمواله وسلطته وحاشيته وإعلامه المزيف للحقائق وأسلحته وعصاباته، فهو لن يتمكن أن يركب ظهرك لأنك تقف شامخاً وأنت بفعلك هذا تجعله صاغراً يتمنى أن تنحني له، وهذا الوقوف الشامخ تراه دائماً من ميزات الثائرين والمصلحين حيث لا يركعون إلا لخالقهم، وهو قمة الوعي التي يجاهد من أجلها المصلح ليصل بمجتمعه إليها أو بثلة منهم لقيادة المجتمع، فإن حصل على أنصار لا يركعون للظالم ولمغريات الدنيا فهو سوف يبني وطناً، وما أجمل وقفة أبناء محافظة المثنى عندما وقف طلاب الجامعة بوجه أحد أقزام السياسة ممن تسلط على رقاب الشعب بإسم الدين ودعم المرجعية فخُلقت له قداسة وهمية سرعان ما هشمها طلاب جامعة المثنى بترديدهم هتافات بوجهه فاشل .. فاشل .. فاشل .. ومنعوه من دخول الجامعة ومن ثم لتصدح حناجرهم بالنشيد الوطني لتكون رسالة ما أروعها أنهم وقفوا بوجه الظالم من أجل الوطن العراق ولتصدح حناجرنا معهم بترديد أجمل الكلمات:

مَــوطِــنِــي مَــوطِــنِــي

الشبابُ لنْ يكِلَّ هَمُّهُ أنْ تستَقِـلَّ أو يَبيدْ

نَستقي منَ الـرَّدَى ولنْ نكونَ للعِــدَى

كالعَـبـيـــــدْ كالعَـبـيـــــدْ

لا نُريــــــدْ لا نُريــــــدْ

ذُلَّـنَـا المُـؤَبَّـدا وعَيشَـنَا المُنَكَّـدا

لا نُريــــــدْ بـلْ نُعيــــدْ

مَـجـدَنا التّـليـدْ مَـجـدَنا التّليـدْ

مَــوطِــنــي مَــوطِــنِــي

وهذا الذي نبغي ونسعى إلى تحقيقه بأن نعيد العراق لأهله ولطيبته وكما تحدث المرجع الصرخي قائلآ " نحن لسنا طلاب منصب، ولسنا سراق أموال، نحن نبحث عن الأمن والأمان لكل العراقيين لكل أبناء الشعب العراقي، نحن نبحث عن وحدة العراق، نحن نبحث عن تأريخ العراق، نحن نسعى أن نرجع العراق إلى ما كان عليه، إلى الطيبة العراقية، إلى الفطرة العراقية، إلى الألفة العراقية، إلى المحبة العراقية بين أبناء الشعب العراقي الحياة التي كنا نعيشها " وكما قال في موضع آخر " نسعى إلى إرجاع كل الأمور إلى ما كانت عليه قبل أن تدخل بيننا ضباع الليل وخفافيش الظلام وشياطين الإنس وقوى الشر"

وقد أفرحتنا كثيراً هذه النهضة الشبابية الواعية التي تعني فيما تعنيه أن العراق مهما طال سجنه فسوف يأتي اليوم الذي يكسر فيه القيود ويلفظ السراق والفاسدين وكهنة المعابد ويعود لممارسة دوره الريادي في بناء الحضارة الإنسانية . وهذه الروحية وهذا النفس وهذا الوعي هو الذي سوف ينهي الفساد والطائفية في بلادنا وليس إصلاحات المنظومة الفاسدة التي باتت لا تنطلي على الشباب الواعي من أبناء العراق الحبيب .

 

 

في المثقف اليوم