أقلام حرة

نحن على اسوار الخضراء وغداً سيكون الشعب فيها

goma abdulahوصلت حالة العراق المريرة الى مرحلة متقدمة من الحسم والقرار، فقد احترقت ورقة الاصلاح المعطلة اكثر من سنة، في المراوحة والمماطلة، والفشل في ايجاد طرق شيطانية، تكون في مقدورها امتصاص  الغليان والنقمة والتذمر الشعبي العارم، فقد دخلت التظاهرات الاحتجاجية مرحلة نوعية من التقدم الكبير في صفوف الشعب، المكتوي بنار الازمات والمشاكل . فقد دخلت ساحة التحرير (ميدان التحرير) دماء وزخم جديد هائل، مما عقد العزم والارادة في الامل في انتصار الشعب على حيتان الفساد، والسير بكل ثقة في درب الاصلاحات الحقيقية . لقد استقبلت بغداد التظاهرة المليونية، التي ازدحمت بهم ساحة التحرير والمناطق المحيطة بها . لتؤكد على استمرار مسيرة الشعب حتى تحقيق طموحاته بتنفيذ  الاصلاحات الجذرية، وطرد حيتان الفساد،  وتقديمهم الى المحاكم العراقية، وقد اكدت الشعارات الصادحة من  الحناجر المليونية،  على الروح الوطنية العراقية، فقد تعالت  بترديد الشعارات (نعم للعراق) و(نعم للاصلاح ) و(كلا للفساد)، هذه التظاهرة المليونية، وضعت الحكومة والبرلمان وبشكل خاص السيد العبادي على المحك، وسدت كل  طرق التلاعب والشيطنة، واكدت باليقين الثابت، بان لا رجعة عن الاصلاح الجذري، وليس الهامشي والترقيعي، واصبح الواقع الجديد بالضغط الملايين من  الشعب على تصحيح المسار السياسي ،  بالعزم في  محاربة حيتان الفساد وتقديمهم الى المحاكم، والاهم رجوع المال العام المنهوب، ان زخم الارادة الشعبية انتقلت الى اعلى مرحلة من الكفاح الجسور، من اجل انقاذ العراق من الازمات الخطيرة، التي تهدد كيانه وهويته، ان التظاهرة المليونية والتظاهرات الاخرى في المدن العراقية، احتضنت كل مكونات وطوائف الشعب على يد واحدة، في التوجه الى  انقاذ العراق من التحطيم والتهشم والتفتت والهلاك، وان بدعة الطائفية التي راهنت عليها كثيراً احزاب المحاصصة الفرهودية، تشهد خريف عمرها، ان هذا الاصطفاف الشعبي، اقوى رسالة دامغة في وجه احزاب المحاصصة الفرهودية، التي ربحت كثيراً وفازت بالمال والسلطة والنفوذ بذريعة التخندق والاحتراب الطائفي، ولم يعد المواطن الشريف يقتنع بالخطاب الطائفي المشحون بالتهور والتعنت والتعصب، الآن عتاوي وحيتان الفساد شعروا لاول مرة  بالخوف والخطر، اكثر من اي وقت مضى (الدهر يومان: يوم لك، ويوم عليك)، انها الفرصة الاخيرة المتاحة امام السيد العبادي، ان يختار بأي صف يقف وينتمي وينحاز، اما للاصلاح او جبهة الشعب، او الى حيتان وعتاوي الفساد، ليس هناك طريق ثالث، سقطت كل اوراق  العهر السياسي وسمسرته التجارية  المنافقة، ان ارادة الشعب اقوى من اي وقت مضى، ولم تعد  نغمة تشكيل حكومة تكنوقراط، مثل ماتريدها احزاب المحاصصة الفرهودية على مقاساتها، بأن تكون تابعة وحزبية، تحت وصاياهم واشرافهم، بالتغيير الهامشي (زرق ورق) وليس بالتغيير الجذري لان (فاقد الشيء لا يعطيه). لقد سقطت كل الاوراق التي كانوا يراهنون عليها، وسقطت الاقنعة والعورات، ولم تعد معزوفة تشكيل حكومة تكنوقراط شفيعهم الوحيد، في الدهاء الشيطاني، بمعنى خروج شلة حرامية، ودخول شلة اخرى نفس طينتهم، تحت ذريعة  حكومة تكنوقراط، حتى يستمر الفساد والخراب، والعتاوي تسرق بكل شهية جائعة، بأن تضع ثقل وكاهل الازمة المالية على الشعب والمواطن الفقير بأن يدفع فاتورة ضريبتها، ان التحديات الكبيرة التي تعصف بالعراق، لا تترك مجالاً لتلاعب والشيطنة والمرواحة والتماطل، وان على السيد العبادي ان يملك الشجاعة والمسؤولية، او يعترف بالفشل وينسحب احتراماً لكرامته، اذا يشعر بثقل المسؤولية وعجزه بالوفاء بها  . ان العراق يحتاج الى قرارات شجاعة، في تنفيذ الاصلاحات الحقيقية، ومحاربة حيتان الفساد وتقديمهم الى السلطة القضائية للمحاسبة والعقاب، وعودة الاموال المنهوبة، التي سرقت من اموال الشعب، انها المنقذ والعلاج الوحيد لشفاء العراق من الازمة المالية وشبح الافلاس، اذا عرفنا حجم الاموال المسروقة والتي تقدر باكثر من 500 مليار دولار . او ان احزاب المحاصصة الفرهودية تسد بابها ولم تصغي الى مطاليب الشعب ولم تعر اهمية كما تعودت، عليها ان تعرف بأن المنطقة الخضراء على مرمى حجر، وكفيلة باجتياحها، اذا تفجرت بركان الانتفاضة الشعبية، عندها ستشعر حيتان الفساد بالندم وعض الاصابع،.  وان غداً  لناظره قريب

 

جمعة عبد الله

 

في المثقف اليوم