أقلام حرة

ماذا تقصد امريكا من التهويل حول سد الموصل؟

emad aliما نسمعه من امريكا والعبادي بانهما  متناغمان على تصدع سد الموصل ويهولان على انه على وشك الانهيار، على العكس ما يصدره وزير الموارد المائية العراقية التابع للتيار الصدري: بان ما يصدر من الطرفين الامريكي والعبادي عار عن الصحة ولا نتوقع حصول التصدع والانهيار،  فيما اكد مقتدى الصدر من جانبه على التاكيد في عدم السماح لوزيره ان يشوه سمعة تياره بعدم اتهموه بالفساد، وصرح بانه هو من يوجهه الى هيئة النزاهة للتحقيق معه .

ماذا تقصد امريكيا من هذا الجانب وهل تنسق مع العبادي  وهل الدافع مصلحة الشعب العراقي او سياسة امريكا الحالية التي تفرض تشويه الامر او التشويش على العمليات العسكرية وتوقيت تحرير مدينة الموصل، والاكثر اهمية هو الفات نظر حول امور اكثر اهمية منه، او غض الطرف عن ما يجري من الناحي العسكرية او الخروقات الامنية او العكس تماما ، او فرض ما يمكن من الظروف السياسية التي تجبر الحكومة العراقية ان تخضع للامر الواقع، ومن اجل ان تنادي الوقى الموجودة  او تستجدي المساعدة منها بشكل مباشر، من اجل الالتفاف على ما تهدفه من اعادة انتشار قوة عسكرية امريكية في العراق، للتعويض عن ما خضعت لها وفرضت عليها اعادة كافة قواتها من العراق، دون ان تحقق هدفها النهائي، او قبل ان تحقق ما ارادت نسبيا او لم تات الوقت المناسب لتنفيذ مخططاتها من اجل تنفيذ عملية اعادة رسم او تنفيذ الخارطة التي تريد فرضها على ارض الواقع في المنطقة والعراق .

انها امريكا التي تريد ان تخلط الاوراق من اجل تنفيذ مهامها في العراق في هذه المرحلة  . ارتبطت وتشابكت كل المهمات في المنطقة حول بعضها بشكل او اخر، من خلال معادلة معقدة مكونة من اطراف عديدة داخلية عراقية واقليمية من جيران العراق وسوريا والعالميةامريكية روسية اوربية . اي تريد بهذا التهويل ان تحقق اهداف سياسية وليس انسانية، ولا نستعجب ان حاولت من اجراء احداث معينة كعمل متعمد من هذا الجانب، ان فرضته مصالحها التي يمكن ان تحصل عليها من هذه الطريق الشائك والملغوم .

يسال الجميع اين الحقيقة؟ هل العباي وامريكا على تنسيق كامل حول هذه القضية وانها عملية انسانية مجردة ليس للسياسة يد فيها وهذا بعيد عن افعال امريكا وتاريخها وسمعتها، ام انها عملية سياسية باسم الانسانية او نافذة لتحقيق اهم المهامات السياسية، او انها للتغطية على تحقيق اهداف اخرى؟

امريكا تدعو مواطنيها الى التهيؤ لمغادرة العراق بسبب احتمال تاثير التصدع على سد الموصل!! مع العلم انها تقدر ان لم تسعهم الارض بان تحميهم في حاملات طائراتها التي استقرت في البحر القريب من المنطق،ة عدا ما موجود من الاراضي التي تسع لسكان امريكا جميعا ان تبقى فيها دون ان تصل اليهم المياه وليس رعاياها في العراق فقط.

التغييرات التي تحصل في الطريق والقريب من المحطة الرئيسية لوضع اللبنة النهائية لها، فانها تحتاج الى التغطية والتشويش في الوقت نفسه، تقاطع اهداف الكتل ومحاولة امريكا الساعية الى فرض رؤس ووجوه متفقة عليها من قبلها والمساعدين لها من جهة، ومن ثم اصرارها او عملها السري على بناء كتل وكيانات تابعة لها بشكل مطلق وتعتبر نفسها مستقلة ولكنها موالية لها منذ مدة ليست بقليلة وباسس معتمدة على العراق الموحد التابع لها باية حكومة اونظام كان، بعد ان فشلت في تحقيق ما ارادت عند سقوط الدكتاتورية في العراق .

اي، ان حسبناها داخليا او اقليميا او عالميا وفي المنطقة وهو اولا واخيرا العراق وسوريا .  ومن ثم يحق لنا ان نستغرب بان يزامن اتفاق وقف اطلاق النار في سوريا مع ارتفاع الاصوات والتهويل لتصدع سد موصل الذي اصبحهو  السوط المرتفع المهدد لضرب اي صارخ في وجههم، ومن يريد ان يمنعهم عن السير وفق هواهم من جهة، والحد من ارتفاع رصيد التيار الصدري بعد التظاهرات التي رفعته الى حد غير مقبول لدى امريكا والمتعاونين معه ايضا من جهة اخرى، وليس لصالحهم ايضا لان التيار لم ينفذ ما يهدفون داخليا كان ام خارجيا . اما الارتباط الوثيق بين ما يجري في سوريا والعراق بعدما ابتعد اقليم كوردستان كثيرا عن الخط الامامي من الاهمية، فان سياسة امريكا اصبحت اكثر انفرادية ولا يمكن ان يعترض عليها احد على ما تريده، وتنفذه في العراق لسهولة الامر ولامكانها ان تنفذ ما تريد بما موجود في بغداد ودمشق على حد سواء، وحتى في انقرة التي خضعت للامر الواقع ولا يمكن ان تنطق بما لا يرضيها من التوجهات وهي في صراع مميت مع روسيا . اي ان امريكا هي التي تضخم الامر لامر اخر وتريد ان تنفذ من ثغرة وتغطيها اعلاميا وليس لديها ما يمكنها من ذلك اسهل من الادعاءات التي تخيف الناس، واليوم برز تصدع سد الموصل كاهم واسهل الية لما تريد تنفيذه سياسيا وعسكريا، بعدما ابتعدت قوى كثيرة عن مراكز القرار واصبحت من الحواشي .

توزيع الادوار اصبح مكشوفا، بعد الىهدئة في سوريا، فان التصعيد والتسخين وارد كما في حال الارهاب، فان سد الموصل ايضا وسيلة للتسخين ايضا، وان التحديات التي تفرض نفسها نابعة من تخطيط عالمي في المنطقة بشكل كلي وكامل ولم يكن من اجل مسار داخلي او حبا بالانسانية للشعب العراقي وكما تدعي امريكا بانها مخلصة لهم اكثر من غيرها .

اذن، ان التصعيد في امر سد الموصل تهويل وتدويل لامر كبير غيره، اضافة الى امور اخرى تجري، ومنها ارتفاع وتيرة الارهاب في هذا الوقت بالذات .

 

في المثقف اليوم