أقلام حرة

ارهابية حزب الله والتطبيع مع الكيان الصهيوني

abdulkhalik alfalahالعالم يتابع باستهجان التطورات المتسارعة في المنطقة، ويشهد مواجهة حقيقية بين مشروع المقاومة ومشروع الانحراف الذي تقوده أميركا وإسرائيل من خلال عملائها. والتي كان آخرها قرار مجلس التعاون الخليجي وما تمخض في تونس عن مؤتمر وزراء الداخلية العرب؛ باعتبار حزب الله اللبناني "منظمة إرهابية، ورغم ان لا معنى ولا قيمة ولا خير فيما أن تكون دول ومنظومات عربية واسلامية عونا  لظالم والاستبداد ويعملون على قتل شعوبهم  وإبادة مجتمعهم والسكوت على الجرائم التي تطال شعوبها كالذي يحصل في فلسطين على يد الكيان الاسرائيلي ولاعجب من مثل هذه القرارات، والوفاء هنا ينقلب إلى رذيلة وهي اقرب ما يكون الى الغدر منه الى الوفاء اضافة الى ما تقدم فان من الغرابة بمكان أنّ المؤتمرات العربية والقمم المتنوعة وتحت تسميات مختلفة تدعي على الدوام في بياناتها الختامية نصرة الشعب الفلسطيني والوقوف الى جانبه ولكن محكوم بأدبياته السياسية وخياراته تملى عليهم من دول معروفة وساهمت في ايجاد هذه الجرثومة وزرعتها في بدن الامة وفي قلبها وجعلت من بعض الحكومات العربية والاسلامية منظومة أخلاقية لا يمكنه الخروج عن فلكها واستراتيجياتها، وإذا بنا نراهم يختبؤن خلفها في أماكن تنسجم مع مصالحهم ومصالح محاورهم وفي أماكن العمل لا يعير للقضية هذه والمفاهيم ايّ اعتبار. وكانت القضية الفلسطينية عبائة يختبئ خلفها الحكام الفاسدون من اجل السيطرة على زمام الامور والتقليل من ردود الافعال الشعبية الحريصة على الدفاع عن الاهداف الحقيقية للامة وكسب ودها تحت هذا الغطاء .اليوم لقد بانت الكثير من الحقائق التي كانت مستورة وتحاك خيوطها خلف ابواب مؤصدة والتي تهدف لمسخ (القضية الام) كما تدولتها البيانات الختامية للقمم والمؤتمرات المتنوعة خلال السنوات التي بلغت قرابة السبعين عاماً ، وبعد ان اصبحت الامور واضحة حيث تزداد اللقاءات المباشر مع القيادات الصهيونية في وضح النهار لتحجيم ولضرب الثورة الفلسطينية ومن يقف معها . لقد غاب عنهم أنّ الوفاء بحد ذاته هو قيمة إنسانية عظمى، فرضتها وحثت عليها منظومة الأخلاق البشرية وأيدتها بعد ذلك ودفعت باتجاهها كل الأديان والشرائع الإنسانية، فمن هنا كان دفاع حزب الله عن (القضية الام) واليوم يدفع ثمنها حيث تكالبت عليه قوى الشر .لانه ارعب الكيان الصهيوني ومن معه خلف الستار من العملاء العرب والمسلمين ، وحين اطلق امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، قبل سنوات، شعارا «من كريات شمونة... الى ايلات»، ظن الكثيرون ان في الامر مبالغة، في قدرة المقاومة على ترجمة هذا الشعار الى واقع، فيما توقف كبار المحللين العسكريين في المؤسسات الامنية الصهيونية مليا، لاستكشاف ما اذا كانت قدرات المقاومة اللبنانية، قد وصلت بالفعل الى هذا الحد، وخلال الاعتدءات على الجنوب اللبناني من قبل الكيان ...ثبت ان لا فرق بين الدفاع عن صفد (في الشمال الفلسطيني المحتل) او عن ايلات (في اقصى الجنوب الفلسطيني المحتل)، لان الصاروخ الي يُطلق من لبنان يمكن ان يصل الى العمق ... والصاروخ الذي يطلق من جنوب لبنان يمكن ان يصل الى حيفا. ويدل على ان في المستقبل ستكون اكثر تعقيدا مما شاهدناه خلال العملية تلك او من خلال العمليات التالية. حتى لو ضاعف الكيان الاسرائيلي اعداد المنظومات الاعتراضية والبطاريات، اما في سوريا فبرز «حزب الله» كقدرات مهمة في الحرب إلى جانب القوات المسلحة السورية والحلفاء  فقواته عقائدية قل نظيرها في التاريخ الحاضر وتحمل هموم الامة تتكون في الأساس من قوات المشاة الخفيفة التي يمكن الاعتماد عليها في تنفيذ المهام الهجومية والدفاعية في المناطق المهمة للقتال. وقد برز تعاونها مع  القوات المشاركة معها وبذات الأسلحة الثقيلة ومن بينها المدرعات والمدفعية والوحدات الجوية علاوةً على العمل بفاعلية مع قوات الشعبية المساندة الغير النظامية فضلاً عن الحلفاء الاخرين. كما شارك «حزب الله» في القتال المباشر عمليات توفير الدروع في مختلف المناطق داخل سوريا، وفي تقديم المشورة في العديد من المناطق الاخرى. وتكشف تقارير نشرتها عناصر المعارضة السورية الكثيرة من المواقع المحددة والتي كان يصعب تحريرها استطاعت قوات الحزب النيل بها  ويُقال إن «حزب الله» كان قد شارك في عمليات عسكرية ببطولة متناهية قل نظيرها وقدم الشهداء في سبيل ذلك وتحظى قواته بالتدريب والخبرة لشن هجمات والقيام بعمليات دفاعية بمهارة، كما أن قواته أظهرت استعدادها لقبول الخسائر اللازمة لتحقيق أهدافها بكل شجاعة . ولايمكن من اهمال هذا الجانب. فتدخله له امر فعال في الحفاظ على الدولة السورية ولحماية المنطقة  وربما يكون أفضل قوة في أرض المعركة لهذه المرحلة في اداء مهام الحرب. وأثبت نفسه كحليفٍ فعال وموثوقٌ به. وهو على استعداد لقبول المخاطر السياسية والخسائر البشرية في التدخل الطويل الأجل والمفتوح أساساً والتحدي بكل شجاعة .

 

عبد الخالق الفلاح

كاتب واعلامي

 

 

في المثقف اليوم