أقلام حرة

رسالة إلى شهاب صدّيق: ويبقى الكبير كبيرا!

inas najlawiحين تلج الموقع الرسمي لحزب التجمع الوطني الديمقراطي، يلوح لك شعار "أمل، عمل، تضامن". الطريف أن خطاب الحزب لا يحمل اي لمحة أمل ولا ينبأ سوى عن كارثة اقتصادية يملك هو فقط مفاتيح حلها، زد على ذلك انه لا يحبذ العمل الجماعي المشترك ويمني نفسه باللعب منفردا رغم افتقاره للإمكانات والآليات التي تتيح له الريادة. الأغرب أن هذا الحزب الذي يتشدق بأن شغله الشاغل هو دعم الرئيس وبرنامج الرئيس، يرفض التضامن مع حزب الرئيس - حزب جبهة التحرير الوطني- بل ويعمل على خلق بؤر التوتر معه!

 

كل حزب بما لديه فرحون:

الأفلان يعتز ويفاخر بتاريخه الثوري، بامتداده الشعبي، بدعم الهيئة الناخبة له اثر كل استحقاق، بالأغلبية التي يحوزها في المجالس المنتخبة المحلية والوطنية، بحصته المعتبرة في الجهاز التنفيذي، وبأن رئيسه هو رئيس الجمهورية؛ وله كل الحق أن يفرح بما لديه ويتشرف.

على الجانب الآخر، نجد الأرندي يباهي بما ليس لديه وبما لا يملك، ما يحيلنا إلى حالة من الانفصام يعاني فيها الحزب الثاني جملة من الأوهام الحسية (بتصور أشياء غير واقعية مثل إصراره انه الفائز بأغلبية المقاعد في انتخابات التجديد في مجلس الأمة الأخيرة)، والأوهام الإعتقادية (فيخيل إليه أن الأفلان يضطهده ومنهمك في حبك المؤامرات ضده بغية التخلص منه ومن أمينه العام بالنيابة)!!

يقترن هذا الإحساس بالاضطهاد مع نوع من جنون العظمة يعكسه خطاب الناطق الرسمي لحزب الأرندي شهاب صدّيق وادعاءاته المستمرة أنهم الحزب النخبوي المتشرب بثقافة الدولة،  والذي يتعالى عن سفائف الأمور ويتجنب الدخول في المهاترات لأنهم حزب واعي رصين، وحالة استثنائية فوقية تتفوق على الأحزاب الأخرى بمستوى وقدرات خارقة وانضباط غير مشهود، وأنهم خير من أنجبت البلاد وأصحاب البارود والكاربيلا في التسعينات والأنسب لقيادة البلاد، ولا يرون أن الحق سواهم!

ويلاحظ المتابع أن التكرار في توظيف لغة التعالي واستصغار الآخر واستعمال العبارات الرنانة هو السمة البارزة في تصريحات شهاب صدّيق: "الحزب يضم كوادر في الإدارة المركزية وإطارات المنظمات والجمعيات المدنية وثلة من رجال الأعمال"، "نحن لن نرد على الأفلان ولا نولي اهتماما كبيرا لمثل هذه التصريحات"، "الدولة المدنية كلام فارغ ونحن نهدف إلى تقوية دولة القانون"، "نحن لدينا منطق بناء، وليس منطق من يقود"، "يحركنا منطق بناء وطن" وغيرها، فتخالهم لوهلة المسيح المخلص وكأن خدمة الوطن حكر على فريق دون غيره!

ولأجل ما سبق، لا يثق الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني السيد عمار سعداني كثيرا في خطاب الراندو ورسائل التهدئة الملغمة التي يبعث بها من وقت لآخر.

 

أزمة ثقة:

يسأل سائل، هل يعقل أن تتولد أزمة ثقة بين جناحي فريق الرئيس؟ وهل من المقبول حدوث تصدع في صف معسكر الموالاة في ظل وضع إقليمي مهدد بالانفجار وجبهة داخلية تئن تحت وطأة تهاوي أسعار النفط ومعارضة فسيفسائية تترقب في مازافران هبوب عواصف الخريف العبري لتصل إلى الكرسي؟

سعداني كان واضحا ومباشرا في رده، بحيث أعلن أن لا مشكلة له في التعامل مع الحزب الثاني ولا مشكلة شخصية مع أويحيى، لكنه لا يثق بالقيادة الحالية للارندي على المستوى السياسي، وذلك لجملة من الأسباب.

 

1/ بين "التحلف" والجبهة الوطنية:

تزامنت عودة أويحيى إلى الأمانة العامة بالنيابة للارندي منتصف العام المنصرم بالدعوة إلى إعادة إحياء رميم التحالف الرئاسي وتكتل أحزاب الأغلبية البرلمانية تحت لواءه. وكانت تلك بداية أزمة الثقة بين الحزبين، فالمبادرة لم تكن بأي حال بريئة النوايا بدليل عدم طرحها للنقاش والبحث وعدم استشارة الحزب الأول في البلاد، بل إن أويحيى أراد بعثها من طرف واحد وتسرّع بالإعلان عنها لأجل إحراج سعداني وجرّه إلى الانضمام، ثم يدّعي شهاب صدّيق أنهم لا يسيرون وفق ثقافة الجار والمجرور!! 

كان من الطبيعي أن يتعلم الأفلان من دروس الماضي ويقول سعداني عاليا "لا"؛ لا لتكتل سياسي إقصائي، لا لتقمص الأرندي دور شرطي الساحة السياسية وتقسيمها إلى أقطاب حسب مزاجه، لا لاستغلال حزب جبهة التحرير الوطني ليكون مطية أويحيى للوصول إلى السلطة، لا للعودة إلى "تحلف" (كما يصفه سعداني) يضم أحزابا طرية يشكلها أويحيى كما يشاء وحين يجوع يأكلها، فتتنازل له عن رئاسة الحكومة رغم أنها صاحبة الأغلبية!

ولأجل هيكلة الجهود السياسية وتدارك النقائص التي عرفتها المبادرات الأخرى، جاءت دعوة سعداني لتأسيس جبهة وطنية لا تستثني أحدا وتكون جدار صد في وجه المتربصين باستقرار البلاد داخليا وخارجيا. وهي مبادرة لا نشك في صدقها لأن الأفلان لا يبتغي من ورائها الحصول على مغانم سياسية أو مصالح حزبية، وذلك لأنه في أريحية نيابية وتنفيذية (الأغلبية المريحة)، ولا يسعى عبرها أن يحكم ضمن حلف عريض.

قابل الإعلان عن مبادرة الأفلان حالة من الصدمة والإرباك في الأرندي، انعكس في مواقفه المتذبذبة تجاه المبادرة السياسية الوطنية للتقدم في انسجام واستقرار أو ما يعرف بالجبهة الوطنية. ويمكن في هذا المقام رصد مراحل الصدمة الخمس حسب نموذج كيوبلر روس الشهير؛ وأولها الإنكار عبر التمسك المؤقت بمشروع القطب الرئاسي وكأن الأفالان لم يطرح عرضا آخر. ثانيا الغضب (لماذا رواج مبادرة سعداني وعدم الاهتمام بفكرتنا؟ لماذا يحدث لنا هذا؟)، ترافق هذه المرحلة مشاعر ثورة وغيرة وحسد خارج نطاق السيطرة عبّر عنها تصريح شهاب صدّيق المتناقض: "التجمع يقف مع كل المبادرات السياسية التي تسعى إلى الحفاظ على أمن واستقرار البلاد وتدعم برنامج الرئيس والحكومة، غير أنه يرفض التخندق في مبادرة باسم حزب معين حتى وان كان حليفا استراتيجيا ويدعم الرئيس وبرنامجه"!

تأتي ثالثا مرحلة المساومة: سنعرض مبادرة الإخوة في حزب جبهة التحرير على قواعدنا الشعبية لجس النبض ثم سيجتمع المجلس الوطني ليصدر قرارا بشأنها مع الادعاء بالتنازل عن مبادرة التحالف (التي ماتت في المهد) "من اجل إعطاء صورة مشرفة عن الجزائر"!

 رابعا، الاكتئاب، وفي هذه المرحلة بدأ الأرندي إدراك أهمية وجدوى مبادرة الجبهة الوطنية نظرا لإقدام الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني والنقابات على التوقيع والانضمام إليها، وكرّد على ذلك قام الأرندي بعزل نفسه ورفض الالتحاق بالجماعة.

وآخر المراحل تتمثل في التقبل (ما حدث قد حدث ولا فائدة من المقاومة)، بحيث نفى صدّيق من الأساس اي رغبة في التكتل "ليست لدينا اي مبادرة ولا نمتهن سياسة المزايدات"! لكنه خلال استضافته في حصة قراءات، قال مشككا: "لنرى أين ستصل مبادرتهم (ويقصد الجبهة الوطنية) وأي نتائج ستحقق؟"

 

2/ السينا ومنطق معزة ولو طارت:

كانت انتخابات التجديد النصفي لمجلس الأمة أول استحقاق انتخابي يجمع سعداني و أويحيى في حلبة سباق واحدة، وكان فوز احدهم مؤشرا واضحا يحدد في اي اتجاه يميل ميزان القوى. كان الأفلان واثقا من نجاحه مستندا إلى الأغلبية التي يملكها في المجالس المنتخبة، لذا تميز خطاب أمينه العام بالصرامة ورفض التحالفات وتوعد اللاجئين إلى الشكارة والمنتخبين المتمردين بالعقاب على حد السواء.

وعلى النقيض، بادر الأرندي إلى إبرام تحالفات مع الأحزاب الأخرى وتساهل مع منتخبيه المتمردين على نتائج الانتخابات التمهيدية للسينا، لكن حتى هذه البزنسة السياسية لم تضمن له الفوز، فنجحت سياسة الأفلان وفشل الأرندي وحل في المرتبة الثانية.

لم يتقبل أويحيى الهزيمة، فأطل عبر المنابر الإعلامية يكيل للأفلان اتهامات غير مؤسسة باللعب غير النظيف واستعمال الشكارة، مدعيا فوز حزبه بأغلبية المقاعد وتنازله عن المرتبة الأولى لأجل مصلحة الجزائر!! 

و زاد عليه صدّيق بالقول أن "المسألة ليست في الأرقام"! فبماذا إذا تقاس معدلات الفوز والخسارة إن لم يكن بحجم الأرقام وعدد المقاعد؟!

ولتجاوز خيبة الخسارة، فتح جبهة صراع جديدة مع غريمه التقليدي حول التعديل الدستوري.

 

3/ التعديل الدستوري وبصمة أويحيى:

ظن أويحيى أن به خصاصة لإشرافه على مشاورات مشروع التعديل الدستوري، فأخذ يسهب -من على منصة مدير ديوان الرئيس- في قراءة المواد الدستورية حسب رؤيته الحزبية!

كما اغتنم فرصة افتتاح الدورة الخامسة العادية للمجلس الوطني للارندي لرفع اللبس عما أسماه "الجدال الذي تعمّد البعض الترويج له بخصوص مكانة جاليتنا الوطنية في مشروع مراجعة الدستور" في إشارة صريحة إلى اعتراض الأفلان على المادة 51 والتي تم تعديلها قبيل التصويت بما يتوافق مع مطالب الحزب، وبذلك دحضت ادعاءات شهاب صدّيق بحيث قال إن اعتراض الافلان على البند 51 من الدستور مجرد نزوة أنية ليس لها بعد سياسي!

وفي هذا الصدد، يشير الصحفي نجيب بلحيمر إلى أن تمسك أويحيى، في خطابه الذي ألقاه في سكيكدة بمناسبة الذكرى الـ19 لتأسيس الحزب، بشرعية مكافحة الإرهاب يتعارض جملة وتفصيلا مع شرعية المصالحة الوطنية التي جاءت في التعديل الدستوري الأخير. 

أما بخصوص الجدل حول استشارة الأغلبية البرلمانية في تعيين الوزير الأول والذي شهد مدا وجزرا كبيرين، فيبدو أنه انتهى بنفي صدّيق أي رغبة لأويحيى والحزب في تبوأ منصب الوزير الأول، ما يعني ورود معلومات وثيقة أن المنصب لن يخرج من دائرة الحزب العتيد.

لم يكن مرور التعديل الدستوري والمصادقة عليه سوى إيذانا بخلاف جديد اختلقه الأرندي مع الافلان متأثرا بتداعيات الماضي.

 

4/ هل كان الأرندي منقذ الجمهورية في سنوات التسعينات؟

أغلق سعداني الدومينو وكلما فكر أويحيى في مخرج إلا و وجد الأفلان يسبقه بخطوة أو خطوات، فلم يتبق أمامه سوى النبش في الماضي في محاولة البحث عن أمجاد واختلاق بطولات.

يقول شهاب صدّيق أن الأرندي ولد بـ"شلاغمو" ممسكا بالكلاشينكوف في كفه، لأنه رفض التفاوض مع الفيس؛ "عندما كان الجميع يحج لسانت ايجيديو، كنا نحن حماة الوطن"، "الأرندي هو الحزب الوحيد الذي وقف مع الجزائريين وقت الأزمة"، ويضيف "جبهة التحرير الوطني هجرت وقتئذ معسكر المقاومة"!

هذا ما يعتقده صدّيق واويحيى، فخيالهما خصب وقد يصل بهما داء العظمة إلى الادعاء بأن التجمع الوطني الديمقراطي هو الذي منح الجزائر استقلالها في 1962!!

لكن التاريخ الذي نعرفه يقول إن نشأة الأرندي لم تكن "حتمية سياسية" بقدر ما كانت "صدمة تاريخية" نتجت عن خروج قيادة الجبهة آنذاك عن الخط الذي تبنته السلطة، فعوقبت بأن جعلوا لها ندا اقتضته ظروف المرحلة وفرضته النزعة الإستئصالية لأهل الحل والربط وقتها.

كان الهدف من وراء إحداث تلك الطفرة إعادة إحياء المسار الانتخابي وإيجاد شرعية جديدة للحكم، ما أدى إلى اكتساح جنين الأنابيب (الذي ولد بشلاغم اصطناعية وعضلات مفتولة) نتائج الانتخابات التشريعية.

لكن ما لبث أن سقط "الموسطاش" وتسرب الهواء من العضلات فعادت إلى وضع الانكماش، وسقط الحزب سقوطا مدويا في ثاني انتخابات تشريعية له سنة 2002، بعد أن استقال عراب الحزب وفريقه من الرئاسة واستعاد حزب جبهة التحرير الوطني عافيته.

تشير الوقائع التاريخية إلى أن الأرندي لا يزدهر سوى حين يكبو الافلان (التسعينات) أو تضعف قيادته (أيام التحالف الرئاسي وقيادة الأرندي للحكومة)، لذلك فليس من المقبول أن يصدر من الناطق الرسمي باسم الأرندي تصريحات على شاكلة "لم نكن تحت حكم عسكري" و "الدولة المدنية مصطلحات عشوائية"، لأن ذلك يصب في خانة الانزلاقات الكلامية والقفز على الحقائق.

 

5/ ازدواجية الخطاب الراندوي:

تتجلى حالة الفصام الراندوي في ازدواجية الخطاب الرسمي للحزب، فهو يؤمن بالشيء ونقيضه، ويجنح إلى الهدنة فترة ثم يتصدر الصراع مع الافلان أجندته، ما قد يكون مؤشرا على أن الحزب لا يقرر مصيره بنفسه!

والمتابع لخطاب شهاب صدّيق يكتشف بسهولة هذه الازدواجية، وكأننا بصدد رجلين ذي اتجاهين متعاكسين؛ فشهاب يقول في الجرائد أن ثقتهم في الافلان ورئيسه كاملة وغير مشبوهة ويرفض التعليق عن حديث سعداني حول وجود أزمة ثقة، وصدّيق يصرح عبر الفضائيات أن كلام سعداني مبالغ فيه وغير مؤسس!

شهاب يعتبر السياسي الجيد لا يرفض شيئا إطلاقا أو يقبله إطلاقا، وصدّيق يرفض إطلاقا الانضمام إلى الجبهة الوطنية! شهاب يؤكد على الاحتكام إلى قرارات رئيس الجمهورية والاصطفاف مع الأفلان في بوتقة واحدة، وصدّيق يرفض تنسيق الجهود مع حزب الرئيس، ولله في خلقه شؤون!

 

الأرندي وعقدة الحزب الأول:

يبدي شهاب صدّيق اعتراضا دائما وسخرية شديدة من مسألة "القاطرة والمقطورة"، لكنه يعترف في نفس الوقت أن الأرندي اعتاد أن يأخذ الوقت لنفسه حتى تتضح الرؤية، ومثله يفضل حزبا عمارة بن يونس وعمار غول التريث وتجنب الدخول في صراعات غير مضمونة. وهنا مربط الفرس، فحزب جبهة التحرير الوطني من منطلق ارثه الثوري ومكانته كحزب قائد يبادر إلى صنع الحدث والمشاركة في صياغة القرار، لا انتظار أن يتضح الخيط الأبيض من الأسود. فهو يعطي إشارة البدء والآخرون يلحقون به، وهذه طبيعة الأمور. لكن اللاطبيعي هو أن يتنازل الحزب الأول عن دوره و ريادته لأجل إرضاء غرور طرف بعينه.

وعليه، فإن حزب جبهة التحرير الوطني ليس جزءا من اي صراع أو طرفا في لعبة القط والفأر، وأمينه العام يملك من الدوافع ما يحول دون تصديقه بعض الخرجات السياسية التي ظاهرها تهدئة مشبوهة وباطنها صراع محموم. وان كان الطرف الثاني يضرب في الخفاء ثم يتباكى ويلعب دور الضحية، فإن الحزب العتيد يخرج الخلافات إلى العلن تكريسا لمبدأ نبذ النفاق السياسي والتضليل اللفظي (تراهم جميعا وقلوبهم شتى).

 

ويبقى الكبير كبيرا:

يحتفل حزب جبهة التحرير الوطني في الفاتح نوفمبر من كل عام بذكرى تأسيسه وإطلاق ثورة التحرير المباركة، ولأنه الرقم واحد فلا غرابة أن يتسم بالحلم والتسامح مع كيانات في طور المراهقة السياسية (19 سنة)، ولا عجب أن يكون الحاضنة التي تجمع كافة الأطياف السياسية والاجتماعية والاقتصادية. لكن العجب كل العجب، أن يتهم ببث الشقاق في حين أن حزب التجمع عزل نفسه بنفسه ولم يعزله سعداني. ذاك الحزب الذي كلما ضاقت عليه حلقاتها، تنصل من تصريحاته السابقة وتشدق بان الأولوية ليست للدخول في مهاترات إعلامية مع الأفلان، وأن جهود الحزب منصبة حول سبل إخراج البلاد من ورطتها، لكنه مهما حاول التقرب من الشعب يعود سريعا إلى ديماغوجيته، فمن شب على شيء شاب عليه.

ويظل العتيد كبيرا ويستقطب الجموع الغفيرة، وآخر الإطارات التي غادرت حزب التجمع الوطني نحو حزب جبهة التحرير تمثل في السيناتور الهناني عبد الغاني وقد أقيم له بتاريخ 5مارس حفل تكريمي في محافظة سيدي بلعباس ومنحه بطاقة الانخراط.

فالكبير يبقى كبيرا وعلى الصغار أن "يشدوا سابعهم" ويرضوا بقواعد اللعبة لأجل التأسيس لمناخ سياسي صحي يسوده التنافس النزيه والشفافية...

 

بقلم: إيناس نجلاوي - أستاذة بجامعة تبسة 

 

في المثقف اليوم