أقلام حرة

رسالة محبة الى الاستاذ الفاضل جورج قرداحي

akeel alabodمقدمة: رجل  مسيحي من لبنان، مقدم برنامج من سيربح المليون، وبرامج اخرى، بروعته وثقافته ومحبته لجميع الأديان، أضيف الى روحه نقاء يكاد ان يكون كما عطر يفوح برائحة الزيتون وعطر النرجس والزعفران. 

وانا أتطلع بلهفة الى برنامجه (المسامح كريم)، لفت انتباهي أمران: الاول هي القدرة المدهشة لشخصيته، والتي تحتاج فعلا الى تامل دقيق، والثانية، هي اللحظة التي  يتصالح فيها اثنان بعد خراب وانقطاع يكاد ان يكون طويلا، على يديه.

والتصالح هذا طبعا لم يأتِ لولا لباقة وقدرة هذا الرجل، ليس في باب الكلام فحسب، انما على اساس هذه العجينة التي اسمها المحبة، والتي تلازمت بطبيعتها مع الكياسة.

المشهد كما غيره، صديقان ربما أب ،وابن ،اواخوان ،قصص تذوب مع مقاطعها صور تحملها ازمنة، وأمكنة تفترق، لتلتقي عند بقعة، بريقها مصنوع من معدن الرحمة والصفاء والوجدان.

سنوات من الالم، مخاض عسير أحزان وشجون، محطات عبر ارصفتها يفترق  المحبون، لحظة تفصل بين اناتها تداعيات تكاد ان تكون أشبه بغضب يسكنه الشيطان. دعاوى لا تتدخل فيها محاكمات القضاء، انما تتنافر على اثارها ابجديات القلوب. 

 

الدعاوى تأخذ طريقها الى الحزن والخيبة والخذلان

لذلك وبموجب الدعوة المقدمة من قبل البرنامج المذكور وعلى نفقته، حيث وبعد إحضار الطرف الذي يقع عليه الظلم، تتم المصالحة تلك التي تشبه في حقيقتها اعادة الحياة الى روح نبتة جفت عروق الشوق في جذورها.

هنا  وانا استمع الى رسالة طالب الصلح الى الشخص الذي يتم استدعائه عبر فريق البرنامج، اشعر بنوع من الدراما، شيء ما، عاطفة تجتاح كياني، شعور يدعوني لان اتالف معه اتصالح على أساسه وفقا الى قوة ما تجتذبني اليها، تدعوني لان احترم قوانينها- تلك التي تم تشريعها بناء على أبجديات الفطرة واحترام الانسان.

القصة، اثنان يخذل احدهما الاخر، ليشعر احدهما أوكلاهما بوخز الضمير، يحضر الطرفان بدموع واهات يتزامن مع أصدائها  شعور بالانكسار، الحياء تشده اللهفة ، تعصف به نحو ضفة  بموجبها بعد حين من الكلام تلتقي الدموع، يتعانق المفترقان، ليس بناء على قرار الحاكم او فتوى الشيخ اوالسلطان، انما على اساس قوة تكاد ان تكون اكبر من ذلك- لغة تحتويها جميع مكونات الشخصية الصالحة لتصنع منه بطلا ليس على نمط ابطال الأفلام، انما على نمط أولئك الذين استوطنت في نفوسهم مفردات الهيبة والفطنة والوقار.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم