أقلام حرة

العراقيون بين خطابين

mudar alhilwيقع السواد الأعظم من شعبنا العراقي اليوم ضحية خطابين خدعاه ولم ينصفاه، وأغراه بالجهل والتخلف، قصدا ذلك أم لم يقصداه.

احدهما: الخطاب الديني الذي اوحى له انه المجتمع المثالي الذي حفظ الإسلام ومذهب أهل البيت (ع)، والذي سيقيم دولة العدل الإلهي، وان الجنة ماخلقت الا خصيصا من أجله، ووو الخ.

وثانيهما: الخطاب العلماني اذ ما انفك يلقنه انه صاحب اول حضارة على الارض، وان بفضله تعلم الناس الحرف، وهو أول من سن القوانين، وهو صاحب الامتياز باختراعه العجلة، ووو...الخ.

ولكن بعد أن بان أمرنا، وانكشف المستور منه، وبعد ان اتضح مانحن فيه من تراجع مخيف وعلى الصعد كافة حيث لايحتاج اللبيب أكثر من نظرة سريعة على شعوب المنطقة المجاورة لنا (إذ لانطمع بالمقارنة مع غيرها من الشعوب التي سبقتنا بسنين ضوئية) ليكتشف مدى مانحن فيه من تراجع وتقهقر لدرجة أصبح وصف التخلف ربما زائدا بحقنا بعد أن تفشت فينا الأمية بكافة تجلياتها..علمية.. ثقافية.. سياسية.. دينية.. اخلاقية الخ، وبعد أن راح ينخر فينا الفساد فلم يبق شيئا إلا أتى عليه وأصابه. إذ يعد مخطئا من يعتقد ان الفساد حكر على الطبقة السياسية وليس عاما يشمل شرائح المجتمع الاخرى .يكفينا خداعا لانفسنا.. نحتاج من يصرخ في وجوهنا أنكم لستم الأفضل.. الأعلى.. الارقى.. الأنقى. بل هناك الكثير ممن سبقوكم.. تقدموا عليكم، بالوعي.. بالتحضر.. باحترام القانون.. بالإنسانية.. بحفظ النظام العام.. بالشعور بالمسؤولية..

نريد من يصرخ فينا انكم اضعتم البوصلة فلا مشاريع جدية للاصلاح لديكم.. لاتميزون بين من ينفعكم ومن يضركم .. إننا اليوم بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى من له الجرأة على جرح ذواتنا المنتفخة كالطبل.. المليئة بالعقد لتعود إلى حجمها الطبيعي.. نحتاج الى من يصارحنا بأننا مرضى بحاجة ماسة الى علاج .إذ انى له الشفاء من لايشخص أمراضه ليداويها؟.

 

في المثقف اليوم