أقلام حرة

الشخص غير المناسب في أي المكان كان هو سبب تخلفنا !!

hamid taoulostالعنصر البشري بمثابة الركيزة الأساسية للتطور والارتقاء، ويبقى تقدم المجتمعات وتطورها رهين بالاختيار السليم لكوادرها وقياداتها ومسيريها القادرين على الابتكار والإبداع وتقديم الجديد  وتدبير مواردها البشرية، وتطويرها بشكل مستمر، تطبيقا لأهم مقولات النجاح في تاريخ البشرية،:"الشخص المناسب في المكان المناسب"، والتي باتت أشبه بالحكمة الصحيحة والوسيلة الناجعة لتقدم وتطور المجتمعات، لكنها، "مع الأسف، ورغم ذلك لم تأخذ طريقها للتنفيذ في بلادنا، إلا بصورة نسبية رغم الإجماع العام عليها، ومناداة كافة القوى الحية في الساحة السياسية بها، بسبب الجري وراء المكاسب، والسعي إلى المناصب، التي رغم أنها ليست خطيئة، وأنها أمر عادي وطموح طبيعي ومشروع، وغريزة تفعل فعلها في نفسية الإنسان - إذا لم يحكمها العقل - فتزين له السلطة والاستحواذ والسيطرة على أنه الأجدر وحده بها والأفضل لها، فإن الخطأ، بل والقبح فيها، يكمن في طريقة الجري وراء المناصب، وشدّة الحرص عليها، والتقافز والهرولة نحوها على طريقة الكلاب، التي اصطلح على تسميتها بـ"التكالب" ذلك التكالب الذي يوصل الأشخاص غير المناسبين، الذين لا يملكون لا المؤهلات ولا الإمكانيات ولا المواهب ولا القدرات العقلية أو البدنية، في الأماكن غير مناسبة -بالمحاباة والعلاقات الشخصية- ليشغلوا مسؤوليات أكبر من قدراتهم، ما يسيء إلى أصحاب المواهب والكفاءات، ويبذر الوقت والمال، ويهدر الإمكانيات والخبرات والطاقات، ويفقد القدرة التنافسية، ويخفض الإنتاجية، ويبدد الثروات، ويضيع على الوكن الفرص التي يمكن أن تكون سببا ً في تقدمه وتطوره، خلال مدد أقصر بكثير مع أشخاص مختلفين من ناحية المؤهلات والمواهب والقدرات والمهارات، التي تحتاجها وتتطلبها عملية أداء الأعمال والوظائف بالشكل المنطقي والعملي والمناسب ..

مما لاشك فيه، أن مقولة "الشخص المناسب في المكان المناسب" والتي لا تتحقق عملياً إلا في الشركات ومع المشروعات التي تتعامل بمنطق الربح‏ والخسارة، والتي لا يمكن أن يجد فيها الشخص‏ غير المناسب مكانا له، تتطلب الانتباه لها، بأعلى مقاييس الجدية والمسؤولية والهادفية، وأرقى مستويات الحوار والنقاش والتوصيف والبحث في مكوناتها، حتى يتسنى لنا منافسة البلدان المتقدمة في تطبيقها على أحسن وجه، إذا نحن أردنا ركوب قارب الحضارة التي ننشدها جميعا.

 

حميد طولست

 

في المثقف اليوم