أقلام حرة

نوروز مرحلة الامل والعمل

abdulkalil alfalahيحل نوروز المجيد مع نفحات السعادة التي تتوزع على جنباته  وليحيي بنا روح الإبداع مرة ثانية ، مؤذناً ببزوغ فجر يوم جديد على الإنسانية جمعاء. حاملاً معه اشعاع مليئ بالأمل والنور" وٌآلَنِشُآطِ وٌآلَتٌفُآؤل يَومٌ مًشُبًعٌ بًرآئحًةّ التَعَاطُف والمَحبَة" وسَطَ الغيوم الظلامية الداكنة التي تُخيّم على الشرق الجريح عموماً، و على وجه الخصوص شعبنا المظلوم. الذي يعيش هذه الأيام ملحمةً بطولية حقيقية في مواجهة النكد والمصائب ببسالةٍ وعصابات الإرهاب والتكفير،وقوى الشر داخل العملية السياسية ، من البعثيين ومن سار على نهجهم .

لنتخذ من عيد نوروز مرحلة للعمل بتفائل وصدق للقضاء على الشحن الطائفي وايقاف اثارة الشارع من خلال بث السموم القذرة وهي جريمة بشعة نحتاج الى توعية الجماهير للوقوف ضد هذه الظاهرة السوداء و كبحها وازالة عناصر قوتها من الطريق وطرد نفوذها في المجتمع ، مثيروها ومريدوها ينعقون مع كل ناعق و يبثون سموم الفرقة وتهويلهم الامور لنشر القلاقل وخلق اجواء من الارباك والخوف بدل توجيه الانظار نحو الجهود التي تبذلها القوات الامنية والعسكرية العراقية وبمساندة القوات الشعبية المأزرة من الحشد الشعبي والبيشمركة الابطال وتهميش انتصاراتها في حملة التطهير لمدننا المحتلة من فلول الارهاب وابادتهم وهدم جحورهم وكشف حواضنهم ومن لف لفهم من اعداء الانسانية والحضارة  والذين يصبون الزيت على النار لديمومة الحروب الداخلية العبثية في المنطقة .

هذا الامر الخطير يتطلب حسمها من خلال حكومة تشعر بالمسؤولية  الوطنية غيرمنحازة لجهة دون اخرى وتمثل كل مكوناته ، حريصة على جغرافيتها وطوائفها وضرورة تعديل الدستور للقضاء على المحاصصة والتقاسم في المسؤولية على اساس القدرة والكفاءة والتي تم بناؤها بطرق غير سليمة وغير صحيحة واثبتت تجربة الحكومات المتعاقبة التي جاءت خلال السنوات التي تلت عام 2003 بأنها غير مجدية وفشلت في ادارة الدولة ولم تحقق اي انجاز بمستوى الطموح .. كما يجب الابتعاد عن انشاء الاقاليم في الوقت الحالي لانها تشكل فتنة والغاية منها تقسيم الوطن وترتبط بمشاريع واجندات خارجية لاتعرف الديمقراطية والحرية وتتحدث بأسمها وتطالب بها لدول غيرها تحكم شعوبها بالنار والحديد...

ان البلاد تحتاج لعمليات جدية للقضاء على عناصر الشر مثل القاعدة والبعثيين ودوائرهم المشؤومة مع التلاحم الاخوي بكل قواه يوماً بعد يوم ، صلابتاً وشموخاً وعزةً لا تحني رأسها لاي جهة لمواجهة اعداء وحدته وترك الخلافات والعودة الى دستور جديد خالي من الالغام  لحل القضايا والعمل يداً بيد للبناء والاعمار ومواجهة  المخاطر والتهديدات التي تمر بالبلد والتي تريد مصادرت حريته واستقلاله واعادته الى حاضنة الاستكبار والذل.

لاشك ان القوى الوطنية العراقية الخيرة مطلووب منها  الدفاع عن وحدة الوطن ودعم الديمقراطية بشكل كامل ولايمكن التخلي عنه مهما كانت الظروف وان الشعب سيقف مع تلك القوى الجادة في سبيل تحقيق ذلك والكل شغوف ومغرم من اجل ترسيخه ودعم  هذا الهدف ، ويمكن للعراق ان يتطور ويتقدم ويكون واحة للديمقراطية والسلام ومناراً للعلم و الحضارة والتاريخ في المنطقة كما كان وسيبقى الانطلاقة العظيمة والاشعاع الذي ينور دروب السعادة للبشرية جميعاً مدى التاريخ وعمره المشرق...

لقد اثبت الكثير من السياسيين وطنيتهم في هذا البلد وحبهم للوطن والنزعة الخالصة و الصادقة في تجاوز المشاكل وانطلقوا من مصلحة ومنفعة الشعب بعيداً عن مصالحهم الشخصية ورغباتهم الذاتية وتوجهوا لخدمة الامة عند الملمات  وهذا لايعني ان كل السياسيين يمتازون بهذه الصفة بل هناك العديد منهم يلهثون وراء مصالحهم ومنافعهم وبالضد من مصلحة الوطن وترابه وتعاملوا مع الواقع بروح من الانانية المفرطة والتخلي عن الاهداف الهامة للشعب وظلوا يدورون ويتعاونون مع قوى الشر المعادية لارادة الجماهير وساروا في ركب اعدائهم مما سهل استغلالهم وسيرهم في الاتجاه المعاكس لاماني وتطلعاتهم ووفق اجندات خارجية وباهوائهم ورغباتهم مما سبب انتكاسات متتالية وتراجع في العملية السياسية ومحاولةا توجيهها نحو الهاوية.

الشعب العراقي يطمح للاستقرار و بحاجة الى بيئة مناسبة من اجل توفيرالملاذ والمسير الصحيح للوصول لهذا الهدف المنشود لتحقيقه .

على الجميع الالتزام بالعمل الممنهج ووضع الاسس السليمة اولاً .. لنضجه ، وثانياً .. لتطبيقه ضمن سقف زمني معين بغية ايصال البلاد الى شاطئ الامان والانتهاء من عهود الازمات والمشاكل وايجاد المناخات والاجواء المناسبة للتعايش السلمي وتنمية اواصر الوحدة الوطنية وتقوية اللحمة الاجتماعية بين مكونات واطياف الشعب ومد جسور المحبة والاخوة الاسلامية والوطنية وتكريس الثقة المتبادلة بين جميع قواه السياسية بمزيد من الوحدة والتعاون بين جميع فصائله واطيافه وبمختلف تياراته للانتقال به لواقع اكثر اشراقاً وشموخاً وحيوية.

 وحماية النسيج المجتمعي من العوامل التي تثيرالنعرات الطائفية والمذهبية والقومية مع احترام قدسيتها للمحافظة على القيم و تعطي الجهود رسالة ايجابية للشعب تؤكد اهمية العمل بروح الفريق الواحد لتحقيق ما ينشد اليه الوطن والمواطن ولتقويض معالم الخضوع والخنوع بكل شدة والوقوف بوجه اي نهج وممارسة اوخطاب يحرض على العنف والطائفية ومد  يد العون بعضنا للبعض الاخر من اجل القضاء على كل البؤر الارهابية التي انشأها ودعمها اعداء تاريخ وحضارة بلاد الرافدين لضرب العملية السياسية التي تعيش مخاضاً صعباً مع وجود الاطماع والصراعات في المنطقة .

 

عبد الخالق الفلاح

كاتب واعلامي فيلي

 

في المثقف اليوم