أقلام حرة

يا أيها الناس هذي بلادي

fatimaalzahraa bolaarasأكره المزايدة في بعض المشاعر والأحاسيس .. وأعارض بشدة من يعتقد أنه يحب والديه أكثر من الآخرين أو ذلك الذي يعتقد أن أنموذج في حب الوطن ..

هي أحاسيس فطرية تولد مع الإنسان وتنمو معه .. ولا أعتقد أن من ينتقد وطنه أو حتى من يسب أهله (ولو كنت أعترض على ذلك أخلاقيا) يكره وطنه أو أهله .. أعتبر ذلك طريقة في التفكير وسوء تبليغ الفكرة أكثر منها شيئا آخر ..

.صحيح التساهل في هذه الأمور ليس جيدا ولكن التشدد أيضا قاتل للمواهب  قاتل للطموح .. قاتل للأفكار التي هي أساس كل بناء أو تطور .. التشدد قضي أيضا على الرجاء والأمل .. وليس من حق كائن أن يصدر بجرة قلم أمرا بانتزاع جذورك واقتلاع اصولك لمجرد أن رأيك خالف رأيه أو أن فكرتك عارضت فكرته .. فكما لا يستطيع أن يجردك كائن من اسمك لن يجردك من الانتماء لوطنك ولو أثبت عليك دليل خيانته .. فما أكثر الأدلة الكاذبة والبراهين المدحضة وما أكثر التهم الجاهزة والأهواء الفاسدة .. والناس في تعنتهم أنواع .. وفي جهلهم شتى وفي أطماعهم أحزاب .. وفي أنانيتهم مذاهب  ولقد أثبت الزمن أن الخائن قد يكون جلب لنفسه الهوان من أجل وطن لا يهان وأن البطل قد يكون استرخص الأهل وقطع الرؤوس من أجل مجد زائف وعهد تالف

لن أدخل في متاهات التاريخ المزور ولا الصحيح ولكني سأدخل متاهات الطرق التي أضعتها كي أصل إلى بلد أنا منه وفيه ومازلت على عهده ووده ولست أدعي أنني أزيد في ذلك شيئا عن أي جزائري .. بلدي الذي لن أجزل في إنشائي كي أعدد أفضاله التي لا تحصى .. ومنته التي لا تنسى فأنا أريد لرسالتي أن تكون في قمة الرقي وأقنع لو تلقفتها آذان ولوقليلة صاغية وقلوب واعية ..

.ولولا فضل من تفضلوا علينا من آبائنا وشيوخنا لما كنا نحن ولا أقلامنا .. ولولا فضل من جاهد منهم (وكلهم جاهدوا) لما ورثنا كل هذا الوطن الكبير الجميل الشاسع سشاعة صدورهم الغني غنى قلوبهم البهي بهاء مجدهم .. فماذا فعلنا نحن كي نتكلم أو ندين .. وإنما الأوطان أرض وفضاء لا قيمة لها بلا أهل نأنس بهم وأعمال هي مقياس لنا ولهم وأخلاق هي كانت سر بقائهم ويبدو أنها ستكون سبب ذهابنا .. ولن أردد ما قاله الشعراء ولن أستشهد بآيات الله وما فينا من اتعظ بكتابه وما فينا من وعاه

عندما ورثنا وطنا أكبر منا؟

ليس أكير من فحسب نحن أدنى منه وحري بنا أن نختفي في جحورنا ليس كالنمل العامل بل كالذر العاطل .. فماذا سنقدم يوم العرض من أعمال لمن سقى أرضنا بالدماء ماذا سنقول للشهيد عندما تسألنا روحه وأوداجه تقطر دما .. رب سل هؤلاء لم ضيعوا وطني؟

ماذا نقول لعلمائنا عندما يسألون .. لم ضيعتم الأمانة وارتضيتم الفتنة .. وغرتكم بالله الملاهي والدواهي والضالين والمضلات؟

وابحثوا في ركام البلد الذي تعالى وارتفع .. عن شئ أجدي شيئا أو نفع

ابحثوا عن صحة أهله التي أصابها مرض عضال حتى أصبح الإسعاف قاتلا للمريض والطبيب والسائق والرفيق

ابحثوا عن المشاريع التي اهترأت طرقاتها والوعود التي مزقت مواثيقها

انظروا للأحزاب التي تسير وفق الأهواء والمصالح .. وما فيها من رجل رشيد أو صالح

انظروا إلى التربية التي أصبحت تغبية واستبلاه لشعب ناضل الإدماج فوقع في التردي والإحراج؟

انظروا للثقافة التي تملأها السخافة .. قوامها مهرجانات تافهة وسفريات مشبوهة .. ودسائس مفضوحة .. وأعمال مقبوحة

انظروا إلى الصحافة .. عناوينها لوحدها آفة .. مواضيعها قذارة وصورها إثارة

انظروا إلى النخبة التي تحولت إلى (ندبة) وسخرت أقلامها للتناحر وأسلحتها للتخابر.وعاثت فسادا في الأدب وطعمت بمن هب ودب فلا رأس يسوس ولا قدم تؤسس

ولا تنظروا .. لا تنظروا إلى فراغ مبهم ولا إلى حقوق تُهضم .. وشباب يُحرم .. وامرأة تهان ولا تكرم .. لا تنظروا إلى مساجد جوفاء .. وطوابير بلهاء .. وسلعة غثاء .. ومنافسة بتراء

لا تنظروا إلى قطيعة في الرحم صادمة .. ووزنا وفاحشة ونقمة داعشة؟؟

انظروا أولا تنظروا .. فالوضع مزر مهما ابتعدنا عن القنوط واليأس

والبلاد تصرخ وتستنجد بالأنبياء والأولياء لرفع هذا البأس

وإني وأيم الله أعتقدها لعنة من الشهداء أصابت أرضنا .. ونقمة على إخلافنا للعهد قد تيبس زرعنا وتحفف ضرعنا أما فيكم من رجل رشيد ؟؟

وهل عقمت الجزائر أن تنجب مثل السابقين؟؟ أم أن البلاء حل وجفت الأقلام ورفعت الصحف ولا عدوان إلا على الظالمين؟؟

 

فاطمة الزهراء بولعراس

 

في المثقف اليوم