أقلام حرة

الحزب الشيوعي العراقي.. محطات تاريخية

المحطة الأولى: التاريخ النضالي الوطني 1934 – 1958 ضد النظام الملكي، خاصة عهد نوري السعيد الذي تولى رئاسة الوزراء العراقية أكثر من مرة واشتد وقسى على الشيوعيين، هو  و(بهجت العطية) مدير الأمن العام يومها.

المحطة الثانية: التاريخ الدموي 1959 انتقام الشيوعيين من البعثيين والقوميين في الموصل وكركوك بعد فشل انقلاب عبد الوهاب الشواف ضد عبد الكريم قاسم وثورة 14 تموز/1958، حيث أُعدِمَ الكثير منهم وعُلِقت جثثهم على الأعمدة الكهربائية وتم سحلهم في الشوارع بسبب اشتراكهم في عملية الإنقلاب الفاشل.

المحطة الثالثة: التاريخ الدموي 1963 انتقام البعثيين من الشيوعيين وأنصارهم والمشتبه بهم بعد انقلاب 8 شباط 1963. فعل البعثيون بالشيوعيين أفظع مما فعل الشيوعيون بالبعثيين.

المحطة الرابعة: التاريخ الانتهازي الأول عام 1973. تحالف الجبهة الوطنية والقومية التقدمية بين الشيوعيين والبعثيين بعد مرور اربع سنوات على حدوث الإنقلاب البعثي الثاني 1968. وكما يقول المثل: ما محبة إلا بعد عداوة! ويا لها من عداوة ويالها من محبة!

المحطة الخامسة: الانكسار والانشقاق والتشرذم عام 1979. حل الجبهة الوطنية والقومية التقدمية بعد نجاح الفخ الذي نصبه البعثيون للشيوعيين بكشف قياداتهم وكوادرهم المتقدمة والقضاء عليهم ومطاردة من بقي منهم من الهاربين، ومن ثم الإنفراد بالسلطة وحكم العراق أكثر من 35 عاما حكما فاشيا، عنصريا، دمويا، ظالما، قاسيا، ويتحمل الحزب الشيوعي العراقي المسؤولية الكبرى فيما فعله البعثيون بالعراق والعراقيين طوال تلك السنوات الرهيبة من حكمهم لأنهم، الشيوعيون، ساعدوا البعثيين في تثبيت وتكريس نظامهم الفاشي.

المحطة السادسة: الانحسار والانكفاء: من 1979 إلى 2003 القضاء على الحركة الوطنية واختفاء الشيوعيين عن المسرح السياسي، العلني والسري تماما، وتفرد البعثيين بالسلطة.

المحطة السابعة: التاريخ الانتهازي الثاني عام 2003. عودة الشيوعيين إلى الظهور بعد سقوط النظام البعثي. كان العراقيون قد نسوهم وصاروا مجرد ذكرى غابرة وعابرة، ولكنهم انتهزوا عملية التحول السياسي المفاجئ في العراق من أقصى الدكتاتورية إلى أقصى الديمقراطية ومن أقصى العبودية إلى أقصى الحرية فظهروا من جحورهم المظلمة ليشتركوا في ثاني هيئة حكم إدارية شكلها الأمريكان بعد الاحتلال إثر غزوهم للعراق والذي عارضه الشيوعيون منذ البداية، فسبحان الله!

المحطة الثامنة: التاريخ الانتهازي الثالث: مع هيمنة الأحزاب الإسلامية على الحكم في العراق تراجعت البقية الباقية البائسة من شعبية الشيوعيين في العراق. ومن اجل البقاء في الساحة السياسية وواجهتها الفوضوية سعى الشيوعيون ويسعون اليوم لركوب موجات الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية العفوية من أجل الإصلاح السياسي والقضاء على الفساد وسوء الخدمات وتصحيح مسار العملية السياسية دون أن يبادروا هم في قيادة هذه الاحتجاجات والتظاهرات كما كان يحصل في خمسينيات القرن الماضي، بسبب ضعف شعبيتهم وانصراف العراقيين عنهم. وفعلوا أكثر من ذلك، وهو فعل يعتبر قمة الانتهازية والنفاق عندما بدأوا يشتركون، هم والعلمانيون والليبراليون، في التظاهرات التي تقودها الأحزاب الإسلامية  فسبحان الله! تصور وتخيل الدرك الأسفل الذي وصل إليه الحزب الشيوعي العراقي ومن يقوده اليوم! ففي نهاية المطاف لا يلتقي الشيوعيون مع الإسلاميين في الأهداف النهائية الحقيقية التي يسعى إليها كل منهما رغم المطالب التي تكتب في الشعارات ويهتف بها في الهتافات!

اليوم نستذكر باحترام الشيوعيين الرواد الذين ناضلوا وكافحوا وسُجِنوا وشُرِّدوا وعُذِّبوا وصعدوا إلى المشانق في زمن النظام الملكي خاصة عهد نوري السعيد كونه قد تولى رئاسة الوزراء أكثر من مرة في ذلك النظام الملكي البائد واشتد عليهم هو والجلاد (بهجت العطية) مدير الأمن العام يومها. ونقول: شتان ما بين أولئك المناضلين الشيوعيين الحقيقيين ذوي المواقف الصلبة في ذلك الزمان وبين هؤلاء (المناضلين الشيوعيين الخُردَة) الذين يعيشون بيننا اليوم ولا نرى، لا في افعالهم ولا اقوالهم ولا حتى في وجوههم ما يذكرنا بأفعال وأقوال ووجوه أولئك المناضلين الشجعان وماضيهم الجميل والمجيد ولا بالحزب المناضل، الصلب، حزب 1934 – 1958!

 

احمد العلي - بغداد                                        

 

في المثقف اليوم