أقلام حرة

المثقف معلم الشعوب

نعم المثقف هو معلم الشعوب كمعلم الطلاب

لهذا على مثقف الشعوب ان يفهم ويدرس مستوى الشعب وعي الشعب وينزل الى مستواه ثم ينطلق في عملية رفع مستوى الشعب فالويل له ولهم اذا انطلق من مستوى غير مستواهم او اذا سخر من مستواهم من معتقداتهم ثوابتهم حتى لو كانت غير عقلانية فانه يؤدي الى عزوف الشعب عنه او يؤدي الى الاصطدام وبهذه الحالة يؤدي الى الفشل وهزيمة الثقافة والمثقفين

للاسف هذا الاسلوب استخدم من قبل كثير من المثقفين وخاصة الذين ينسبون انفسهم الى العلمانية الى المدنية الى اليسارية لهذا لم نر اي تأثير ولم يرفعوا مستوى الشعب ولا خطوة واحدة الى الاعلى ولم يتقدموا بالشعب خطوة واحدة الى الامام بل العكس نرى مستوى وعي الشعب انخفض الى الاسفل درجات ورجع الى الوراء خطوات بل استطيع ان احمل مسئولية ما حدث من عنف وتطرف في البلدان العربية هو نتيجة لما طرحه هؤلاء من افكار واراء فوق مستوى عقلية الشعب وما قاموا به من سخرية بقيم ومعتقدات الشعب وأحتقارا لثوابته وهذا لا يمكن قبوله فلكل شعب قيم وثوابت يقدسها ومستعد ان يموت من اجلها وهذه طبيعة كل شعب كل قوم كل مجموعة من البشر تعبد وتقدس بقرة نار شجرة وتعتز بها ولا يمكن ان تقبل من اي شخص ان يسئ اليها وربما ترد بتحدي على من يفعل ذلك واذا لم ترد تعتبر من يفعل ذلك جاهل متخلف

على القوى المثقفة التي تريد التغيير التجديد في المجتمع ان تعي او تدرك مستوى وعي الشعب والانطلاق من مستواه اي الانطلاق من النقاط المضيئة في تاريخه ورفعه الى مستواها

ان الاساءة الى قيم المجتمع وثوابته والسخرية والاستهزاء بها والدعوة الى نبذها يولد رد فعل عنيف الى اقامة مجموعات ارهابية واعتقد ما حدث من عنف وارهاب نتيجة لهذه السخرية والاستهزاء بقيمه وثوابته الاساسية

 كما ان الغاء قيم المجتمع وثوابته بالقوة كما حدث في بعض البلدان في ما يسمى الدول الاشتراكية او الانقلابات العسكرية التي فرضت رأيها ومعتقدها على الشعب والغت اراء ومعتقدات الشعب ادى الى الفشل ومن ثم انهيار الدولة بل الى الفوضى والحروب الاهلية وبالتالي زيادة تمسك الشعب برأيه بمعتقده حتى الغير عقلانية

 من اكثر الاخطار التي تهدد الحياة هي فرض رأي فكر واحد على الشعب بالقوة يعني ذبح العقول وتحويل الشعب الى قطيع من الحيوانات بل دون الحيوانات منزلة تحولها الى قطيع بدون عقول لهذا على المثقف المؤسسات الثقافية ان يدع تدع العقول تسبح حرة في بحر الحرية بدون قيود بدون شروط تدع العقول حرة في طرح افكارها وتدع هذه الافكار تتلاقح فمن هذا التلاقح تتولد افكار جديدة اسمى وارقى من تلك الافكار وهكذا تتقدم وتتطور الحياة فالحياة تتطور وتتقدم بالافكار التي تولد من الافكار المتلاقحة وتتخلف وتدمر بالافكار التي تولد من الافكار المتصارعة

اياكم والتضييق على اي فكر على اي اعتقاد وخنقه او منعه فهذا يعني دفعنا الافكار الى التصارع وهذا يعني دفعنا الشعب والوطن الى اتون الحرب الاهلية والطائفية والعشائرية وحتى المناطقية وهذا ما حدث ويحدث في ما فعله الطاغية صدام وما حدث في كل البلدان التي حكمها الطغاة وفرضوا حكمهم بقوة السلاح وفرضوا الرأي الواحد والغوا كل الاراء الاخرى اي الغوا عقول الاخرين

 من هذا يمكننا القول ان مهمة المثقف ليست فرض رأي واحد ولا حتى رأيه بل ان مهمته دفع الاخرين الى طرح افكارهم ووجهات نظرهم بحرية وبدون اي خوف من احد او مجاملة لاحد بل منطلقا من قناعته الذاتية فقط وفي نفس الوقت عليه ان يحترم آراء وافكار الاخرين

يعني على الجميع ان ينتقدوا ان يطرحوا وجهة نظرهم في كل شي والذي يحكم هو المحصلة النهائية لكل هذه الافكار والاراء لا يجوز لرأي واحد مهما كان ان يفرض نفسه

لهذا اثبت ان الديمقراطية والتعددية هي النظام الأسلم والأصح لانه يمنح للانسان كرامته وانسانيته من خلال حرية عقله

فالعقل الحر لا شر فيه فكل الشر في العقل المحتل

 

مهدي المولى

 

في المثقف اليوم