أقلام حرة

رأي في يوم الخميس المشهود

nabil ahmadalamirرغم أن الكثير من المحللين وعموم شعبنا العزيز إعتبر ماحصل يوم الخميس المشهود هو إنتصار لإرادة الشعب وللسيد مقتدى الصدر . ..

لكني أرى الحدث من زاوية أخرى كان فيها المنتصر هو حزب الدعوة . .

الذي إستطاع بدهاء غريب وعالي (لا أظن أن مستشاريه كان لهم دور فيه) .. إستطاع ان يبعد بقية المنافسين الشيعة عن منافسته لقيادة الدولة العراقية بإستغلال ضغط السيد الصدر عن دفة التأثير الحكومي والبرلماني، وان يأتي بحكومة ((تكنوقراط)) يقودها حزب الدعوة حصرا دون غيره". . يكون من فيها ممتنّين طوال حياتهم لرئيس الوزراء العبادي وبالتالي لحزب الدعوة . . .

بل اُزيد أن ماحصل يوم الخميس المشهود هو صك لقيادة العراق لعشر سنين قادمة قيادة حصرية لحزب الدعوة حيث استطاع أن يقوّي وجوده في دفة الحكم، ويبعد تأثير بقية الأحزاب عن التدخل في الشان الحكومي . .

وان يبقى حزب الدعوة يقود عملية الإصلاح السياسي والإداري (كما يُسميها) من خلال شخصياته وقراراته بعيداً عن مضايقة الآخرين . .

وبذلك سيتم تكريس سيطرة حزب الدعوة أكثر على ماتبقى من مؤسسات الدولة .

وأرى أن حراك وإعتصام السيد مقتدى قد قدم خدمة كبرى للدعاة (من حيث يعلم او لايعلم)، فقد وحّدهم تقريباً خلف الرئيس العبادي رغم الخلاف معه .. وأعطاهم المبرر للبقاء بالإنفراد بالسلطة لعقد قادم من عمر العراق .

والله من وراء القصد .

 

د. نبيل أحمد الأمير

 

 

في المثقف اليوم