أقلام حرة

كثرة المبادرات تزيد في تدهور الأحوال

اثبت بما لا يقبل أدنى شك ان كثرة المبادرات لم تؤدي ولن تؤدي الى اصلاح الامور في العراق بل تزيده تعقيدا وسوءا واي نظرة موضوعية للامور التي تجري في العراق يرى ذلك بوضوح

من الطبيعي ان يكون لكل سياسي عراقي مبادرة في اصلاح البلاد والنهوض بها نحو الرقي والنجاح وهذه حالة ايجابية جدا بشرط ان يقر صاحب المبادرة ان لكل مسئول اخر لديه مبادرة خاصة به قد تتعارض في بعض النقاط بالشكل لكنها لا تتعارض في الهدف وهي اصلاح البلاد والنهوض بها نحو الرقي والنجاح وعليه يستمع اليها باحترام وعليه ايضا ان لا يفرض مبادرته ويعتبرها هي الصحيحة السليمة التي لا تشوبها شائبة وهي التي تحقق المبتغى وغيرها خلاف ذلك

الحقيقة سمعنا مبادرات كثيرة مبادرة العبادي مبادرة الصدر مبادرة الحكيم مبادرة الخزعلي وهناك مبادرات النجيفي والمطلك والبرزاني وغيرهم لكن لم يتغير اي شي في البلاد بل ان امور العراق تتعقد وتزداد سوءا

قلنا طرح المبادرات حالة ايجابية وعلينا احترامها وحث كل المسئولين على ذلك بشرط ان يحترم مبادرات الاخرين ويثق بصدقها وصدق من يطلقها

ومن ثم دعوة كل هؤلاء المسئولين اصحاب المبادرات الى عقد اجتماع وطرح كل مسئول مبادرته ومناقشة كل المبادرات بشفافية واخلاص منطلقين من مصلحة الشعب ومنفعته لا من المصالح الخاصة والمنافع الذاتية لأصحاب المبادرات

لا شك اذا انطلقوا من المصالح الخاصة بهم والمنافع الذاتية لم ولن يتوصلوا الى اي نوع من الاتفاق ومصير العراق والعراقيين الموت والضياع

لكنهم اذا انطلقوا من مصلحة العراق والعراقيين سيتوصلوا الى اتفاق اي الى مبادرة واحدة الى خطة واحدة الى برنامج واحد وبالتالي يتحرك الجميع الى تطبيقها وتنفيذها وبهذا يمكننا القول اننا بدأنا في انقاذ العراقيين والعراق وبدأنا في بناء الوطن وتحسين احوال الشعب وتحقيق طموحاته وآماله

اقول لكل مسئول لديه مبادرة بهذا الشأن اي هدفها اصلاح الاوضاع وانقاذ العراق من الكارثة التي يواجهها ان لا يجهر بها ويعلنها الا بعد دعوة المسئولين الاخرين لمناقشتها ودراستها وما هي وجهة نظرهم فيها ما هي السلبيات ما هي الايجابيات بدون اي مجاملة او مراوغة ان يطرحوا قناعتهم المنطلقة من مصلحة الشعب والوطن

اما كل مسئول يطرح مبادره خاصة به على الاعلام ويرقص بها فهذا دليل على انه يريد ان يخدع الشعب ويقول انا وحدي المخلص والصادق وغيري لص وكاذب دليل على الهدف منها هو المتاجرة والمزايدة والضحك على الذقون لتحقيق مآرب خاصة ومنافع فئوية على حساب الشعب كما ان طرح هذه المبادرات بهذا الشكل التي فيها نوع من التهديد والتشكيك بنزاهة الآخرين لا شك انه سيؤدي الى ابتعاد القوى السياسية بعضها عن بعض وبالتالي الى عدم الثقة بعضها ببعض والخوف من بعضها البعض

فالعراق يحترق العراق يغرق وانتم ايها المسئولون كل مسئول يلوح بمبادرة لانقاذ العراق والعراقيين من النيران التي تحرقه من الطوفان الذي يغرقه والنتيجة الطوفان يزداد والنيران تزداد اعلموا ان طرح المبادرات بهذا الشكل انها تزيد في النيران وتزيد في الطوفان

اعتقد انكم تعلمون ذلك لهذا فانكم جدا مرتاحون ومسررون لهذه الحالة لانها تحقق احلامكم واهدافكم بسرقة اموال الشعب وفرض ارادتكم عليه والتحكم به

قلنا ونقول لكم ايها المسئولون لا انقاذ للعراق والعراقيين الا بالجلوس جميعا في حلقة واحدة في تجمع واحد بعد ان تتخلوا تماما عن المصالح الخاصة والمنافع الذاتية وتتخلوا عن عوائلكم تماما وتنطلقوا من مصلحة ومنفعة الشعب كل الشعب وتتفرغوا لخدمة الشعب والوطن فقط

ومن ثم تدرسوا الاوضاع التي يعيشها العراق والتحديات التي يواجهها وتتفقوا على خطة واحدة وبرنامج واحد والتحرك بموجب تلك الخطة وذلك البرنامج بصدق واخلاص ونكران ذات

كما يجب وضع عقوبات صارمة ضد كل من يقصر يهمل يعجز حتى لو كان غير متعمد اخفها الاعدام ومصادرة الاموال المنقولة وغير المنقولة

الحقيقة ان العراق يمر بمرحلة صعبة جدا ويواجه عدوا متوحشا لا يقبل باي شي سوى تدمير العراق وابادة العراقيين فانه له القدرة على استغلال اي حالة اهمال عجز تقصير مهما كان صغره ومن ثم الدخول منه وتحقيق اهدافه

فهل لكم القدرة على ذلك هيا الى العمل

والا نطلب منكم الكف عن المتاجرة والمزايدة بدمائنا بارواحنا

دعونا نموت على يد جهة واحدة

 

مهدي المولى

 

في المثقف اليوم