أقلام حرة

عبارة حق يراد بها باطل

هذا الاسلوب استخدمه اللصوص والفاسدون منذ ازمنة قديمة ولا يزال يستخدم رغم الاختلاف في الزمن لكن الزمن نفس الزمن والناس نفس الناس والهدف نفس الهدف في العراق لم يتغير اي شي ويظهر لا تزال وسيلة صالحة للتضليل الناس وخداعهم وركوبهم ومن ثم سرقتهم وحتى ذبحهم

أستمعت الى عضوين من اعضاء البرلمان العراقي رغم الاختلاف الكبير بينهما في الشكل احدهما يكفر الاخر واحدهم يتهم الاخر بالخيانة والعمالة الا انهما متفقان على سرقة اموال الشعب وحتى ذبحه عن طريق التضليل والخداع باستخدام عبارة كلمة حق يراد بها باطل وهي وحدة البرلمان العراقي نريد برلمان عراقي واحد لا تقسيم البرلمان تأملوا اي حقارة واي خسة وصلا اليها انهما يريدان أصطبل حمير لا شك ان هؤلاء من اسطبل الطاغية المقبور صدام او صعدا الى البرلمان بواسطة التزوير الرشوة الدعارة فالذي يجلس فيه لا ينهق الا باوامر فعندما رفض الكثير من أعضاء البرلمان سياسة القطيع عندما صرخ اعضاء البرلمان مع صرخة الشعب الجائع المسروق صرخ الفاسدون والسارقون هذا خروج على قيمنا على اخلاقنا على الشرعية اي قيم واي اخلاق واي شرعية

الكثير من اعضاء البرلمان شعروا انهم خانوا ضمائرهم خانوا شعبهم خانوا قيمهم ودينهم وعضوا اصابع الندم وقالوا نحن احرار ولسنا عبيد وقالوا رأيهم وما تمليه عليهم عقولهم قناعتهم وضمائرهم واعلنوا وقوفهم الى جانب شعبهم لبوا دعوة شعبهم وقالوا لا للفساد والفاسدين ما هو الخروج على الشرعية لماذا لا يأتي الطرف الاخر الى البرلمان ويطرح رأيه موقفه ومن ينال الاصوات المطلوبة هو الشرعي اليس مقاطعتكم لاجتماعات البرلمان دليل على عدم احترامكم للشعب وسحقكم الشرعية باقدامكم  

لهذا قرر احرار البرلمان رفض نظام المحاصصة الشراكة المشاركة الاتفاقات والتوافقات بكل اشكالها والوانها وهذا يعني ثورة ضد الفساد والسرقة وضد الفاسدين والسارقين والمحتالين والمزورين لهذا بدءوا برأس الفساد ورحمه رئاسة البرلمان الرئيس ونائبيه حيث قرر ممثلي الشعب اقالتهم صرخ اعداء الشعب العناصر الفاسدة السارقة هذا انتهاك لحق السنة وكأن السنة محصورة برئيس البرلمان وحده

فشعر اللصوص والفاسدين بالخطر وان كراسيهم التي تدر ذهبا سوف تذهب من ايديهم وسيحالون الى العدالة لينالوا جزاء ما اقترفوه من جرائم وفساد بحق الشعب العراقي فتحركوا بسرعة وتوحدوا وتجمعوا من كل الالوان واستنجدوا بسفارات ودول ضد كل من يدعوا الى محاربة الفساد ومعاقبة الفاسدين ضد كل من يدعوا الى الغاء المحاصصة لان الغاء المحاصصة الغائهم اي الغاء الغطاء الذي يحميهم من كل عقوبة كما تساعدهم في سرقة اموال الشعب والبقاء في كراسي المسئولية الى اطول فترة من الزمن حتى لو حدث تغيير يأتوا بمن يمثلهم وهكذا يضمنوا لهم الامن والامان ورفاهية واستقرار اما الشعب فيخدعونه بعبارات السنة والشيعة والاكراد وهم يسرقونه ويقتلونه ويتآمرون عليه

الغريب لم نسمع منذ 13 عام هناك اتفاق بين متطرفي الشيعة السنة الكرد ولم نسمع اي دعوة للوحدة او للتقارب بين المكونات بل كانوا دائما على صراع وخلاف وتنافس احدهم يتهم الاخر بالأرهاب بالخيانة بالعمالة واحدهم يعمل على اقصاء الاخر باي وسيلة وبأي طريقة مثلا كان النجيفي والمطلك والعاني والهاشمي وغيرهم يتهمون الصدر الحكيم العامري وغيرهم بعملاء ايران صفوين يجب طردهم من العراق والجماعة يردون عليهم ويتهمونهم بالعمالة لال سعود وانهم تحالفوا وتعاونوا مع داعش الوهابية والبرزاني بدوره يتهم الطرفين بنفس التهم والطرفان يتهمانه بنفس التهم وكل طرف يهدد الطرف الاخر ويتوعده بتقطيع اوصاله وحرقها

وهكذا يتضح ان الجماعة كانوا يستخدمون عبارة السنة والشيعة والكرد و انها وسيلة لتضليل الشعب ومن ثم سرقة امواله وذبح اشرافه واغتصاب نسائه ليس الا

والان عندما نهض الشعب العراقي واغلبية من يمثله بالبرلمان بالغاء الطائفية والعرقية بسد الابواب امام سرقة اموال الشعب وافساد نسائه ورجاله من خلال الغاء المحاصصة الطائفية والعرقية

فثار انصار الطائفية والعنصرية وتوحدوا في جبهة واحدة وهم يبكون على وحدة البرلمان وحدة العراق والعراقيين نريد برلمان واحد لا برلمانين نريد عراق لا عراقين

ولكن هيهات لم ولن يصدقكم الشعب العراقي

صرخة العراقيين بدأت تتعالى ولن تخمد ابدا وهذه الصرخة تتسع وترتقي حتى تشمل كل العراقيين وكل العراق

 وهذه الصرخة انا عراقي وعراقي انا ولن يسمح لاي صرخة اخرى فاي صرخة غير صرخة انا عراقي وعراقي انا

انها صرخة حق يراد بها باطل

 

مهدي المولى

 

في المثقف اليوم