أقلام حرة

المسجد

akeel alabodتوطئة: لهذا قررت ان اترك حضور صلاة الجمعة ومحافل المتبطرين، وان أشيد مسجدا في داخل روحي لعلها تتطهر من أدران اللاهثين وراء هذه الأكمام من الحطامات.

 

المسجد

مكان يختلي الانسان فيه مع نفسه، يصلي تارة ويدعو الله تارة اخرى، يتذكر الأموات، يصلي لاجلهم.

فهنالك عبر الصلوات اوالدعاء ثمة اثقال تنزاح بعيدا، إشكالات تتبعها فواصل لا حدود لها من المسافات تبتعد عن البصر كما عربات قطار يمشي ليترك خلفه مدنا اومساحات ارضية، بقاع من الارض لا تدخل فيها لغة الفيزياء تبتعد.

هذه المسافات لا تبصرها العيون، لكن القلوب الطاهرة من خلالها تشعر ان فيضا إلهيا يكاد ان يأتي من جهة السماء يقترب، يدنو من جهة الشرق تارة، أومن جهة الغرب تارة اخرى، والحاصل ان هنالك ضوء يسكن في عالم ممغنط، المغنطة روحية، صور ربما لا مرئية؛ شيء يقترب.

هذا الشيء يلتمس الدفء مع الأرواح النقية بعيدا عن زحام السياسات واصحابها، بعيدا عن شاشات التلفاز وكاميرات التصوير والفيديوهات النقالة، بعيدا عن أسراب الناس الذين يحشرون أنفسهم في برمجة موضوعات الصلوات ومهرجانات الاحتفاء بضوضاء الكسالى والمنافقين.

نعم المسجد يجب ان يكون بعيدا عن محافل السياسات، والأحزاب، والمنظمات، المسجد كما ينبوع يخرج من أعماق القلب،  ليتدفق عند منارة شامخة من منارات البحث عن الخشوع، تلك الأروقة التي من خلالها تتطهر النفوس، بعيدا عن  ديكورات الاعلام والكلمات الرنانة ومحافلها الخاصة بحضورات المتبطرين .

المسجد شعور بالاقتراب الى كرامات لا يملكها الا المتطهرين والأتقياء، والصالحين؛ المسجد صلوات امي التي علمتني ان لا أتناول رغيفا اوقطعة خبز واحدة دون ان اذكر اسم الله.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم