أقلام حرة

حرب الزعامات والمصالح في برلمان المهزلة

goma abdulahاثبت برلماننا العتيد كالعادة، الفشل والعجز في حل رجل دجاجة، فكيف يكون الامر بحجم الازمة السياسية الطاحنة التي تعصف بالعراق، والمسار السياسي الذي ينحدر الى   المصير المجهول. ان حرب الضروس الحامية الوطيس، من هو الشاطر الذي  يأخذ البعير بما حمل، ان هذه الحرب المختلقة والمصطنعة  قادت الى الفلتان والفوضى، وخلط الاوراق، واختلط الحابل بالنابل (شليلة وضايع رأسها)، هذا يساهم في تعقيد الازمة السياسية بالغموض والتشتت، وضياع الرؤية السياسية، وليس المساهمة في عملية  الانفراج والحل والعلاج، وانهاء الازمة لصالح الوطن وخدمة للشعب . ان الفوضى والفلتان داخل قبة البرلمان، هو مخطط مدروس  سعت  اليه احزاب المحاصصة الطائفية . اللعب على ورقة الهيمنة والزعامة والنفوذ، وكسب السياسي الرخيص، والضحك على ذقون الشعب، ليتربعوا على المسرح السياسي وحدهم دون شريك ومنافس. ان اللعب على اطالة زمن عمر  الازمة، من اجل كسب الوقت، وترتيب اوراقهم السياسية للمرحلة القادمة، وهي لا تخدم الاصلاح والتغيير الحقيقي، بل تعرقله وتنسفه أساساً، وتدخله في دهاليز مظلمة، ليأتي جنين مشوه وكسيح ومشلول . ان اعضاء البرلمان رغم الصخب والضجيج والزعيق والعراك ومسرحيات الاعتصام، ما هم إلا دمى شطرنجية تحركها ايادي زعماءهم وقادة احزابهم وعليهم التنفيذ (نفذ ثم ناقش) . فمهما كان  صراخهم وعجيج غبارهم من مسرحيات الاعتصام، فأنه لايخرج من قبة البرلمان، وليس له مفعول، لان بضاعته فاسدة وكاسدة غير صالحة للاستعمال . سوى زيادة التعقيد الازمة السياسية، وتعميق الفوضى والفلتان، وتعطيل نشاط الحياة العامة للمواطنين  . لان المشكلة الاساسية والجوهرية تكمن  في نظام المحاصصة الطائفية، غير قابل لتصدع والخدش، بسبب الهيمنة والتأثير (الايراني والامريكي) هم اصحاب القرار والفعل، وغيرهم قرود تتقافز على الاشجار لضحك والسخرية والمسخرة . هاتان الدولتان المعادية لمصالح الوطن واستقلاله السياسي، ليس في مقدوره ان يصدر القرار السياسي المستقل الداخلي،  الذي يحفظ المصالح الوطنية . واتفقت هاتان الدولتان على مصادرة الاستقلال والسيادة والقرار السياسي، هذا نظام المحاصصة الطائفية، الذي خلقه (بريمر) بمباركة ايرانية . وان اي دعوة الى  الاصلاح السياسي، يضرب في اعماق الهراء والسراب، اذا لم يسقط نظام المحاصصة الطائفية برمته، لتجاوز الازمة السياسية نحو الانفراج والحل والعلاج، اما بقية الحلول تخلق المزيد من التصعيد والتأزم الخطير، فمن العمل على ترسيخ اتخاذ خطوات فعلية للاصلاح والتغيير الحقيقي، تحولت المشكلة السياسية الاولى، الى  الصراع الناشب بين رئاسة البرلمان القديمة والجديدة، كأن الازمة ومشاكل العراق الاساسية،  انحصرت من يمثل رئاسة البرلمان؟ وزاد الطين بلة، دخول العشائر على خط الازمة بالتهديد بالوعيد والثبور بعظائم الامور، كأن الدولة العراقية تحولت الى مقاطعات وحصص عشائرية مقدسة لا يمكن اختراقها وتجاوزها، وليس العراق دولة معترف بها في هيئة الامم المتحدة، وله قانون ودستور ينظم الحياة السياسية والعامة، ان العراق وصل الى اعلى  مراحل السقوط الاخلاقي، بدفع وتشجيع من  احزاب المحاصصة الطائفية، للحفاظ على مصالحهم ونفوذهم وامتيازاتهم، ليتركوا اعضاء البرلمان يماسوا النفاق السياسي بالمسرحيات الاعتصام المضحكة والهزيلة، وان اعضاء البرلمان في نفاقهم المضحك، نسوا بأنهم جزء من حيتان الفساد، وبعضهم يمثل  قطط السمان الشرسة والضارية . انهم جزء من عمليات النهب والسرقة واللصوصية، التي ابتلى بها العراق، ومهما فعلوا بالمسرحيات الانتهازية، لا يمكن ان يكونوا دعاة الاصلاح والتغيير، وهل يعقل احد بأنهم يمارسون عملية الانتحار ضد انفسهم، انهم حيتان شرسة لا يمكن ان يتخلوا عن دور الحرامي واللص الجشع، وكم هو مضحك وهزيل ان يعتصم الوزراء امام وزارتهم، انها اخر كوميدية الزمن الارعن . وهل يعتقد احداً، بأن شعار (شلع قلع، كلهم حرامية) يطبقها وينفذها الاعرجي والدراجي والزاملي وبقية حيتان الفساد، معنى هذا ان  ابليس سيدخل  الجنة، ليتمتع بمئة حورية، زيادة على مرتزقة جهاد النكاح المعتوهين والشاذين، ان الوضعية السياسية الحالية في العراق، تمثل اروع صورة للفوضى الخلاقة والفلتان السياسي

 

جمعة عبدالله

 

في المثقف اليوم