أقلام حرة

السياسة والإبتلاء

nabil ahmadalamirقد يسأل البعض لماذا تُدخل نفسك في مهالك دروب السياسة. وعالمها الضبابي القبيح؟ ..

وقد يسأل البعض لماذا يوافق مراجع الدين بعض المؤمنين في خوض تجرية السياسة وعالمها؟ . .

اقوووووول وكما كتبها لي سماحة أحد زعماء المراجع الكرام في رسالته الموجّهة لي، عندما سألته عن تردّدي في الخوض تجرية ودخول عالم السياسة . . . فأجابني مشكوراً :

 

السلام عليكم ورحمة الله

قد يبتلي الله بهذه السياسة بعض المؤمنين كما ابتلى علي بن يقطين وامثاله الذين وصفهم الامام الرضا عليه السلام :

ان لله تعالى بابواب الظالمين رجال من نور الله . بهم البرهان،  مكن لهم في البلاد ليدفع بهم عن اوليائه ويصلح الله بهم امور المسلمين،  اليهم يلجأ المؤمن من الضر، واليهم يفزع ذو الحاجة من شيعتنا، وبهم يؤمن الله روعة المؤمن في دار الظلم، اولئك هم المؤمنون حقا، اولئك امناء الله في ارضه، اولئك نور الله في رعيته يوم القيمة، ويزهر نورهم لاهل السموات كما تزهر الكواكب الزهرية لاهل الارض، اولئك من نورهم نور القيمة، تضيئ منهم القيمة، خُلِقوا والله للجنة وخلقت لهم فهنيئا لهم ما على احدكم ان لو شاء لنال هذا كله، يسرنا بادخال السرور على المؤمنين من شيعتنا .

وهناك قول الامام الكاظم عليه السلام لعلي بن يقطين عندما اراد ترك عمله عند السلطان، حتى نطمئن اكثر ويكون كلامه عليه السلام دستورا لنا جميعاً، فعن كتاب حقوق المؤمنين: لأبي عليِّ بن طاهر قال:

استأذن عليّ ابن يقطين مولاي الامام الكاظم (ع) في ترك عمله عند السلطان فلم يأذن له و قال :

لا تفعل فإنَّ لنا بك اُنساً، ولإخوانك بك عزّاً، وعسى أن يجبر اللّه بك كسراً، ويكسر بك نائرة المخالفين عن أوليائه، ياعليّ كفّارة أعمالكم الإحسان إلى إخوانكم، إضمن لي واحدة وأضمن لك ثلاثاً، إضمن لي أن لا تلقى أحداً من أوليائنا إلا قضيت حاجته وأكرمته، وأضمن لك أن لا يظلك سقف سجن أبداً ولا ينالك حدّ سيف أبداً، ولا يدخل الفقر بيتك أبداً، ياعليّ من سرَّ مؤمناً فباللّه بدأ وبالنبيّ (ص) ثنى و بنا ثلّث.

والله من وراء القصد

 

بقلم / د. نبيل أحمد الامير

 

في المثقف اليوم