أقلام حرة

قرن البقرة وتيجان الملوك

akeel alabodتوطئة: عش برأسك الصغير، ابحر عبره بعيدا، عن هذه الكتلة التي تكاد ان تستنزفك في كل الأحيان، لتزج بك صوب جادة الهزيمة والخذلان، حاول ان تحرر نفسك من إقفال هذا الزيف الذي يشدك نحوه، يكبلك بإقفال أسواره، ليجعل منك كائنا ضئيلا مستسلما الى عالمه المتهالك. 

البقرة لها قرن، والقرن يشبه التاج، ولو تخيلت رأسك وهو يتفرع بقرنين، ستدرك أنك ستحيط بمن حولك، دون ان يحاط بك، والإحاطة معناها انك بهذين القرنين ستبحر في بحر من المسميات والعلل والأسباب.

اما الكثافة  فمحيط في داخله حركة صاخبة تدركها الأبصار، والعقول وفقا لصور مرسومة في الذهن مسبقا، كالماء، والموج، والأحياء، والساحل، والسفينة، والصيادون وشباكهم، والميناء، والسماء، تتبعها النوارس، باعتبارها كما رادار الطائرات القريبة بالنسبة للبحارة، ذلك بحسب المذكور في الكتب أو المتدارك، فوجودها القريب من الساحل يعني استقرار الريح.

اما علاقة القرنين بالسماء، فهو انهما تاج عبره تستكشف حركة الكواكب، والأفلاك ومدارتهما، وما يتبع ذلك، وكلمة "ذي القرنين"، واردة في القران، ولها تفسيرات لست بصددها؛

كونه وقع اختياري على الكلمة يوم حاولت ان أتخلى عن وجودي الفيزيائي، هذا المحاط بكثافة المادة ومؤثراتها، تلك التي تقود صاحبها اكثرالأحيان الى الكسل، اوتغريه بالخمول، والتهاون.

اما العقل فحين تذهب به، وانت تتصور ان قرن البقرة تركب فوق رأسك على شاكلة تاج، كما هذا الذي يوضع فوق رؤوس الاباطرة والملوك، فهذا معناه انك استطعت بذات الصورة ان تحوز على منزلة ورفعة قريبتين الى ذلك العلو، اقصد العرش السماوي، هذا الذي لا تفتح أبوابه، الا لمن يستحق ان يرتقي، اقصد ان يترفع ويتسامى عن اثقال المادة، هذه التي تقوده دائماً الى التراجع والتناكص والخذلان.

 

عقيل العبود   

 

في المثقف اليوم