أقلام حرة

التكنوقراط لعبة ماكرة يراد بها تهميش فكرة الانتماء للوطن

akeel alabodالتكنوقراط مهزلة جديدة يتم الترويج اليها هذه الايام، كما لعبة الفيدرالية قبلها، وكما ايضا أكذوبة الدستور، والتغيير والديمقراطية، وغيرها.

المهم، خدعنا في اول يوم انتخبنا هذه الأكمام من القاصرين والمنافقين والعاطلين، خدعنا وما كان لنا ان نلوث اصابعنا بحبر أسمائهم، ولكن المهم، هذا هو الحاصل، فنحن مع العراق ضحية للعبة بائسة اسمها هؤلاء وأولئك، كما نحن ضحية لمواقف شعب طيب؛ صوت يحتاج الى ثورة على نفسه، قبل ان يثور على حكومته؛

كونه عليه ان لا يرضخ لهذه المسميات، اوتلك، فكلها في الهواء سواء، فلا عمار كما بات معروفا، ولا مقتدى ولا ما يسمى بالكتل وأوليائهم  يقدرون على هذا التغيير، التغيير لا يمكن ان يكون الا من قبل شخصيات وطنية لها باع وخبرة في الحكم، زعماء يفهمون معنى الوطن، بعيدا عن الفتوى، وبعيدا عن الدين، ولكن طبعا ليس على نمط علاوي أياد، وليس على نمط معصوم فواد، ولا على نمط هذا، وذاك من المنظرين والمتخمين.

العراق يحتاج الى ان يستقل بذاته، خارج نطاق قوى التأثير اولا، وهذا امر صعب مستصعب، كونه يحتاج الى شخصيات قادرة لان تغير المنهج العام للسياسة الحالية، وثانيا يحتاج الى خبرات ومهارات تفهم في المالية والتخطيط والتعليم العالي والوزارات الخاصة بحماية الوطن، و المواطن.

بمعنى ان الخبرة هي الأساس اولا، وإلا ما فائدة دكتوراة في الاقتصاد، أوفي كذا حقل، وهو لا يفهم مقادير الامور، والمسميات، الشهادات ليس كل شيء، نعم الشهادة امر محترم، ولكن ليس على نمط ما يسمى بشهادة الشهرستاني، والفلاني والعلاني، باعتبار انهم جميعا مجرد حكايات وهمية كنا نطلق عليها تكنوقراطية، بينما هي سعت في "الفساد والإفساد"  كما هو معلن عنه "وخربت البلاد" كما هو معروف ايضا في الاعلام ووسائله المتعددة.

لذلك نعم العراق اليوم يحتاج آلى زعماء وعظماء ينتمون الى ضمائرهم اولا، يمتمون الى ارض العراق وترابه، يهمهم بناء وطن بلا فيدراليات، بلا كيانات ومسميات حزبية، كوننا جميعا نريد ان نصون ارض الخيرات، وهذا يلح علينا ان نضع الامر في حساب الأولويات.

وعليه فان فكرة الترويج لموضوعة التكنوقراط لعبة ماكرة يراد بها إلغاء حقيقة هذا النوع من الانتماء تحت بطانة او ذريعة ما يسمى باصحاب الكفاءات، وهي كلمة حق يراد بها باطل. 

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم