أقلام حرة

الغش في الامتحان والعمل في البرلمان

akeel alabodاكبر الجرائم في الكليات والجامعات الامريكية ان يسرق الطالب موضوعا، او فكرة معينة، او حتى كلمة من غيره، ومن يفعل ذلك يعاقب عقوبة لا رجعة فيها أبدا، حيث يسمى ذلك plagiarism  

ذلك بمعنى ان تنقل حيازة ما يمتلكه غيرك لك، حيث تعد الكتابة إنجازا ومهمة شائقة كونها تحمل روح الكاتب، وفكره وعلمه وتاريخ قوله او كلماته، علما ان النشر من اصعب ما يتم مواجهته قبل ان يمنح الطالب شهادة جامعية عالية، وكذا التعيين في هذا الباب.

والغش بصورة عامة هو فن الكذب والخداع والتزييف، ولو انه لا يصلح ان نستعمل كلمة 'فن' التي تدل على الجمال والموسيقى مع كلمة غش، لذلك يكون القول أدق عندما يتم تعريف الغش على انه القابلية على المكر والتدليس، وتغيير اوتشويه الحقائق، بما فيها أشغال العناوين والمناصب غير المستحقة.

ويعد تشويه الحقائق، اوتزييفها، اواستخدامها لخدمة المصالح بطريقة مستبطنه تضليلا، وأصعب انواع التضليل، وأكثره استنزافا لمصالح الناس، هو هذا الذي يروج له اليوم باسم الدين لخدمة المنتفعين، او هذا الذي يتم استخدامه باسم السياسة لكي يحضى النفر الفلاني من الغشاشين بالألقاب والعناوين.

فقد تسمع احيانا دكتور فلان او استاذ فلان، او الخبير الفلاني، او مدير الاعلام والفضائيات العلاني، وامر الحكومة المستعان، وصاحب الائتمان وهكذا، ما يدل على سهولة ترويج اي عنوان وان كان مزيفا.

ومن الضروري الاشارة الى ان الغش قد ارتفعت نسبته مع عصر التكنولوجيا، فقد اصبح ترويج الأكاذيب، بما فيها تزوير الشهادات والمعلومات متاحا بطريقة يسهل فيها الحصول على الألقاب والامتيازات بطريقة سهلة خاصة في العراق، اي بعكس ايام زمان، اقصد عصر البساطة والأمان،  حيث بشق الأنفس يحصل الانسان على شهادة معلم، كون الشهادة والمنصب والعنوان يرافقها الصدق والمحبة والاحسان. 

بينما اليوم بسهولة يرتدي الامي، والحرامي  ملابس فاخرة ويحفظ موضوع عن السياسة، ليجرى معه مقابلة صحفية تحت عنوان مقابلة مع نائب في البرلمان، ويطبل له في الإنترنيت والإعلام.

وهذا هو ذات الأمي الذي تم تسهيل تجهيزه بالبدلة العسكرية، ليصبح مرشالا في ظل حكومة 'العراق الجديد' ونفسه يمكن ان يصبح وزيرا بعد تسهيل تزويده بشهادة دكتوراة بطريقة اوباخرى.

ونفسه هذا الذي كان غير منتج في دولة اللجوء ليكون أستاذا في جامعة أهلية من جامعات العراق، او وزيرا للتعليم العالي.

ونفسه ايضا هذا الذي رقن قيده ذات يوم بسبب الغش ليصبح اليوم خبيرا في السياسة.

وبهذا تكون مقاييس الاشياء وهمية غير حقيقية، والتعامل معها، مثل التعامل مع سارق صار مليونيرا، اوصاحب شركة فيها من العاملات والسكرتيرات، والسيارات الفارهة، والعلاقات مع الشركات ورجال الاعلام، ما يوهم ان فلانا كبيرا.

لذلك كما الحرباء، الغش له أثواب شتى تباع وتشترى، ولهذا تراني أطلقت عليه مترددًا في اول الكلام  فن الخديعة، كونه يشبه في أحواله فكرة الألعاب السحرية والبهلوانية، حيث ان الغشاش يمكن ان يطلق على نفسه خبيرا، او وزيرا، ومثله مثل الراقصة التي تعمل في الملاهي عندما تسمي نفسها فنانة، ومثله كذلك مثل هذاالذي  تناسى انه بفعل الغش، واعاجيب الزمان صار نائبا في البرلمان.

 

عقيل العبود 

 

في المثقف اليوم