أقلام حرة

أيها الأنبياء الجدد آمنوا بالأحجار ولكن لا تقذفون الناس بها

fatimaalzahraa bolaarasيبدو أن سفينة العولمة تسير بخطى ثابتة ولو على أمواج متلاطمة ... ويبدو أن الرياح تهب عليها بما تشتهي وتريد إذ هيأت لها من يهديها ويرشدها بما يزرعه من ظلام في قلوب الناس وعقولهم بحيث يجعل من نورها هو الهادي في بحر الظلمات

لقد ظهر من بني البشر رهط مهمته زرع الشك في قلوب الناس بدعوى تمجيد العقل وإعلاء التفكير وتحرير الناس من شرنقة الخرافة والمقدس والمنزه وغير ذلك من الأمور الفطرية التي تسعد الناس ومن فطرة الناس أن يسندوا نفوسهم المتعبة إلى قوة غيبية كبيرة هي الله...... لكن يبدو أن بعض (المتعالمين) قد وصلوا إلى الحقيقة التي تاهت عن كل الأجيال السابقة واللاحقة ودانت لهم ولانت وظهرت جلية وواضحة

قد نذهب مع هؤلاء في تجلياتهم إلى أبعد الحدود ونوافقهم في كل ما ذهبوا إليه (كما فعل البعض) لكن على شرط أن يتركوا الناس وشانهم  بمعنى ألا يبنوا ما جاؤوا به على هدم ما جاء به الآخرون وخاصة الأنبياء وخاصة نبي المسلمين محمد صلى الله عليه وسلم

لقد جاء الإسلام ناسخا لما قبله لأن البشر عاثوا فيه مسخا ونسخا ومحمد لم ينكر الكتب السماوية ولا الرسالات والأنبياء ولكنه نبه إلى أمر خطير هو التحريف واستعمال المحرف لأغراض دنيوية وهي طبيعة بشرية متأصلة قديما وحديثا وهؤلاء من هؤلاء وإن كان الزمن غير الزمن والطريقةغير الطريقة

أما ما جاء به (الأنبياء الجد) فهو التهجم على نبي المسلمين ودينهم ولم يتركوا  نقيصة إلا وألصقوها به وهم كاذبون فلو أنصفوا لوازنوا بين ما هو جيد (في نظرهم) وماهو (سئ)....ولكنهم لجأوا إلى النصف الفارغ من الكأس وإلى النقطة السوداء الصغيرة في الورقة البيضاء الكبيرة هذا إذا افترضنا أن هناك فراغ أو نقطة حسب زعمهم  لأن القصور قديكون السبب الرئيسي في كل ما يهرفون

ويتشدق قائلهم (مؤمنا) آمن بحجر ولكن لا تقذفني به

جميل

سنمضي بهم إلى حيث يريدون  وندحض حجتهم بما يرجفون

شككوا في محمد كما تريدون..... وشككوا في وجود الله كما تدعون..... فكروا كما تشاؤون... لكن لا ترموا بأفكاركم الشيطانية قلوب الناس ولا تزلزلوا عقيدتهم

ألستم من تدعون إلى تحرير الفكر فما لكم تربطون عقول الناس بتفكيركم (الذي ليس حرا)....وكيف يكون تفكيركم حرا إلا عندما تتحررون من جلودكم(عاداتكم وتقاليدكم وعقيدتكم) وهل أنتم أحرار حقا ؟

السؤال مطروح وجوابه يتوقف على صدقكم من عدمه لأن النوايا لا أحد يعلمها (ولا أقول إلا الله لأن ما يعلمه الله أكثر مما نتصور ولو بنينا عليه ما نقول لأنتكس الجميع وخسئوا ولم يحروا جوابا)

ما أسهل أن ننتقد وما اسهل أن نهزأ وما أسهل أن نهدم ولكن بماذا أتيتم للإنسان مقابل هدمكم لمعتقداته وتشكيكم في إلهه الواحد الأحد  وانتقادكم لأنبيائه المرسلين؟

هل أوقفتم الحروب؟

هل أشفيتم الأدواء؟

هل قضيتم على الأنانية والحقد؟

هل مسحتم الظلم من الوجود؟

ولكن ماذا نقول ولإبليس جنوده الذين لا يهدأون وأحفاده الذين يتناسلون لأن الله قضى بذلك...وأخبر به

قُتل الإنسان ما أكفره

يتحدث عن هنات بسيطة ولنفرض  زلات عظيمة ارتكبها المسلمون ويلصقونها بالإسلام ونبي الإسلام ظلما وبهتانا

يركزون على حياة نبي مات منذ أربعة عشر قرنا وينيف ويحاكمونه بزمنهم الكريه

ما كان محمد إلا بشرا

ما كان محمد إلا نبيا

بلغ وأنذر وبشر

فلماذا يحملونه كل أخطاء المسلمين المتقدمين منهم والمتأخرين..... لماذا لا يفعلون ذلك مع نبي آخر وبنفس الإصرار؟

قد يكون الجواب بسيطا ولكنه قد يكون بعيد وحتى ضائعا....

بسيط لأن في الإنسان من الضعف و الأنانية ما يجعله يبيع  دينه وأهله واصله وفصله من أجل نفسه وفيه من البله والعبط والغرور ما يجعله يعتقد أنه وحده قبض على الحقيقة (لاستعماله الخلايا الرمادية) و ينكر ذلك على غيره حتى الانبياء بتناقض صارخ

أيها الأنبياء الجدد

ابحثوا كما شئتم..... نظروا كما أردتم... فإن وجدتم ما تنشدون من سلام وأمان فقد اهتديتم وإن توليتم فإنما أنتم في شقاق مع أنفسكم وسيكفيكم الله الذي تتطاولون عليه وتفسدون فطرة عباده المؤمنين وحياتهم

إن الحقيقة حتى لو وجدتموها فهي حمالة أوجه   لأن الناس لا يتساوون في عقولهم ولا في ظروفهم ولا في خلفياتهم...إنما هم يتساوون في إنسانيتهم لا غير ولو كنتم فعلا تنشدون خدمة هذه الإنسانية فركزوا على إيقاف الحروب  والقضاء على الامراض ونشر العدل في الأرض وسيتبعكم الجميع حتى لم لم تكن رسالتكم (سماوية).. أما اللعب بالمصطلحات وجهل الناس وشهادتهم لعمري لهو جهل آخر وسذاجة مقيتة مهما بلغتم من العلم والفطنة

تحية كبيرة لكم لأنكم تزيدون أولئك الذين آمنوا إيمانا.. وتزيدونهم بصغاركم تمسكا بما صدقوا الله عليه وما بدلوا تبديلا

 

فاطمة الزهراء بولعراس

 

في المثقف اليوم