أقلام حرة

هذا هو الحل ام الشعب العراقي سائر نحو المجهول؟

emad aliاليوم حدثت طفرة نوعية في عملية الاعتراض او الاحتجاجات الملونة المختلفة الاشكال، والظاهرة للعيان بشكل واحد او استغلها طرف بشكل لا يمكن ان ينكره احد، ولا يحس احد بانه ليس هناك الا هذه الجماعة هي المعترضة في العراق  على ما يجري وما تضم السلطة العراقية في طياتها من الفساد والخداع والاستئثار، واستغلت الجماعة الوضع الماساوي وعاطفة الناس، وتخطو دون ان تكون لها استراتيجية، دولة وكل ما يهمها هو النجاح في صراعها مع المجموعات الاخرى وبالاخص المالكي ودوافعه، وانبرى هذه الجماعة الا ان تكون هي التي توليها اي تعتقد بانها تفعل نيابة عن العراق هذه المرة، والبطل المقدام! لا ينافسه احد ولا يمكن ان يشق له الغبار وهو السيد مقتدى، وتمكن هو من ركوب الموجة على ما اراد دون غيره رغم اتهامه الاخرين على ذلك، وعلى الرغم من انه خلط الاوراق عن الجميع، منطلقا من زاوية واحدة وباتجاه واحد وبدوافع خاصة اكثر مما يمكن ان يتعلق بالعراق وقضاياه  المختلفة .

السؤال الاهم والذي يحتاج لجواب مقنع ومستند على ثوابت وبمعادلة واضحة يمكن ان نحصل على نتيجة راسخة في نهاية ما يقوم به هذا المقتدى من مغامراته دون اي تحليل واسع لما يجري ودون تمحيض وتعمق في دقائق ما يحتاجه العارق اي ما يعتمد على افعاله السطحية .

انه يريد ان يكون القائد الذي يكون له الكلمة الاولى دون غيره، وعلى غرار ما كان في التاريخ وما موجود بشكل اكثر تنظيما في دولة ايران الجارة . انه هو اول من يركب على موجة اعتراض الناس وعدم رضاهم من الموجود، وهو يفتح الطريق امام التابعين العاطفيين المؤمنين بتاريخ العائلة وليس مقتدى لوحده وما صنعت شجرة العائلة هذه الهالة والشخصية والكاريزما له من حيث المظهر دون ان يتاكد احد من صلب المحتوى الشخصي والخلفية التي يتمتع بها .

انه وما يظهر من خطواته قد ازاح امامه بشكل جلي ما تفترضه مستوجبات المرجعية الدينية التي منعته من قبل من التقدم في خطواته، واتخذ الطرق السياسية في تحقيق مقاصده واهدافه ونجح لحد اليوم، على الرغم من اظهاره على انه مرجعية دينية معتدمة على الفلسفة الدينية وليس السياسة والتحزب من مهامه، وهذا ما دعاه ان يسلك بشكل يبين بانه ابن السبيل والزاهد ولا يهمه ملذات الدنيا،  وها هو ينعكف ويعلنه على الملا مقلدا للاولين .

انه اليوم منفرد حقا في شعبيته وما ساعده على ذلك غباء المالكي وسلوكه المتخلف وتوجهاته السياسية  النرجسية واستغله مقتدى بكل حنكة ودراية، اضافة الى امخطاء الكتل والاحزاب العراقية .  خطواته المقتضبة التي يتخذها بين فينة واخرى لا يمكن ان تحل مشاكل العراق بل يمكن ان تزيدها تعقيدا دون ان يعلم، او بتخطيط ليس من صنع يديه وانما هو عبد مامور في تنفيذه، وهو نقطة الضعف التي يستغلها من يتربص بالعراق وما يريده  ويهمه ولمصلحته ان يبقى كما هو دون ان يخطو ولو خطة صغيرة نحو الامام .

هل اليوم بداية الحل لما فيه العراق منذ عقد ونيف ام بداية للفوضى الاكثر سلبية على الشعب ام انشغال الجميع بما تجدد لمدة ومن ثم الاستمرار على اللاحل لحين تغيير المعادلات في المنطقة وتفضى المشاكل في هذه المنطقة الى ما يفيد دول المؤثرة ومن ثم يمكن ان يخرج العراق بعد مدة لا يمكن معرفتها اليوم .

رئيس وزراء دون ظهر قوي من كافة النواحي، حزب الدعوة وتراجعه بعد ان تصدر الموقع، ومن ثم تضرر بفشل المالكي وخسارته للولاية الثالثة، وخروج العبادي بشكل عملي من كنفه واعتبر اكبر انشقاق من حيث انقسام القوة والاماكنية والسلطة ولو بشكل غير مباشر . البرلمان منقسم على نفسه وهو الان في مخاض عسير دون ان يتمكن من الاستقرار على الحالة الصحية وهو وجود السلطة والمعارضة، واليوم فرط العقد اكثر بعدما فشل في انبثاق كتلة معارضة مصححة للمسار يمكن ان تنجح خلال السنتين القادمتين .

ملخص الكلام لا مخرج من ما وقع العراق به، على الرغم من تفاؤل البعض وكان ما جرى اليوم هو احداث منفذ للخروج من الواقع السياسي المزري وتداخل العوامل وتقاطع المصالح . يمكن ان نقول :

ان هذه الدورة البرلمانية انتهت منذ اليوم دون ان تحقق شيئا مفيدا او تنتقل بالعراق الى مرحلة مابعد التحرير من جهة، ويؤدي ما جرى اليوم الىحال يمكن ان تتكاثف المناوشات السياسية مابعد اليوم وتتقاطع توجهات الاحزاب التي تريد ان تستغل الحال دون ان تفعل شيئا من جهة اخرى .

لا نرى نورا في اي افق ولو بعيد في هذه المرحلة، وكل الطرق تؤدي الى الانشقاقات والانفصالات والتقسيم اكثر من الاقتراب من الحل، وهذا ما لا يوافقني عليه المتفائلون، ولكنهم ربما بعد مدة يمكن ان يقتنعوا حين نراهم هم في وسط ما نعتقده ونستدله من ما موجود الان ونتعمق في ما يفرز ويبرز منه .

اذن، ما فعله مقتدى واعتقد المالكي بانه يمكنه ان يستغله لشخصه وحزبه  قد فشلوا به، وليس بامكان  العبادي ان يستثمره لانه لازال منفردا دون امكانية مطلوبة لعمل مؤثر وناجح في مثل هذه المرحلة السياسية وبهذا الواقع، وهذه الخطة الصدرية اليوم قد تضع العملية السياسية على قرون الثورالسائر  على الصراط المستقيم الموجود على سكة من فوق النار والماء، وان وقع في اي منهما مصيره محتوم، لنرى ما نخرج منه وهل يقع ما اعتقده بشكل يمكن ان يكون كما اعتقده واصرح وادلي به في الوقت الملائم والمناسب .

 

عماد علي

 

في المثقف اليوم