تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

إحتفاء شعري عراقي مصري

 بمناسبة مرور الذكرى الأولى على تأسيسه هذا الفضاء العراقي الإبداعي والجمالي والاجتماعي الذي يضيء ليالي القاهرة بأمسياته الثقافية وجلساته الحميمية مستغلا ً المناسبة بإقامة إحتفالية شعرية وموسيقية أحياها الشعراء المغتربين من الدنمارك (وسام هاشم) ومن كندا (سعد جاسم) فضلا ً عن الشاعر المصري (محمد آدم) وأدار الجلسة الناقد والروائي خضير ميري وشارك في العزف الموسيقي الموهوب (يوسف عباس) وبحضور جمهور غفير من العراقيين والعرب،، بعد ذلك أدخلنا الميري في أجواء حيوية متدفقة وفي رسم خطوط الثقافة العراقية المصرية وربطها ببعضها ناسجا ً منها سمفونية العذاب العراقي عبر خارطة الإبداع والفكر المتنور الذي حل ضيفا ً في بلدنا الثاني مصر مصوّرا ً لنا لحظات الشعراء الذين شاركونا تلك الأمسية موضحا ً جوانب خفية من أعماق هؤلاء الشعراء المرهفي الحس والوجدان، ثم إنطلق الشاعر المصري (محمد آدم) وهو من شعراء الحداثة السبعينية الذين أحدثوا أثرا ً كبيرا ً في المسيرة الشعرية العربية لكنه من بين جيله كان  له خصوصيته وتفرده، وخصوصيته في أنه لم ينقطع عن موروثه الثقافي وموروثه العرفاني على وجه الخصوص فجاءت قصيدته الموسومة (رحلة صيد سمك) أو (الفوضوي – رجل البنك)

                            الفوضوي ُ

                           رجل البنك

                        الذي يقبض على قططه في الماء

                        ويجلس إلى شموعه السوداء

                         ليأكل لحم إمرأته في النهار

بعد ذلك قرأ الشاعر العراقي (سعد جاسم) وبصوته المسرحي الذي أضفى على المكان جوا ً دراميا ً منطلقا ً من علاقة الفنان بفنه وبجمهوره فيصبح موقف العارف الجمالي وكيفية تشكيله متلاعبا ً بإلقائه المسرحي الذي جذب متلقيه إلى ساحته الشعرية من خلال قصيدته (عيناك تضيئان)

              قبلك

         كنت أكره ُ الصباح

       الصباح الذي ينبغي أن أذهب منه

           بلا رغبة .. إلى العمل

ثم يكمل قصيدته بعد موجة من التصفيق التي صدرت من الحضور ليكمل : -

                خذ

          إشتر البيضة وأنس َ الكرة َ

         لأنها أصبحت فاسدة ومخيفة

          التلفزيون عاطل

        أصلحه لنتابع أخبار َ الكارثة

                 نعم

            سأصلحه ُ

         لترى حروبك

      يا آلهة َ الكوارث ..

وظل العازف الموهوب (يوسف عباس) وحده دون منازع وفي حضرة الدراويش يُظهرُ لنا قدرته الموسيقية من خلال العديد من المعزوفات التي تعلمها من (بيت العود) الذي يشرف عليه الأستاذ والفنان نصير شمه وذابت موسيقى العود مع موسيقى قصائد وسام هاشم الرقيقة التي أدخلتنا إلى عالم ميتافيزيقي خارج روح العصر المادي الحديث، محترقة قصائده بنار الغربة ووهج الحزن والفراق مفعمة بحال الواقع العراقي الذي إكتوى عبر السنوات العجاف بجحيم الحروب ومخاض التحولات

     (مقطع من قصيدة الوعل)

       أنا وسام هاشم

   صديق الفسائل في البرية

   والشحاذين في الشوارع

والجنود في الثكنات الحزينة

في الثانية عشرة من عمري

صفعني أخي لأني لم أقرأ (أدغار ألن بو) كما ينبغي

      ولكن ..

منذ ذلك اليوم تصفعني الحياة

لأني أقرأ (أدغار ألن بو) جيدا ً.

والجدير بالذكر أن أنشطة ً من هذا القبيل تأتي في إطار محاولة لتفعيل عرى التواصل الثقافي بين مثقفي مصر والعراق ضمن عملية تبادل إبداعي ومعرفي وجمالي، ويتوالى تنظيم تلك الفعاليات من خلال الجهود الفردية التي يتبناها المثقفون العراقيون المتواجدون في القاهرة والتي نتمنى أن يتسع نطاقها لتشمل شرائح متنوعة من المثقفين العراقيين سواء من المغتربين أو من الداخل

 

قاسم ماضي - القاهرة

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1269 الاحد 27/12/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم