أقلام حرة

ما بني على باطل فهو باطل .. العراق نموذجا

عندما قامت القوات الانكليزية بتحرير العراق من عبودية ال عثمان وظلامهم وبناء عراق حر ديمقراطي يمنح الانسان كرامته من خلال حرية كلمته واحترام عقله في بداية القرن العشرين قامت قيامة المتخلفين والجهلاء الذين تطبعت عقولهم وقلوبهم بقيم العبودية والظلام وكرههم للحرية والنور فأعلنوا الحرب على الحرية والنور وتمسكوا بالعبودية والظلام بأسم الدين الاخلاق العادات والتقاليد وغيرها من الاكاذيب والحيل التي لا تمت للدين والاخلاق بأي صلة نتيجة  لغباء وجهل بعض رجال الدين وشيوخ عشائر الشيعة وعداء بعضهم لبعض وللشيعة المساكين الذين لا حول لهم ولا قوة فحالوا دون تحقيق احلامهم من انتقالهم من النار الى الجنة من خلال تمرد هؤلاء بحجة الثورة ضد المحتلين واصدارهم الفتاوي التي تعبر عن جهلهم وغبائهم وتخلفهم بل عن كرههم للشيعة وحقدهم عليهم حيث منعوهم من التعليم منعوهم من العمل وهذا يعني كتبوا عليهم الفقر والجهل والذل والعبودية حتى عندما تشكلت اول حكومة عراقية لم يسمح لهم اي للشيعة بمشاركة شيعي واحد وبقي الشيعة لا يسمح لهم بالانضمام الى اي دورة مدرسة عسكرية رغم ان نسبتهم اكثر من 65 بالمائة من سكان العراق حتى 2003 واذا سمح لبعضهم فانهم مجرد عبيد وخدم بل كثير ما يستخدمونه للاعمال المنحطة والسافلة مثل التجسس على اهلهم واقاربهم او للتسلية او للقيام بمجال الدعارة وتجارة المخدرات وحفلات التعري والشذوذ فكان السيد سعدون حمادي رغم ثقافته وحزبيته الكبيرة محل سخرية الجهلة والمتخلفين من ابناء العوجة لان جده اسمه عبد الزهرة في احد الايام رفض الدخول الى احد اجتماعات هؤلاء المتخلفين رعاة البعران الذين حملوا الرتب العسكرية بدون ادنى حق  فقام احد هؤلاء ليقول له اي لسعدون حمادي اخرس عبد الزهرة وارغمه على البقاء

وكان الحقير محمد الزبيدي رغم ان صدام عينه رئيسا للوزراء كان مجرد سمسار للدعارة كان يقيم حفلات الرقص والشراب لبعران ابناء العوجة ويقدم لهم الشراب والعاهرات وهم يردون عليه شكرا سيادة الرئيس ويبتسم ويقول اريد ان اخدم ابناء تكريت  نعم يستخدمون بعض الشيعة لكن لا يثقون بهم مهما كان خضوعهم وسقوطهم الاخلاقي خذ مثلا عدد المنتمين الى حزب البعث في مدينة الثورة لم يعين امين سر شعبة لمدينة الثورة مرة واحدة من ابناء الثورة كما لم يعين محافظ واحد من ابناء السماوة الناصرة البصرة النجف كربلاء في كل تاريخ البعث الصدامي

في فترة 1963  الى 1968 كانت نسبة ضباط الشيعة لا تتجاوز 20 بالمائة في حين نسبة الضباط 70 بالمائة وما تبقى للكرد والمسيحين في حين نسبة الشيعة في العراق اكثر من 65 بالمائة واستمرت مدرسة الاركان مقصورة على السنة فقط

وكان مزاحم الباججي والد عدنان الباججي يدعوا الى طرد الشيعة لان كل شيعي هو فارسي

انا لا أعتب على السنة ولا احملهم ابدا المسئولية وانما أعتب على شيوخ العشائر الشيعية ورجال دين الشيعة وأحملهم المسئولية لانهم جهلة اغبياء فضلوا مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية الحقيرة على قيم الشرف والكرامة وداسوا قيم الدين والاخلاق بأحذيتهم وجعلوا منها وسائل قذرة لخداع الناس وسرقتهم واذلالهم لهذا وقفوا ضد تعليم الشيعة ضد عملهم في الدولة معتقدين ان تعليم هؤلاء وعملهم سيبعدهم عنهم وسيعرفون سلبياتهم ومفاسدهم وبالتالي لا يقبلون ايديهم ولا يحترمونهم فالجهل والفقر هو الذي يجعلهم اكثر خضوعا

فكل ما يحدث من جرائم وفساد وتخريب للعراق والعراقيين يتحملون مسئوليته امام الله وامام الناس  ليت الشعب يشكل لجنة قضائية ويخرجوا اولئك من قبورهم ويحاكمهم على ما اغترفوه من جريمة بحق الشعب والوطن لا يزال الشعب يدفع ثمنها ومستمر في دفع ثمنها لا ادري متى يتوقف

وهكذا بني العراق على باطل فكل ما بني على باطل فهو باطل وها نحن ندفع الثمن من سنة وشيعة وكرد وكل الاطياف في العراق

هل يستمر هذا الاعوجاج في العراق بمرور الزمن يزداد اعوجاجه وبالتالي يزداد خطره شره ومن الطبيعي تبدأ صرخات المظلومين وهذه الصرخات تتحول الى تحدي الى انتفاضة يحاول انصار الاعوجاج واهل الباطل ان يصوروا الامر طائفة ضد طائفة وليس مظلوم ضد ظالم مسروق ضد سارق

وهكذا تحول هذا الاعوجاج من طائفة الى عشيرة الى منطقة الى عائلة الى فرد انها اساليب لتضليل والخداع

وعندما قام المجتمع الدولي بقيادة امريكا بتحرير العراق هدمت كل ما بني على باطل واعادة الحق الى نصابه وأعطت لكل عراقي حقه وقالت له انت حر تخضع للقانون هناك دستور ومؤسسات دستورية

فكل محافظة تختار من يمثلها وحسب نسبة سكانها فكل نائب يمثل مائة الف عراقي اعضاء في البرلمان وهؤلاء يختارون الحكومة ورئيس الجمهورية هم الذين يراقبون الحكومة ويقيلونها اذا عجزت ويحاسبوها اذا قصرت

ولكل محافظة مجلس محافظة يختاره ابناء المحافظة من ابنائها وجلس المحافظة يختار المحافظ

كما لكل حي من احياء اي محافظة مجلس بلدي من قبل ابناء الحي لادارة شؤون الحي الادارية والاجتماعية

طبعا هذا التصرف مرفوض من قبل انصار ودعاة الاعوجاج ومن ساهم في بناء عراق الباطل والاغرب نرى السنة والشيعة يشتركون في هذا الرفض بحجة محاربة الاحتلال وطرد المحتل والحقيقة انهم يحاربون الحق والعدل ويناصرون الباطل والاعوجاج

نعم العراقيون دمروا وزالوا ما بني على باطل ولم يبق له من اثر وبدءوا في بناء الحق والعدل لكن ذلك ليس سهل بل امامكم عثرات وعراقيل وحروب وحشية سيقوم بها انصار ما بني على باطل فهؤلاء ورائهم دول هي نفسها مبنية على الباطل ومسيرة العراق تنتقل اليهم ولهذا فانهم يعملون المستحيل من اجل افشال مسيرتهم

ايها العراقيون تمسكوا بعراق العدل والحق والذي اسس بعد 2003 مهما كانت التضحيات فالنصر لكم الويل لكم اذا عدتم الى العراق الذي يني على باطل فلن تتوقف دمائكم حتى يوم القيامة

 

مهدي المولى

 

 

في المثقف اليوم