أقلام حرة

الحكومة فاشلة.. هل نغيرها ام نساندها ونصلحها؟

نعم ان الحكومة أثبتت فشلها التام والكامل ويجب ان تتغير وتتبدل لكن الظروف صعبة ومحرجة والسبب عدم اتفاق على البديل وعدم الاتفاق على البديل يعني الفوضى لهذا يتطلب مساندة الحكومة واصلاحها

فالحكومة حكومة دستورية امر لا شك به وتغيرها لا يمكن ان يكون الا اذا كان ذلك وفق الدستور اي البرلمان هو الذي خلقها وهو الذي يميتها البرلمان هو الذي اقامها وهو الذي يقيلها كما له الصلاحية بمحاسبتها ومعاقبتها

 لهذا مرفوض اقالة الحكومة بالقوة لا بالمظاهرات ولا بالانقلابات ولا بالثورات المسلحة كما نرفض اقالة الحكومة وفق الموافقات والاتفاقات فانها لا تأتي الا بالاكثر فشلا والاكثر فسادا وهذا ما حدث في تبديل المالكي بالعبادي وكان من قبلها بدلنا الجعفري بالمالكي

والسبب لان نوايا الذين يدعون الى التغيير غير صادقة اي منطلقين من مصالح ومنافع خاصة وذاتية مضادة ومتصادمة مع مصالح ومنافع الشعب العراقي فالذين اختاروا العبادي بدل المالكي لا يعني ان العبادي اكثر نجاحا بل انهم على يقين انه اكثر فشلا واكثر ضعفا حيث وجدوا فيه اي العبادي الوسيلة التي يحققوا بها مصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية لا يستطيعون تحقيقها في حكم المالكي وهكذا تفاقم الفساد والارهاب في كل مكان وفي كل المجالات ومن القمة الى القاعدة

العراق يتعرض الى هجمة ظلامية وحشية خطرة وشديدة الخطورة نعم تعرض العراق في تاريخه الى هجمات وغزوات لكنها لم تكن بهذه الشدة والقسوة انها هجمة لا تريد اي شي سوى ابادة العراقيين وازالة العراق من الوجود

وهذا يتطلب من العراقيين الشرفاء الذين يعتزون بانسانيتهم وعراقيتهم ويفتخرون بها من كل الاطياف والاعراق والتوجهات ان يتوحدوا في مواقفهم وفي رؤيتهم لمواجهة هذه الهجمة الظلامية الوحشية الوهابية الصدامية والتصدي لها بقوة وعزيمة وبنكران ذات وكشف عناصر هذه الجهات ومن يؤيدها ويقف معها قولا او فعلا ومن ورائها ومن يساندها ويمولها ويدعمها في داخل العراق وفي خارجه ومواجهاتها بتحدي بدون خوف او مجاملة بدون لين او تردد  

كما يتطلب من العراقيين الشرفاء رص الصفوف وعدم السماح لاعداء العراق من استغلال اي فرصة اي فجوة اي خطا حتى لو كان غير مقصود لا يزال ابن ملجم وابوموسى الاشعري والاشعث بن قيس ومجموعة الخوارج يعملون ويتحركون باغطية وستارات مختلفة يمكن ان تنطلي على بعض البسطاء من الناس وبالتالي يشتركون في ذبح العراقيين وتدمير العراق من حيث لا يدري

المشكلة ليس في حكومة العبادي ليست في اقالتها او بقائها ففي العراق مجموعة الحكومات حكومة البرزاني وحكومة النجيفي وحكومة الحكيم وحكومة الصدر وكل مسئول حكومة حيث اسس له عشيرة خاصة به وخلق لها اجهزة امنية وعلم خاص بها والغي القانون والسلطة القضائية وحلت محلها الاعراف العشائرية وشيوخ العشائر ولو دققنا في الامر لاتضح لنا ان حكومة العبادي هي اضعف الحكومات

السؤال ما هو السبب الذي يجعل الجميع متفقة على استمرار حكومة العبادي لانها هي التي تحمي كل تلك الحكومات وتمدها بالمال والقوة وتسهل لها عمليات سرقة اموال العراقيين ونشر الفساد

يعني اسقاط حكومة العبادي الآن يعني وضع العراق والعراقيين لقمة سهلة بين انياب الكلاب المسعورة الوهابية والصدامية فهذه الدعوة هي دعوة المجموعات الوهابية والصدامية واسيادهم ال سعود وصرخات الابواق المأجورة فضائية الخشلوك الضاري البزاز الخنجر وغيرها الكثير الكثير

فالذي يريد الخير للعراق والعراقيين ان يتحرك بقوة لاسقاط حكومات البرزاني والنجيفي والصدر والحكيم وغيرها من الحكومات والوقوف مع حكومة العبادي اي المساهمة في اصلاحها وتقويتها وفرض قراراتها وتنفيذها وازالة كل من يعرقل مسيرتها ولم ينفذ قرارتها اي كان ومهما كان ونجعل منها حكومة عراقية لكل العراق موضع احترام وتقدير كل العراقيين بكل اطيافهم واعراقهم واديانهم

اي يتفق كل الاطراف السياسية العراقية المتنفذة وغير المتنفذة على خطة واحدة وبرنامج واحد والسعي بجد وصدق ونكران ذات لتنفيذ وتطبيق هذا البرنامج وهذه الخطة بعد التخلي عن المصالح والمنافع الشخصية والفئوية

 

مهدي المولى

 

في المثقف اليوم