أقلام حرة

التدين

akeel alabodليس التدين معناه ان تجلب الإيمان من الخارج الى الداخل، او ان تقرا بعض الفتاوى، اوالاحاديث اوالنصوص لكي تكون متدينا،  انما معناه ان تنتمي الى ذاتك الوقور، اي الى حسك وعقلك، الى حقيقتك الوجدانية، الى قلبك الذي ينبض بالمحبة، الى روحك التي تراها دوما تتطلع الى ذلك الامتداد،  لكي تعطي شيئا ما.

الامام علي يقول "اللهم ما عبدتك خوفا من نارك، ولا طمعا في جنتك، لكني وجدتك اهلًا للعبادة فعبدتك"

لقد ادرك عليه السلام، جوهر الله، حقيقته الخالقية، من خلال تلك الخصائص التي ارتبطت بصفاته؛ اسمه الأعظم، هذا الذي يحمل بين مدياته أسماءه الحسنى، فهو السلام، المؤمن، الغفّار، الرحمن، الرحيم، العالم، العدل، الحكيم، الودود، الكريم،  وهكذا اذ ليس بين صفاته الا ما يشار به الى الرفعة والكمال، والعظمة.

فمن وجد نفسه انه ينتمي الى هذه المسميات، يشعر ان هنالك طاقة يستمدها، قوة يستنار بها، تلك هي لغة الخالقية التي مدارها ذلك العرش الذي يحمل اسمه العظيم الأعظم.

إذن التدين ليس بقيد بلحاظ القيد، كما يظنه البعض، انما هو قيد بلحاظ القدرة والقابلية،  كونه يمثل أقصى حالات الارتباط مع الضمير والوجدان، أقصى حالات الانضباط للوصول الى الرقي والعلو والعظمة، التي تختلف درجاتها بحسب قابلية النفس الانسانية على التحمل ومواجهة شرورها الآتية من الخارج.

 

عقيل العبود      

 

في المثقف اليوم