أقلام حرة

الوجه القبيح للفيس بوك

akeel alabodتمهيد: الفيس بوك هل حقق لنا الان تقدما علميا في باب الاختراعات مثلا، اوتطورا اجتماعيا، هل خلق لنا عقلاً وثقافة نوعية، ام ماذا؟

احيانا وانا أفكر بمعنى الفيس بوك، تراني احاول، او أسعى ان استقريء شيئا ما، ربما يساعدني لان اضيف رأيا، اوفكرة جديدة، لعلها يتم إضافتها الى خزينة العقل، هذا الذي خلقه الله، ليستوعب معنى حقيقته الكونية، من خلال ارتباطه بعلوم الكواكب، والفيزياء، والمحيطات، والجغرافية، كما باقي العلوم الاخرى.

هو صفحات كتاب، يمكن ان تؤرشف موضوعاته بطريقة تخدم مصالح الناس، لما فيه الخير والصلاح والعمل الطيب.

باعتباره اي الفيس، يكون واسطة للعلاقات الاجتماعية، طبعا الناضجة، وليس المبنية على اساس الفهم الساذج، لو تم استخدامه بطريقة صحيحة.

فعندما تكون الكلمات مهذبة مثلا، اقصد على شاكلة رسائل الطيبين الذين اضطرتهم ظروف الهجرة لان يواصلوا علاقاتهم القديمة، باعتبارها محطة لذكريات بين أحبة وأصدقاء ورفاق درب ايام زمان، يكون الفيس بوك حتما خير واسطة لذلك.

كونه يساعد على بناء جسور يتنفس الماضي فيها بعض ما تبقى من حكايات الغربة والهجرة، حيث مصادفات الأزمنة المتقاطعة، وسنين الاغتراب والحنين الى الوطن.

هي نعمة لا يمكن تجاهلها، رغم اني لا أحب التعاطي تماماً معها، وذلك لسببين:

 الاول، انتشار وسائل الفايبر، والوتسب، ومواقع النشر، ما يسهل عملية التواصل مع الأهل والأصدقاء، ومن بينهم أولئك الذين جمعتنا معهم محطات الارصفة السبعينية، وما قبلها وما بعدها.

والثاني، ان الفيس يستنفذ الوقت،  فالزمن يعكس بين طياته معدل سعي الانسان وقدره، وطاقته، ودوره في الحياة، ما يذكرني بقول الامام علي(ع)، قيمة كل امريء بقدر ما يحسنه، وهذا ما يجعلني اكثر صراعا مع ذلك.

خلاصة الكلام ان الفيس بوك، هذا الذي يشغله المراهقون من كبار السن، وصغاره من النساء، والرجال، لم يعد لغرض تبادل رسائل الشوق بين الأحبة على نمط ما يجب ان يكون، ولم يعد يتم استخدامه لأغراض تداول  المعلومات العلمية، اوالاكتشافات الطبية كما نتمنى.

 انما اتباع هذا الصنف من الناس لم تعد لديهم طرق اخرى للتواصل غير هذا النمط من المجاملات التي أُبيح بموجب أكثرها، تجاوز خطوط العرف الاجتماعي، والاخلاقي، ما ال الى انصراف هذا النوع من المستخدمين كليا الى ذلك.

 حتى بحسب شهود، تسمع ان ان رجالا تَرَكُوا زوجاتهم وبناتهم وعوائلهم، بل وحتى مسؤولياتهم، لكي لا تفوتهم لحظة واحدة من لحظات ما يسمى "بالتواصل الاجتماعي" مع معجبة هنا، واُخرى هناك، ذلك بعد ان بات هذا الذي يسمى تواصل، أشبه بلعبة قمار، اونوع من انواع المخدرات التي تقود بصاحبها الى الإدمان.

وما يهمني  من كتابة هذا الموضوع الذي تناوله قبلي الكثير، هو تحذير ممن لم يشملهم هذا النوع من الإدمان من الشباب، والكبار، من السقوط تحت أذرع هذا الأخطبوط الذي أنتجته عبقريات المصالح الخاصة بالتكنولوجيا الحديثة بغية مارب لا يدركها الكثير.

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم