أقلام حرة

مراكز الدراسات والبحوث العراقية الى الوراء در

ismaiel albdairiلمراكز الدراسات والبحوث دور مهم وكبير لدى اغلب دول العالم المتقدم في مجال البحث العلمي ورسم السياسات وتقديم المشورة لصناع القرار لاتخاذ القرار المناسب في الزمان والمكان المناسبين مما دفع الى ان تقوم الدول بالاستثمار في المجال التعليمي وفي مجال تقديم الدراسات والبحوث لانتاج علماء في مختلف الاختصاصات تؤدي الى بناء اقتصادي وسياسي متين من خلال ميزانيات كبيرة تخصص لهذا الغرض الحيوي والمهم خاصة ونحن في هذا العصر الملئ بالعصف السياسي والاقتصادي والامني.

تتصدر الولايات المتحدة اللائحة في اعتمادها بشكل كبير على مراكزالدراسات والبحوث وتشكل كارتلا اعلاميا يوجه ويمثل السياسة الامريكية و كذلك الدول الغربية وحتى اسرائيل بينما تراوح دول الشرق الاوسط في مكانها بالاعتماد على مراكز الدراسات والبحوث وهنا لابد من الاشارة الى تطور الدور الايراني في هذا المجال لامتلاكه مراكز مهمة يشار اليها لرسم السياسات الايرانية.

لمناقشة دور مراكزالدراسات والبحوث في العراق لابد لنا ان نبين ماتتميز به المراكز الدولية المهمة والتي يعتمد عليها في رسم السياسات واتخاذ القرارات المهمة على جميع المستويات كوضوح الهدف والمهمة في الجوانب التي يقدم خدماته اليها سياسية او اقتصادية او عسكرية او اي من الجوانب الاخرى بالاضافة الى تقديم الدراسات المستقبلية وكذلك ان اعضاء المراكز من الاكاديميين والعاملين في نفس المجال من ذوي التخصص والخبرة الكبيرة وتتميز المراكز الدولية باقامة الاستفتاءات الدورية والمؤتمرات للدراسة والتخطيط  وكذلك  اقامة الدورات التدريبية وورش العمل.

ان مراكز الدراسات والبحوث العراقية وان كانت تحمل بعض من هذه الخصائص ولكنها لاتؤدي المراد على الشكل المطلوب منها ولاسباب عديدة منها مالية وسياسية وامنية و السبب الاكثر اهمية هو الجانب الاداري فيمكن اعتبار ادارات بعض المراكز غير جديرة بادارتها من عدة جوانب يمكن ذكرها على سبيل المثال لا الحصر التوجهات السياسية او الطائفية او القومية فعندما يكون واجب رئيس المركز البحثي هو التسويق لسياسي معين او كتلة بعينها، افتقر هذا المركز لصفة مهمة يجب ان يتميز بها وهي الحيادية وخدمة الصالح العام وليس الاشخاص ليتخذ  دور محلل سياسي او خبيرا بالشؤون السياسية لايهمه سوى الظهور الاعلامي والدخول في مهاترات اعلامية لايجنى منها سوى زيادة التوتر وحدة الانقسام الطائفي والقومي والامثلة كثيرة

 ان مراكزنا البحثية فشلت فشلا ذريعا في مجال عملها ولم تؤثر على صانع القرار في العراق بل تاثرت به واصبح هو من يحركها لمنافع خاصة وعندما يذكر اي اسم من اسماء تلك المراكز يعرف توجهها مباشرة، ومن خلال مايمر به العراق من ظروف سياسية واقتصادية وامنية يحتاج لرسم سياسته الخارجية والاقتصادية وعلاقاته الدولية اوعلاقاته مع المنظمات الدولية يتوجب على الحكومة العراقية بناء مراكز دراسات وبحوث علمية غير مسيسة تؤدي خدماتها لصالح الحالة العراقية لمختلف المجالات واشراك العلماء العراقيين في الداخل والخارج لان العراق يمتلك من الخبراء والعقول بما يشكل بناءً قويا لتقديم الدراسات والبحوث من الاكاديميين والمهنيين اي ممن يمتلكون الخبرة العملية في مجال عملهم ولاضير من الاعتماد على الخبرات العالمية في تاسيس تلك المراكز واقامة شبكة اتصالات معها والتركيز على برنامج تبادل الخبرات والتوامة بين تلك المراكز.

 

القانوني: اسماعيل البديري

دبلن

     

في المثقف اليوم