أقلام حرة

الوضع السياسي وإنفلونزا الكراسي!!

nabil ahmadalamirدعوة لكل المراجع الكرام .. دعوة لكل من إحتضن السياسيين قبل أن ينزعوا أقنعتهم ويظهروا على حقيقتهم .. دعوة لمراجعة كل المواقف . .

دعوة لإصدار فتوة مشتركة لكل المراجع العظام بعدم تجديد البيعة للسياسيين بالعراق بالإنتخابات القادمة، وإجبارهم وإحراجهم وإخراجهم على التقاعد وتسليم القيادات لوجوه جديدة أثبتت الاحداث وطني تهم (بعلم الله)، لتجديد الدماء عسى أن نتخلص من خارطة الطريق السياسية التي رسمها المحتل البغيض والتي ضيَّعَت العراق وأهله .

فالعراق لن يموت إذا تقاعد السياسيون بعد ماسبّبوه من فوضى ومتاهة . ولن يموت إذا وصل للمناصب وجوه جديدة يتمحص الشارع بإختيارهم .

فليس العراق ملكا لفلان وجماعته، ولا لعلاّن وبطانته، ولا ضيعة ًمجهولة المالك يلعب بها البرزاني وعائلته، ولم يكن  ملكاً ضاعَ سَنَدَهُ في الوقف الشيعي، ولا وقفا تائهاً من أوقاف السُنّة . .

ولا فضل لملوك الطوائف (اليوم) على شعبه وأرضه ومياهه مهما تكاثرت أعدادهم وتَشَعّبَتْ أطماعهم، فهو وحده المهد الذي وُلِدَتْ فيه السلالات البشرية، وهو الذي كان له الفضل الأكبر على العالم منذ العصور الغابرة وحتى زمن التقلبات السياسية المعاصرة، وبقى العراق أقوم البلدان قبلة، وأعذبها دجلة، وأقدمها تفصيلا وجملة .

لكنه وللأسف الشديد يمر هذه الأيام بما مرت به الأندلس على يد ملوك الطوائف، الذين انعدمت ثقة الشعب بهم على الرغم من محاولات البعض لإخفاء أمرهم وتجميل صورتهم .

فلقد بلغ الابتذال السياسي فيه مبلغاً عظيماً، ضاعت فيه القيم والمبادئ، وغاب فيه ذكر الوطن والمواطنة، ولبست الوجوه فيه الأقنعة، وتصاعدت نبرة الدعوة لتقديس الأفراد وتمجيد الأشخاص على حساب الملايين المغيبة، وعلى حساب المصالح الوطنية المشتركة، وتجاوزت الحماقات السياسية فيه اليوم كل الخطوط الحمراء، حتى وصل الطيش إلى مستوى المجازفة بالعراق والتضحية بمستقبله ومستقبل أبناءه، مقابل الرهان على بقاء (هُبَلْ)، أو تألق قائمة أو كتلة او حركة أو إئتلاف (هُبَلْ)  في ظل الديمقراطية الفوضوية المتعثرة التي نعيشها، والتي صار فيها العراق أشبه بسفينة تائهة بلا شراع تتقاذفها الأمواج، وتوشك على الغرق في بحار لا قرار لها .

فربابنة هذه السفينة يتصرفون اليوم وكأنهم لا يعترفون بمفهوم المسارات الوطنية الصحيحة، ولا يهمهم الاستجابة لنداء الوطن والمواطن لإنقاذه من المصير المجهول وحمايته من شظايا التدمير الشامل ، فأثبتوا بفعلهم هذا للقاصي والداني تمسكهم بمواقفهم السطحية التافهة، ودفاعهم المستميت عن مصالحهم الذاتية المحدودة، وتعنّتهم في ترويج رغباتهم الآنية ومصالحهم الشخصية، في الوقت الذي تغيرت فيه لغة الخطاب الطائفي التحريضي نحو تفعيل الأفكار الساعية لتخريب العراق وتفكيك مُدنه، وتقسيم شعبه وبعثرة ثرواته، وبات واضحا إن العقلية القروية السطحية والدكتاتورية المعشعشة في عقول الربابنة، هي التي تقود سفينة العراق إلى مركز الإعصار المرتقب لكي تحطمه فوق صخور الشتات .

وبات واضحا أيضا إن معظم الأطراف المتورطة في الصراع المتفجر خلف جدران العملية السياسية وفي غرفه المظلمة، ترى بأن السلطة قد خُلِقَتْ لها، ولوحدها ، وترى إن لها الحق منفردة في رسم السياسة العامة للوطن، وإنها هي الأفضل والأكفأ والأقوى والأصلح والأنزه والأشرف دائماً، وغيرها لا يفهم ولا يصلح ولا . . ولا . . حتى أخذتها العزة بالإثم وأصبحت هي آلهة الزمان التي لاتُخطأ، فرفضت نداء العقل والمنطق بعد أن رفضت نداء الدين والواجب والوطن، فدخل العراق في دوامة جديدة أعنف وأبشع وأعمق من سابقاتها، وستقف القوى المحرضة على التل كعادتها لتتفرج ولتوجه أصابع الاتهام إلى الشعب المسكين والمتهم دائماً بسوء إختياره، والذي غرقت سفينته في برك المهاترات واغتالته خناجر المراهقة السياسية وخذلته الوجوه الزئبقية المراوغة .

والله من وراء القصد .

  

د. نبيل أحمد الامير

 

في المثقف اليوم