أقلام حرة

القيمة

akeel alabodقيمة الشيء مقدار وجوده، والمقدار معناه، الحقيقة الفعلية للموجود، والموجود، هو الكائن الذي يعيش في الوجود. وعمل الكائن يعني نتاج الفعل، الذي يقوم به الموجود؛ فلو اردت ان تبني بيتا مثلا، تأتيك الفكرة بفعل حاجتك الى بناء البيت، هذه الفكرة لها علاقة بنسبة ارتباطك بهذه الحاجة، ونسبة الارتباط هذه، هي الحافز الذي يقودك لتحقيق حاجتك،

ولكن بقي عليك ان تاتي بجميع المفردات، او المكونات اللازمة لإنجاز ما تسعى اليه؛ ويوم يتحقق لك ما تريد، ستشعر انك قد نجحت، هذا النجاح معناه انتقال الصورة غير الملموسة، اي الذهنية الى الصورة واقعية.

وعليه تكون القيمة الحقيقة للصورة، ليس بعنوان وجودها العقلي، انما بعنوان تحققها الواقعي على الارض.

لذلك قيمة الانسان هو الفعل، وقد تكون القيمة مادية، أوغير مادية، بمعنى ان تحقق السعي قد يكون ملموسا، أوغير ملموس، فقيمة الثوب الذي يخيطه الخياط تعتبر مادية، مثلها مثل بناء بيت، او صناعة منضدة، او ثلاجة، او مدفأة وهكذا.

بينما القيمة التي يقدمها المعلم للتلاميذ تعد قيمة روحية وعقلية، بها يتم تقديم المعلومات، والأفكار التي بموجبها يصبح الطالب مختصا في علم الفيزياء والطب، والكيمياء وهكذا.

واصل القيمة المادية، اوأساسها هي اللامادة، واللامادة، هي الشعور، والشعور مساوق للوعي، لا يتقدم عليه، بل يرتبط معه بنسبة، قد تكون متوافقة اومتخالفة.

 فالطالب الذي لا يشعر بالرضا،اولا يتفاعل مع معلمه، تراه يبحث عن معلم اخر، والشخص الذي لا يحب الضجيج، تراه يبحث عن بناء بيته مثلا في مكان بلا ضجيج؛ اي بدلا عن اختيار المكان المزدحم  تراه يبحث عن مكان اخر، يتوفر فيه الهدوء كالقرية مثلا.

وبناء عليه، فان القيمة ليس بالضرورة قدرة الانسان على انتاج شيء، بل طبيعة الانسان ونظام مشاعره الحسي، والنفسي، والذي يعكس طبيعة شخصيته  واختياراته، وطريقة، أونظام ارتباطه مع الواقع.

 إذن القيمة تساوي طبيعة الانسان، وقابليته اوامكانيته العملية للفعل؛ وهذا يساوي الفعل، او النشاط العملي، مضافا الى الطبيعة الحسية، او التركيبة النفسية للإنسان، كنموذج لهذا المعنى. 

 

عقيل العبود

 

في المثقف اليوم