أقلام حرة

إحسان رمضاني مغموس بنكهة الانتخابات!

hamid taoulostالبذل والعطاء لذة لا يدركها الا أصاحب النفوس الطيبة الصادقه المحبة للخير النابع من صميم الوجدان، الذين لا هم لهم إلا أن أن يروا الناس جميعهم في أفضل حال وأحسنه، ولا قصد لهم إلا رفع المعاناة عن المعذبين، ولا غاية لديهم سوى تمكين المحرومين من العيش في أمن وآمان، لأن فعل الخير صفة إنسانية تعودوا عليها فتجذرت فيهم، ولا شيء يمنعهم  من القيام بها تقربا لله، وارضاء لنوازع نفوسهم الطيبة، خلافا لمن اعتاد المشتغلين بالسياسة منا - مع قدوم كل شهر رمضان، وحلول الانتخابات، والمناسبات الملائمة لتحقيق المآربهم  الشخصية والرغبات الذاتية - على لعب دور المُحسنين الكرماء، الرحماء بالفقراء، المعينين للمُحتاجين، لإتستدراج بسطائهم، بما يقدمونه لهم من طعام و كساء وهدايا، كقابل تمجيد عملهم الخيري  أولا، وسرقة الأصوات الانتخابية، ثانية، بما يثقنون من فنون الاحتيال والنصب و تقنية الإيقاع المتطورة، لاستغلال أحوال المواطنين المهمشين الأشد إحتياجاً، من الأرامل وأصحاب الإعاقات، والأيتام، والمسنين، القاصر أغلبهم عن التفكير أو التساؤل عن الغرض الحقيقي وراء ذلك الكرم الحاتمي خلال هذه الفترة الخاصة، وفي هذا التوقيت بالذات، وهل هو حقاً عمل خيري للتقرب إلى لله تعالى، ومحبةً في تقديم المعونة للفقراء؟ أم أن وراءه ما وراءه من الأغراض السياسوية، التي لا مكان "لأعمال الخير الصادقة"  في ركحها، حيث تتضارب المصالح، وتسيطر الذاتية، وتغدو خدمة النفس هي الأسمى،  والمصلحة العامة هي الأدنى، والتي لا يهم فيها من الضحية؟ ولا على حساب من تبني النجاحات؟ كل ما يهم هو تحقيق الأهداف الحزبية  والغايات الأيديولوجية، حتى غير مشروع منها، وعلى حساب المصلحة العامة. 

فلو كانت حقا أعمالهم  خالصة لله وفي الله، ولا يشوبها  نفاق أو رياء، كما يروج أصحابها،  فلماذا كل هذه البهرجة وذاك التباهى على رؤوس الأشهاد، ولماذا يُتعمد فيها نقل كل التفاصيل على صفحات الجرائد وشاشة التلفزات ؟ أليس من الأجدر أن تقدم  في سرية تامة  وكتمان كاملين، امتثالا لقوله تعالى‏:‏ "وإن تحفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم" ‏‏‏، وذلك تفاديا لإحراج الفقراء وتجنبا لإشعارهم بالدونية، حتى تطابقة لتعالم الدين الحنيف وتحضى وبالقبول عند الله .

 

حميد طولست

 

في المثقف اليوم