أقلام حرة

حينما يكون التطرف مُكتسباً

bahaa albasriفي رحلة البحث عن المستقبل لم يكن لدينا أدنى تصور أو فكرة بأن يصل بنا الحال إلى ما هو عليه الآن من فوضى عارمة في الكثير من دول العالم، ولا سيّما في الدول العربية.

كانت طفولتنا بسيطة إلى أبعد حدود، فلا يوجد من يُلهي أفكارنا من خلال عوامل لها تأثير مباشر على فكر الإنسان كقنوات التلفاز الحالية. ولم يكن هناك هاتف رقمي نعرف من خلاله، وبكبسة زر، ماذا يحصل في أي بقعة على هذه الأرض.

إن نشأة التطرف في العالم العربي والعالم أجمع، هي مكتسبة من خلال عدة تأثيرات ربما تكون نفسية أو عاطفية في أغلب الأحيان، لكن تأثير المحيط له دور رئيس باكتساب مفاهيم مغلوطة ومبهمة.

حال الشباب اليوم يمكن وصفه وببساطة: بالبائس والمُتعثر ومنتهي الصلاحية. وأنا أنظر بدهشة لأولئك الذين كانوا يوماً ما يعيشون في بلدان هي الأكثر انفتاحاً وصخباً في العالم. فلا توجد لدي أدنى فكرة عن التحولات الدراماتيكية التي مروا بها، وأنا أشاهد على سبيل المثال مغني راب أستراليا ينتمي إلى تنظيم داعش، أو لاعباً رياضياً يعلن مبايعته للتنظيم أو ما شابه ذلك.

خلاصة حديثي يكمن في كيفية الولوج في عقلية الشاب العربي وتخليصه من هذا الفكر الضال، الذي ينهك المجتمع، من خلال طرح عدة تساؤلات حول ما يجنيه عند تبنيه أفكاراً تدمر المجتمع وتقوده إلى طريق الموت الحتمي.

فلو أدركنا عقلية الشباب العربي في الوقت الحاضر فسوف يكون المستقبل أكثر إشراقاً وتطوراً.

ولو نظرنا إلى التاريخ لوجدناه مليئاً بالحركات المتطرفة كالنازية والفاشية إضافة إلى حملات التكفير الإسلامية وصولاً إلى التفرقة بين ذوي البشرة البيضاء والسوداء.

فمن تجربة شخصية قبل مغادرتي مدينة الموصل، بعد دخول تنظيم داعش الإرهابي لها، فلقد عايشت وشاهدت كيف يكون التطرف وازدواجية الفكر، وجدت أنه لا يوجد منطقٌ في هذه الأفكار لأن عقول أولئك المنتمين لهذا التنظيم خاوية إلى أبعد حدود، ولا يحملون في افكارهم سوى العاطفة الكاذبة والغيرة الخاطئة على دينهم، واعتقادهم الخاطئ بأنهم يدافعون عن الإسلام وأنا أرى العكس تماماً.

ماذا بقي للقول؟ حينما يكون التطرف مكتسباً فطريقة معالجته هي بسيطة نوعاً ما. فمثلما قادت العاطفة إلى تغلغل هذه الأفكار في عقول الشباب فإننا نستطيع محاربة هذا التطرف ومجابهته بأفكار مضادة تحتوي عقليته المتطرفة، ويكون مبدأ التعايش والسلام عنواناً لتلك الأفكار.

 

بهاء البصري

 

في المثقف اليوم