تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

أقلام حرة

أيام ما بعد داعش...!

قبل أيام أطلقت المحكمة الاتحادية صافرتها، وأعلنت حالة التعادل، وإلغاء الجلستين، لكن التعادل يعني خروج "المصلحين" من المنافسة أمام الغالبية التي تحكم مجلس النواب، ليعرف الشارع بان الإصلاح لا يأتي من خلال الفوضى، زامنها عودة الفلوجة لحضن الوطن، وظهور جيش منظم، استطاع اقتحام أماكن وصفتها الإدارة الأمريكية "بالعصية".

الفوضى التي أريد لها أن تكون، ذهبت مع الريح، ولم تنجح في مناطق الجنوب فضلا عن بغداد، وقد تكون صور العلماء وصورة الشهيد أبو حميد الكعبي التي مُزِقتْ، هي من وضعت حدا لأحلام الفوضويين، وأرجعت للبعض عقولهم، التي التهمتها حماسة الجماهير الجارفة.

لم يكن ذلك الفعل إلا تنكيلا بمتطوعي الحشد، الذين حموا الأرض وبعض العرض، بعد أن سلمت مع عدة الجيش وعتاده، على طبق من ذهب لزمرة داعش، فهل كان ذلك التنكيل من ضمن مخطط المصلحين، أم هو الإفساد بعينه؟

تمزقت وحدة المصلحين كما تمزقت "ورقة" صورة الشهيد، فوقف السيد المالكي بين مصلحيه ومناوئيهم، وهدد الصدر بالعودة إلى جبهة الإصلاح التي يقودها المالكي، إذا لم تقدم الحكومة استقالتها، وهو بذلك كمن يحتمي بالرمضاء من النار، وبانت معالم تحالفات جديدة، بدأها السيد عمار الحكيم بإعلان التحالف العابر للطائفية، كما بدت بوادر الموت الرحيم للتحالف الوطني الذي توفي سريرياً بعد وفاة زعيمه القوي السيد عبد العزيز الحكيم.

فتوى السيد السيستاني ومتطوعو الحشد الشعبي، أنقذا العراق من احتلال "داعش" لمنطقة قد تمتد من البحر المتوسط إلى الخليج، لذلك لا يمكن لأحد أن ينكر أهمية الحشد ومساندته للقوات الضاربة (قوات مكافحة الإرهاب، والفرقة الذهبية والشرطة الاتحادية)، في عمليات تحرير الفلوجة الأخيرة.

تحرير الموصل أيضا قد يبدو عصيا، بدون متطوعي الحشد الشعبي، لكن السؤال الذي يؤرق بعض قادة الحشد الشعبي، وجميع المبغضين له، هل سيستمر وجوده بعد تحرير كامل تراب الوطن؟ علماً أن البعض يريد التخلص منه لأسباب طائفية، لكن البعض الآخر استمرار وجوده، لمكاسب قد تكون سياسية بحتة.

كل ما تقدم يدعونا لوضع خارطة واضحة  لتحالفات ما بعد داعش، والتي يفترض أن تكون من أطياف مختلفة، مبنية على أساس الثقة المتبادلة، فمن يستطيع أن يجمع أشلاء المصلحين ويعيدهم كقوة برلمانية معارضة تطمح لكسب الكتلة الأكبر في البرلمان القادم؟ وبالمقابل من يستطيع أن يجمع شتات التحالف الوطني، ويعبر به إلى الفضاء الوطني، ليكون تحالف جديد عابر للطائفية، يمكنه الاحتفاظ برئاسة مجلس الوزراء؟.هذا ما تخبئه لنا الأيام القادمة، أو أيام ما بعد داعش.

 

باقر العراقي

 

 

في المثقف اليوم