أقلام حرة

كارثة العشرين غباء وجهل لا زلنا ندفع الثمن

ما سميت بثورة العشرين بالحقيقة كانت جريمة كبرى وخيانة عظمى بحق العراقيين وخاصة الشيعة الذين يمثلون العراق والعراقيين فكل ما اصابهم وما يصيبهم من اذلال واحتقار من نكبات وويلات من ذبح وتدمير وتخلف منذ ان بدأت هذه الكارثة وحتى الآن وسيستمر الى مدة لا اعرف متى تنتهي كان نتيجة لتلك الكارثة التي قام بها مجموعة من الجهلاء والمتخلفين بل اللصوص والفاسدين لا يهمهم من الامر سوى نفوذهم ومصالحهم الخاصة ومنافعهم الذاتية حيث استغلوا فقر وجهل الجماهير ودفعوهم الى نار جهنم من حيث لا يدرون نسأل اولئك الذين يحتفلون بهذا العار والذل والذين يتمنون اعادة نتائج تلك الجريمة الآن بعد قرن من تلك الجريمة البشعة بحق العراق والعراقيين لماذا ثاروا ربما يأتي الجواب السخيف انهم ثاروا ضد المحتل وهل كنتم احرار في زمن ال عثمان وهل كان الشيعة ينظر اليهم كبشر وهل كان ال عثمان يتعاملون معهم اي الشيعة كمواطنين لا والله كانوا ينظرون اليهم كحيوانات بل دون الحيوانات منزلة فالانكليز مهما كانوا ينظرون الى العراقيين الى الشيعة كمواطنين كبشر ويتعاملون معهم وفق ذلك فكانوا يرون في الشيعة العراق العراقيين وبدونهم لا عراق ولا عراقيين والغريب في امر هؤلاء الاغبياء الجهلاء الثيران لا خطة لديهم ولا برنامج ولا يريدون شي لو كان هؤلاء يملكون عقول يملكون دين كان المفروض ان يتقدموا الى الانكليز بمطالب واضحة متفق عليها مسبقا ويضغطوا على الانكليز من اجل تنفيذها وتكون زمام المبادرة بيدهم ويكونوا القوة الآمرة الناهية بحكم انهم اكثرية الشعب العراقي وانهم قادة الثورة ورجالها لكنهم اثبتوا انهم لا شي ولا قيمة لهم ولا اهمية بل مجرد ثيران غبية انهم لم يطلبوا شي ولم يغيروا اي شي بل فرضوا الذل والاهانة على الشيعة وجعلوا منهم مواطنين من الدرجة الرابعة حتى عندما تشكلت اول حكومة رفضوا السماح لاي شيعي ان يدخل الحكومة لكن تدخل الانكليز فوافقوا على تعيين شيعي واحد في تشكيلة اول حكومة رغم ان الشيعة في العراق يمثلون ثلاثة ارباع سكان العراق

بربكم هل هناك جهل وغباء بمثل جهل وغباء هؤلاء الثيران من طاح حظهم وحظ كل من يحتفل بهم

وهكذا بني العراق على باطل وقديما قيل كل ما بني على باطل فهو باطل ومن ذلك الوقت والشيعة فئة محتقرة مذلة رغم انهم يمثلون اكثرية الشعب العراقي فكان محرم عليهم قيادة الاجهزة الامنية العسكرية والقيادات المدنية مشكوك في ولائهم في عراقيتهم مطعون في شرفهم وكرامتهم واذا سمحوا لبعض الشيعة فهؤلاء لا يملكون شرف ولا كرامة سوى خدم وعبيد لصدام وزمرته

وعندما حاول العراقيون بعد 2003 وبقيادة المرجعية الحكيمة مرجعية الامام السيستاني اعادة بنائه على اساس الحق والعدل اي تغيير ما بنته كارثة العشرين والجهلاء والاغباء الذين قاموا بها وعاد العراق الى اي اهله و اصبح العراقيون جميعا متساوون في الحقوق والواجبات وحرية الرأي والعقيدة اي اصبح القانون هو الذي يحكم اي الشعب الذي يحكم فثارت ثائرة اعداء العراق واتهموا العراقيين بالكفر ودعوا الى ذبحهم على الطريقة الوهابية فالشيعة فرس كما كان يقول مزاحم الباججي والفارسي يجب ان يطرد من العراق كيف نسمح له ان يحكم ان يدخل الكليات العسكرية والامنية وغيرها ذلك امر مرفوض

فشعر ال سعود بالخطر وقرروا اعلان الحرب فدعوا كلابهم الوهابية فاصدرت الفتاوي التي تبيح ذبح الشيعة ونهب اموالهم واسر نسائهم واصبح ذبح الشيعي ونهب ماله الوسيلة الوحيدة التي تقرب الانسان الى ربه وتدخله الجنة بغير حساب وبدأ عملية ذبح العراقيين على يد المجموعات الارهابية الوهابية والصدامية بدعم وتمويل من قبل ال سعود

فوجود الشيعة يعني وجود شي اسمه عراق وعراقيين

ووجود الشيعة يعني وجود العرا ق والعرب

ووجود الشيعة يعني وجود العراق والاسلام

لهذا نرى اعداء العراق منذ اقدم الازمنة كان هدفهم القضاء على الشيعة لانهم يعلمون ان القضاء على الشيعة يعني القضاء على العراقيين والعرب والمسلمين القضاء على الحضارة والعلم يعني القضاء على العقل فكل الحركات الفكرية والسياسية وانتفاضات التغيير والتجديد كانت شيعية وكل اهل العقل والعلم والتجديد واصحاب العقول النيرة من فلاسفة ومفكرين ومجددين كانوا من الشيعة

المعروف ان التشيع حركة سياسية اسلامية نشأت بعد ان اختطف الاسلام على يد الفئة الباغية فكان شعارها اعادة الاسلام الى اهله واقامة العدل وازالة الظلم والدعوة الى احترام العقل والركون اليه

لهذا نرى احفاد اولئك الجهلاء الاغبياء وسماسرتهم لا يعجبهم التغيير الذي حدث بعد 2003 لانه خيب احلامهم وآمالهم لهذا مجدوا وعظموا لعبة العشرين ودفعوهم الى اعادة تلك اللعبة الغبية لانها تبعد الشيعة عن الحكم واستمرار اذلال الشيعة وقهرهم والطعن في شرفهم وعرضهم ونسبهم وفي نفس الوقت تبقى الطائفة الشيعية التي نسبة عددها اكثر من 65 بالمائة من سكان العراق مواطنين من الدرجة الرابعة العاشرة حسب مزاج الاعراب الضاري والباججي وغيرهم

لكن نقول هيهات خدعنا مرة لم ولن ننخدع مرة ثانية

نعم صمودنا له ثمن وثمن باهض وكبير لكننا نشعر بالفخر والاعتزاز كنا نذبح ونحن عبيد الان نذبح ونحن احرار

 

مهدي المولى

 

 

في المثقف اليوم