أقلام حرة

الى ارواح شهداء الكرادة .. أشجار الحياة ازرعها

akeel alabodعزاء احمله، وثوب الحزن أرتديه، رسائل عاشق تحتويها حقيبة محبتي الى الحبيبة بغداد!

الكرادة منطقة بحدائقها كما اعتادت، عروس تلبس الافراح فيها تاج أنوثتها، يرتع الوافدون فيها بلا انقطاع .. رمضان أيامه الاخيرة لم تنته بعد، وموعدي مع التسوق ما زال قائما.

مع الأصدقاء اتفقنا سوية، نشتري سلال الورد وملابس الاحتفاء بعيد الفطر...خطيبتي كعادتها تنصت كانت الى الموسيقى.. ذلك الفستان، هذا العالقة الوانه الان ما زالت، عند أطراف زاوية يطل زجاجها على تلك الحدائق، بقي في ذاكرتي.

ها هي أصابعها تلوح بها، تمد يدها، تعانقني بمحبة تفوق في رومانسيتها، ذلك الالق الذي يحمله بين انفاسه عطر الصباح.

رائحة الياسمين، الجوري، والرازقي رحيق يشاركنا فرحة الشمس..مشينا سوية، الزحام ما زال، ضحكات تطير أفراحها كما الأجنحة، تستعرض معنا سوية زهو ابتسامات، أمواجها بقيت تؤرق في ارواحنا لغة الحياة.

خطيبتي كما ربيع الفراشات انفاسها، حين يعانق أنحائها الشجر، ابتسمت ضمتني بشغف اليها؛ سوية رحنا نتنفس أصوات العابرين.

 

اللحظة المباغتة محطات راحت تسوقها قطارات نهارية، ارصفتها كأنها عواصف تدق في زواياها أجراس إنذار مخيفة.

بغداد لأول مرة رغم أحزانها ترتفع صرخاتها؛ تدوي هكذا، شيء ما يكاد يقتلعنا جميعا، يجتاحنا، يتجاوز اخر ما تبقى من لحظات صمتنا، يستفزنا، أوصالنا تعتريها استغاثات، صداها تحمله حمائم، الوانها كما الغيوم مسكونة بالهلع.

الكرادة اكراما رغم بكائها انحنت، البستنا قلائد عرسها، بينما من بعيد، كنت اسمع زفة عاشق يعزف أغنية، كلماتها يحكيها مسرح، تطوف على خشبته سفينة عائمة، كانت تطلق صفارة رحلتها المباغتة.

المشاهدون اصطفوا...جميع الأشياء، البنايات، السيارات، الأشجار، المقاهي، حتى لعب الأطفال وكارتونات الحلوى، انينها تحول الى اجزاء غيمة، بساطها، دموعه تساقطت، فأعلن المطر.

 

عقيل العبود     

 

في المثقف اليوم