أقلام حرة

مصيـر رئيـس مخلوع !!

hamid taoulostلن يصدق أحد حتى من شاهد الرجل رأي العيان على تلك الصورة البئيسة وقد أثقل الأسى المكتوم خطاه، ففغر فاه وسال لعابه، على أنه السيد رئيس الجماعة السابق وزوجته تحاول مساعدته على الترجل من سيارة الأجرة، لتصحبه مسنودا بأبنائه إلى داخل مستشفى " ابن الحسن " للأمراض العقلية حيث يتلقى علاجات عدة لأمراض سببتها له الصدمة النفسية التي تعرض لها بإلغاء ترؤسه لإحدى مقاطعات الجماعة الحضرية للمدينة، وكادت تؤدي بحياته بعد أن أودت بما حلم به من سلطان وعبده من ثروة وجاه .

ما كان أحد يتصور، ولو في الحلم أن دولة السيد الرئيس سوف تدول، وأن راية عزه من الممكن أن تزول، ولكنها الدنيا غدارة، والزمان بدال خوان كما يقولون ... فرغم أنه كان من كان في شدة التدبير، وقسوة التسيير .. إلا أن ذلك كله لا قيمة له لأنه لم يتوجه بالخلق الحسن والتعامل الطيب مع الأتباع والخدام وكل المريدين الآخرين، ويا ويل من لم يفهم الآخرين، فهم الجحيم كما قال أحد الفلاسفة (سارتر) .

لم يعمر المسكين فوق كرسي الرئاسة طويلا، ولم يشبع نزواته من نشوتها كثيرا، حتى كاد له الآخرون أصدقاء وخلان أيما كيد، وكاد له الزمان هو الاخر، وإلتقى كيد الزمان مع كيد الإنسان، فتبخرت أحلامه، وضاع صولجانه وهيلمانه، وصودرت أملاكه وأمواله لتسديد ما تراكم عليه من ديون مستلزمات " البريستيج " .

إنهار الرجل الكبير، بعد أن أعطاه الحظ بظهره، وغُلقت دونه أبواب الرءاسة و الريادة والجاه الكبير، وإنفض الكل من حوله، و توقف تسبيحهم  به وله . صغر في عيون الكثير من الناس، إلا في أعين من حفظ له الحب والود، عين أقرب الناس إليه، زوجته وأولاده الذين يحبونه مهما عمل ...

 

حميد طولست

 

في المثقف اليوم