أقلام حرة

يمكننا معرفة التاريخ اذا كان العقل امامنا

نعم يمكننا معرفة الماضي والحاضر وحتى المستقبل اذا كان العقل امامنا مرشدنا فالتاريخ بدأ منذ ان بدأ الانسان يعي الواقع الذي يعيشه اي منذ ان بدأ يستخدم عقله البسيط اي يتحرك وفق عقله   فالزمن التاريخ هو حركة الانسان في هذا الوجود ومتى ما توقف الانسان عن استخدام عقله توقف الزمن توقف التاريخ

فالتاريخ هو حركة الانسان بخيرها وشرها بظلامها ونورها

كتب احد كتاب الفيسبوك يقول يطلبون من الناس ان يصدقوا تاريخ مضى اكثر من 1400 سنة ونحن في عصر العلم والتطور ولا نعرف من قام بتفجير الكرادة فقط انباء متضاربة من هذا وذاك

لا اعتقد هناك انسان يملك عقل محبا للحياة ومحترما للانسان يعيش في عصر العلم والتطور لا يعرف الجهة التي قامت بتفجير الكرادة وبكل التفجيرات الارهابية التي تحدث في العراق في الدول العربية والاسلامية وحتى في دول العالم انها داعش الوهابية التي تدين بدين ال سعود وكان ال سعود الرحم والمرضعة والحاضنة والراعية والممولة والداعمة لداعش ولكل المنظمات الارهابية الوهابية لا تستهدف الا ذبح الأبرياء وتدمير الحياة وما فيها من جمال ومن قيم انسانية سامية واخماد اي نقطة ضوء فيها

 

فكل تاريخ البشرية صراع من اجل النفوذ المال السلطة من اجل البقاء هذا امر طبيعي وأشعال نيران الحرب ضد كل من يقف امامهم ومن يحول دون تحقيق مآربهم ومطامعهم  الا الوحوش الوهابية المدعومة والممولة من قبل ال سعود فانهم لا يهمهم امر الحكومة ولا الحكام بل الذي يشغلهم ذبح الابرياء الذين لا ناقة لهم ولا جمل لهذا انهم يفجرون انفسهم في كل تجمع ديني اجتماعي وذبح اكبر عدد من الناس الابرياء

هل يمكن لعاقل ان يصدق ان داعش صنيعة النظام السوري والحكومة الطائفية في بغداد وان ايران صنعت القاعدة الوهابية وهل يمكن ان الامام علي ذبحوه لانه لم يصلي رغم انهم قتلوه وهو يصلي في محراب المسجد وان الحسين قتل بسيف جده لانه خرج على دين محمد

فال سعود ودواعشهم هم امتداد لال سفيان ودواعشهم حتى انهم اثبتوا اكثر وحشية وظلامية من ال سفيان ودواعشهم

هل لا يمكننا معرفة صرخة ابي ذر الغفاري وهو يتلوا الآية والذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقوها في سبيل الله ولا صرخة الامام على التي واجهت سيف الطغاة الذي فلق رأسه فزت ورب الكعبة ولا صرخة الحسين في صرخة الاصلاح في يوم الطف كونوا احرارا في دنياكم ولا صرخات اهل العقول النيرة والافكار المنيرة في كل التاريخ من فلاسفة ومفكرين واصلاحيين  وهكذا لم تتوقف صرخات التحدي  ولا لحظة واحدة حتى اوصلوا الحياة الى هذا المستوى من الرقي والتطور

في كل التاريخ هناك قوى ايجابية في الحياة وقوى سلبية اي قوى هدفها رفع مستوى الحياة ودفعها الى الامام وقوى اخرى تعمل خلاف ذلك وهذه الحالة مستمرة الى الان واعتقد ستستمر الى فترة طويلة من الزمن طالما البشرية لا تزال في مستويات مختلفة من النضوج والوعي العقلي

يقول الامام علي اعرف الحق تعرف اهله

وخاطب الامام الحسين الناس مخاطبا مجموعة يزيد قائلا نحن وانتم على دين واحد فان وقع السيف بيننا اصبحنا انتم على دين ونحن على دين

فالاختلاف في الفكر في الرأي في وجهات النظر يعتبره الامام الحسين امر ايجابي بل انه يخدم الهدف الذي نسعى اليه وقوة كبيرة في صالحنا لكن اذا استخدمنا السيف ضد بعضنا البعض اصبحنا لكل فئة طريق وهدف

هناك حقيقة تقول اي صراع او حرب تنشأ بين طرفين اما احدهم على حق والآخر على باطل او الطرفين على باطل اما الطرفان على حق فهذا هو المستحيل ومن يقول ذلك انه يدافع عن الباطل

نعم الباطل يتصارع مع الحق والباطل يتصارع مع الباطل لكن من المستحيل ان يتصارع الحق مع الحق

لا شك اذا استخدمنا هذه الحقائق في معرفة التاريخ في الماضي في الحاضر وحتى في المستقبل نستطيع ان نعرفه المعرفة الحقيقة وحتى يمكننا التنبؤ بالمستقبل

صحيح الحق نسبي وليس هناك جهة او شخص يملك كل الحق لو فرضنا هناك جهة تملك 70 بالمائة وجهة اخرى تملك 60 بالمائة وجهات اخرى تملك اكثر اقل فهذه المجموعات تطرح افكارها جميعا وتتلاقح هذه الافكار هذه النسب وما ينتج من هذا اللقاح هو الذي يسود

من هذا يمكننا ان نصل الى  قواعد عامة لو طبقت في فهم التاريخ ومعرفته اولا الحق لا يتصارع مع الحق

ثانيا الاختلاف في الرأي حالة ايجابية ودليل على انهم يريدون الخير

ثالثا اذا وقع السيف بين اطراف اي فئة او مجموعة او طائفة يعني احدهم حق والاخر باطل او المجموعتين على باطل

 

مهدي المولى

 

في المثقف اليوم