أقلام حرة

جلال نايلي: هجمات نيس هل ستقرع باريس طبول الحرب ضد الإرهاب بداية من ليبيا؟

jalal nayliتشير القراءة الأولية في الهجوم الإرهابي الذي استهدف مدينة نيس الفرنسية والذي أسفر عن مقتل 84 قتيلا وحوالي 50 جريحا أثناء الاحتفال بالعيد الوطني الفرنسي، أن فرنسا تعتزم القيام بمراجعة جذرية لإستراتيجيتها فيما يتعلق بالأمن القومي والتي أثبتت فشلها الذريع بعد هجومات "شارلي ايبدو" في 07 يناير 2015، والذي خلف 12 قتيلا مما سيجعلها تحضر لتدخل عسكري وشيك لضرب قواعد التنظيم في ليبيا

 وعلى الرغم من كون هذه الأحداث ليست الأولى التي تتعرض لها باريس، حيث سبقتها عدة هجمات متفرقة إلا أن التعاطي الإعلامي مع هجمات نيس كان مغايرا عن باقي الهجمات الإرهابية الأخرى حيث سارع الإعلام الفرنسي إلى نقل الأحداث عبر القنوات التلفزيونية بكثير من التهويل والترويع بشكل أعاد أذهان المشاهدين والمتفرجين إلى أحداث 11 سبتمبر 2001 ولم تمر ساعات قليلة حتى تم الكشف عن منفذ الاعتداء الذي نقلت وكالة فرانس برس

انه ولد في تونس، و لم يكن على قائمة المراقبة لأجهزة المخابرات الفرنسية إلا انه كان معروفا لدى الشرطة فيما يتصل بالجرائم الواقعة تحت القانون العام، مثل السرقة والعنف

 

 ويدعى "محمد لحويج بوهلال" أصله من مدينة مساكن التابعة لولاية سوسة الساحلية

في حين ظهر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند الذي عاد لترؤس خلية أزمة تتابع الوضع إلى جانب وزير خارجيته مانويل فالس، في خطاب متلفز بعد ساعات من الهجوم الإرهابي مصرحا أن فرنسا تواجه معركة طويلة الأمد ضد الإرهاب، ومؤكدا أن بلاده قوية وجاهزة لكل الاحتمالات.. تصريح هولاند يوحي بوجود طبخة فرنسية أمريكية للتدخل في شمال إفريقيا وتوجيه ضربات استباقية حماية لمصالحها من التهديدات الإرهابية للقارة العجوز، بحجة محاربة الإرهاب ويذكرنا بخطاب جورج بوش المتلفز عقب أحداث 11 سبتمبر 2001 حينما وعد باجتثاث الإرهاب من جذوره، حيث تم اجتياح أفغانستان ثم العراق تحت مبرر محاربة تنظيم القاعدة وكل المؤشرات توحي ان فرنسا ستسير نحو هذا الاتجاه بعد أن أبدت سابقا تخوفها من نشاط الجماعات الإرهابية التي باتت تتزايد يوما بعد يوم في منطقة الساحل وليبيا بعد سقوط نظام العقيد الليبي معمر القذافي خصوصا وان ليبيا اليوم أصبحت تعاني تمزقا وتشرذما

 لم يسبق له مثيل وغياب كلي لمظاهر الدولة حيث تشهد تواجد برلمانان وجيشان وحكومتان في نفس الوقت، ناهيك عن كونها أصبحت تشكل مركز نشاط إرهابي ساهمت في تفريخ العديد من الخلايا الإرهابية المتطرفة التي قدرها مراقبون بمئات الميليشيات المسلحة تمتلك ترسانة متطورة من الأسلحة وصواريخ سكود، لها امتدادات في دول الجوار على غرار تونس ومالي والنيجر إضافة إلى كون ليبيا محل أطماع فرنسا وأمريكا منذ عقود كونها بلد غني بالنفط والثروات الباطنية وهي البوابة لبسط نفوذ فرنسا على النيجر التي تعد رابع دولة غنية باليورانيوم وهو ما يدفع باريس إلى المغامرة واستنساخ السيناريو الأمريكي في أفغانستان والعراق تحت ذريعة محاربة تنظيم داعش سبق وان أشارت صحيفة «لوفيجارو» الفرنسية بأن باريس قد حسمت الأمر وتحضر لتدخل عسكري في ليبيا لمحاربة عناصر تنظيم داعش، وان فرنسا مقتنعة بأنه لا مفر من التدخل لضرب داعش على أن يكون التدخل في حدود 6 أشهر.

الرئيس فرانسوا هولاند صرح عقب هجمات نيس قائلا "يجب أن نعول على التزام كافة أجهزة الدولة في معركتنا ضد الإرهاب وسيتم

 تمديد حالة الطوارئ لمدة 3 أشهر أخرى ومصطلح المعركة استعمله أيضا جورج بوش عقب أحداث 11 سبتمبر 2001 حينما وصفها بالحرب الدولية ضد الإرهاب فهل نحن أمام نسخة مماثلة ل11 سبتمبر؟ وهل الدور قادم على ليبيا ؟ التي هي مربط الفرس بالنسبة لفرنسا لاستعادة مستعمراتها القديمة؟ الأيام القادمة كفيلة بالإجابة على كل هذه التساؤلات

 

جلال نايلي

 

في المثقف اليوم