أقلام حرة

مهدي المولى: أردوغان الى اين؟

رغم فشل الانقلاب العسكري ضد اردوغان الا انه يكشف حقائق واسرار غير معروفة وغير ظاهرة للعيان منها ان الاوضاع في تركيا هشة اي غير مستقرة ومن الممكن ان تنقل تركيا الى الدكتاتورية وحكم الفرد وانتصار الدكتاتورية وحكم الفرد يعني فتح المجال للارهاب والارهابين وبالتالي تصبح قاعدة ومنطلق للارهابين خاصة وان تركيا تتكون من اقوام واطياف مختلفة وبالتالي مهيئة للصراعات الطائفية والعنصرية وبالتالي تقسيم تركيا

اثبت الانقلابيون ليسوا مجموعة مغامرة من الشباب التي تبحث عن النفوذ والمال بل انهم شريحة واسعة من الشعب التركي من الجيش التركي فاعلة ومؤثرة في المجتمع التركي وتمثل رغبة وتطلعات الكثير من الشعب التركي

ماذا يعني اعتقال وعزل اكثر من 3000 قاضيا حتى اصبحت تركيا بدون قضاء ولا قضاة واصبح الحكم بيد دواعش اردوغان يعتقلون ويذبحون ويرمون كل من يعارض حكم اردوغان من البنايات العالية والجسور وحرقهم احياء  وتهديدات اردوغان بتطهير القوات الامنية وتطهير تركيا يعني اعلان الحرب على تركيا شعبا وقوات امنية

نعم الانقلاب العسكري ضد اردوغان فشل لكنه ادخل تركيا الشعب التركي في طريق الفوضى فتح باب نار جهنم حيث دفع اردوغان ودواعشه الى الغاء العقل الغاء القانون واهل القانون حيث قامت دواعش اردوغان بأعمال وحشية وجرائم بشعة شبيهة جدا بجرائم ووحشية دواعش ابو بكر البغدادي المدعوم والممول من قبل ال سعود حتى خيل لهؤلاء انها دواعش بن لادن و البغدادي فالذي ينظر الى الذين هجموا على الجيش التركي اي مؤيدي الدكتاتور اردوغان يرى بشكل واضح انهم من دواعش البغدادي انهم جاءوا من الموصل من ادلب من تورا بورا

فالشعب التركي الذي قبر الخلافة ومن يمت لها بصلة معينة كما يقبر اي نتنة قذرة يحاول اردوغان فتح قبرها واعادتها الى الحياة ومن الطبيعي هذا لا يمكن تحقيقه الا بالاعتماد على الدواعش الوهابية على اموال ال سعود

لو دققنا في الامر في حقيقة هذا الانقلاب العسكري لا تضح لنا بشكل واضح وجلي ان اردوغان كان على علم بهذا الانقلاب وكان بأستطاعته ان يحول دون قيامه لكنه فتح الباب امام المشرفين على الانقلاب القيام بانقلابهم وفي نفس الوقت اتخذ كل الاجراءات الكفيلة بمواجهة الانقلابين وافشال حركتهم والقاء القبض عليهم وبدقة وسرعة

فانه اعتمد على الدواعش الكثيرة المتواجدة في تركيا فهناك معسكرات تدريب قواعد تجمع للدواعش الوهابية التي ترسلهم العوائل المحتلة للخليج والجزيرة وعلى رأسها عائلة ال سعود ثم ينطلقون من هذه القواعد والمراكز الى سوريا الى العراق الى لبنان الى دول اخرى

وكان هؤلاء في حالة انذار ومهيئة للحركة وفق كلمة سر معينة يطلقها اردوغان نفسه وفعلا انطلقت تلك الكلمة وانطلق هؤلاء الى الشارع تذبح وتقطع الرؤوس وتغتصب وتسلب الاموال ضد عناصر الجيش التركي ضد العلوين ضد الشيعة ضد الكرد ضد القوى العلمانية والديمقراطية والمدنية التركية

حيث اعتقل اكثر من عشرة آلاف مواطن تركي بسرعة فائقة ومدهشة قتل اكثر من الفي شخص ورميت جثثهم من الجسور من العمارات من اي مرتفع وعلقت بعض الجثث في اعمدة الكهرباء مهاجمة بيوت المواطنين الاتراك ونهب اموالهم والتجاوز على نسائهم وحتى حرق منازلهم في مناطق ومدن عديدة من تركيا

ومن هذا يمكننا القول ان اردوغان كان على علم بالانقلاب وشجع عل تنفيذه لكنه وضع خطة مسبقة لمواجهته ومن ثم افشاله والقاء القبض على منفذيه وجعله وسيلة لتحقيق اهدافه ومراميه

مثل تغيير النظام التركي من نظام برلماني الى نظام رئاسي فرض صلاحيات واسعة وكبيرة ومهمة لاردوغان حيث تصبح الحكومة والبرلمان والقضاء والجيش بيد اردوغان

الاعتماد على العوائل المحتلة للخليج والجزيرة وعلى رأسها عائلة ال سعود ماليا واعلاميا مقابل ان تقوم تركيا بحماية حكم هذه العوائل من انتفاضة شعوبها

نشر الارهاب الوهابي في المنطقة ودعم وتمويل كل المنظمات الارهابية في المنطقة وخاصة في العراق وسوريا ويكون اردوغان هو سيد المنطقة وامير المؤمنين وخليفة المسلمين

فهذا شيخ الرذيلة والضلالة القرضاوي يقول ان الله وجبريل والملائكة يساندون اردوغان وانه شبيه بالنبي موسى

ومع ذلك يمكن لرجب طيب اوردوغان اذا تخلص من احلامه المستحيلة والركون الى العقل ان يجعل من نفسه عاملا مهما في استقرار المنطقة وانهاء العنف والارهاب الوهابي المدعوم والممول من قبل ال سعود فال سعود لا يقبلون باي زعيم يظهر في المنطقة ينافسهم على السلطة والنفوذ ليت اردوغان يتذكر زميله صدام ماذا فعلوا به فصدام كان يحب الشهرة والسلطة والمال فمنحوه المال ودفعوه الى اشعال نيران الحروب خليفة العرب امير المؤمنين لا حبا وانما اتخذوه وسيلة لتدمير العراق وذبح العراقيين

فهل يفعلوا بتركيا وشعبها ما فعلوه بالعراق والعراقيين بأتخاذ اردوغان وسيلة الى ذلك

اعتقد ان الشعب التركي لم ولن يسمح لاردوغان ذلك وهذا الانقلاب حتى وان فشل انذار الى اردوغان وال سعود

الامر بيد اردوغان هل تريد مصيرا كمصير صدام

هل تريد لتركيا وشعب تركيا مصيرا كمصير العراق وشعب العراق

فاذا قلت لا تخلى عن طريق صدام وابتعد عن ال سعود

والا فالخطر داهم لا محالة

 

مهدي المولى

 

في المثقف اليوم